د. محمد صالح الشيخابي يكتب : *الغنماية دي جنت و لا شنو ؟؟!!!*
ما قل و دل
المرة دي المقال قصيير .. الناس قالوا لي مقالاتك طويلة..
اها نخش في الموضوع طوالي..
تقول الطرفة بأن كلبا من كلاب القرية تعود على مطاردة الأغنام صباحا عندما يخرجن مع الراعي ل *(( السرحة))* و مساءا عندما يرجعن قبيل غروب الشمس .. و في كل يوم تهرب الأغنام من أمامه و هو يطاردها حتى يدخل كل واحدة إلى ((مراحها )).. و يستمتع بمطاردتها و تخويفها يوميا ..
و ذات يوم أثناء رجوع الأغنام مرت إحداهن على (جردل ) يحوي بعض (( المشق)) و هو بواقي الذرة (العيش ) الذي تصنع منه الخمور البلدية فشربت منه حتى سكرت..!
و عند مطاردة الكلب للاغنام هربت كل الأغنام من أمامه كالعادة و هو يستمتع بمطاردتها واحدة تلو الاخرى و تخويفها و لما جاء جاريا باتجاه العنزة ( السكرانة ) استدارت للخلف و واجهت الكلب و هي تصوب قرنيها نحوه بشراسة لم يعهدها…
تسمر الكلب في مكانه من الدهشة و لم يستطع التقدم ..
من بعيد شاهد اثنين من مجانين القرية المنظر فقال أحدهما للآخر : (( تلقاهو الكلب دا قال لي في سرو : *(( الغنماية دي جنت و لا شنو ؟؟*
فذهبت مثلا و نكتة …
و الأهم من ذلك بدأت العنزة تباعد بين ساقيها الأماميتين و تتقدم بقرنيها تجاه الكلب الذي سرعان ما ولى هاربا وهو يلوي ذيله بين فخذيه و هي من علامات خوف الكلاب …
*خاتمة :*
نحن السودانيين شجعان لكن كنا جارين قدام عرب شتات الصحراء الأفريقية زي الأغنام و هم مستمتعين بإذلالنا و تخويفنا ..
*هل تكون الخيانةالتي حدثت في ود مدني هي جردل ((الوجع)) الذي يجعلنا نصحو من سكرات الخوف .. و نتذكر أننا نتكئ على ماض تليد من البطولة و الإقدام و المجد و هل تكون هي الحدث الفاصل الذي يجعلنا نصحو و نحرر مدني و الخرطوم و دارفور و الحدث الذي سيعيد لنا تاريخ شجاعة أجدادنا..؟؟.*
بالمناسبة .. في الجنة في نهر من خمر و لكنه لا يسكر بل لذة للشاربين كما جاء في القرآن الكريم…. أحد المجاهدين من أهل الميل أربعين كان يسمي نفسه *سكران الجنة*.. أصحابو قالوا ليهو يا زول أنهار الجنة ما بتسكر..
رد باسما: ما سمعتو بي *سكر الروح..!!⛅ ️⛈️️❄️❤️*
و لاقي ربه شهيدا بعد هذه المقولة بعدة أيام ..
تصبحون على وطن ..
*كتبه بإخلاص:* *محبكم الفقير لله:* *د/ محمد صالح الشيخابي..*
*غرة يناير 2024 ..*