منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محفوظ عابدين يكتب : *معسكرات الكرامة بشندي تستدعي (عراقة) التاريخ (ومجد) الحاضر*

0

مسارات

غير الجدية والتدافع والإقبال والحماس والغيرة والوطنية ،أظهرت معسكرات (الكرامة) التي انتظمت السودان وكانت في (شندي) مولدها وفي ميادينها (نشأت) و(ترعرعت) ثم انتقلت إلى بقية (أنحاء) السودان تفيض عليها( بثراء) التجربة و(رحيق) الخبرة لتكون شندي صاحبة( السبق) و(براءة) الاختراع في فكرة وتنفيذ معسكرات الكرامة بل (الاولى) في مخرجاتها ونتائجها التي ظهرت على أرض المعركة وعلى المساحة (التأمينية) التي غطتها في الدفاعات والإرتكازات.
هذه المعسكرات التي انتشرت في كل القرى والفرقان والاحياء بشندي وفي كل مربعات المدينة كانت تتنافس في أن تقدم ما يميزها عن(الأخرى) وكان تاريخ تلك المناطق (حافل) بالشخصيات التي كان لها (الأثر) الكبير في( تاريخ) السودان وإمتداد رحلة الجهاد والقتال من ذلك الزمن (البعيد) وحتى هذا الحاضر( القريب) .
وكثيرون من أهل المنطقة والضيوف الذين يشاركون في تدشين هذه المعسكرات يرفعون( حواجب) الدهشة وهم يستمعون لأول مرة عن بعض تلك الشخصيات التي جاهدت ضد الاستعمار وحاربت قوى البغي والعدوان.
وكان معسكر شندي فوق القرداب مربع( ٨) الذي قدم صحيفته المرصعة والمزدانه بالجهاد والمجاهدين ،حيث ارتبطت تلك المنطقة بالحدث الأشهر في تاريخ السودان وهو (حريق) إسماعيل باشا على يد المك نمر في العام ١٨٢١م لتواصل تلك منطقة في تقديم الابطال منهم قضى نحبه ومنهم ينتظر وما بدلوا تبديلا ،وأخر من قدم روحه فداءا لهذا الوطن من أبناء هذا الحي هو اللواء ركن ايوب عبد القادر بطل المدرعات الذي قاد قواته من (سنجة) بولاية سنار مقر عمله إلى أن وصل الخرطوم مقر سلاح (المدرعات) لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه،ومن داخل المدرعات خاض المعارك وصد العدوان إلى أن ارتقى إلى الله شهيدا. ولازال اللواء معتصم الجمري (حيا) يقدم خبرته العسكرية في تدريب الشباب.
ولم تكن قرية مويس جنوب شندي بعيدة من ذلك التاريخ زمانا ورجالا،وقدم الاستاذ عمر عثمان ناصر في تدشين المعسكر ،لمحة من تاريخها الجهادي ،فقدمت مويس بطل الثورة المهدية (عبد الرحمن النجومي) وقائدها المحنك صاحب الصولات والجولات في معارك المهدية فحقق فيها الانتصارات وسادت فيها البلاد حرة ،وأن البطل ( عبد الرحمن النجومي) والذي لازال (أحفاده) في أرض مويس،جاهد إلى تأمين البلاد شمالا ووصل بقواته إلى (توشكي) وعينه على الفسطاط والقاهرة.
ولم تكتف مويس بالبطل عبد الرحمن النجومي ،وان كان هذا يكفيها. ولكن قدمت أبطالا شاركوا في الحروب العالمية وماتلاها من حروب إقليمية قدمت رجالا ،منهم محمد احمد قسم الذي شارك في الحرب العالمية ،وتوالت سلسلة الابطال في مويس وكان محمد خير بابكر وهاشم الحسن فدوس وعثمان محمد خير وأحمد كرار وحسن كرار ،ومحمد حامد الجمري ،وازدادت سلسلة المقاتلين باللواء سعد عبد الرضي، واللواء سيف الدين سليمان واللواء هاشم خالد وغيرهم.
وجاءت قرية بئر الطيب بالشقالوة لا تمشي على (استحياء) بل جاءت تمشي بالفخر والاعزاز لتقول أن تاريخ مكافحة الاستعمار والجهاد ضد رد العدوان لم يكن خاليا من أبنائها بل أزدان بها وكان الطيب بابكر الذي كان عضوا (فاعلا) و(رقما) مهما في ثورة اللواء الابيض في العام ١٩٢٤م حيث شارك في اللواء الابيض بجانب (علي عبد اللطيف)، و(عبد الفضيل الماظ) ،وامتد نضاله ضد الاستعمار مع الطبقة المثقفة في نادي الخريجين من قبل العام ١٩٣٨م، وكان متجره غير بعيد من نادي الخريجين بأمدرمان.
والمناضل الطيب بابكر هو والد الصحفي المعروف. التجاني الطيب بابكر.
ولم تكن بعض المناطق قد أبحرت في ذلك التاريخ (أعلاما) فقدمت في الحاضر (شهداء) في معارك الكرامة واتخذت معسكرات التدريب من أسماءهم (أسما) لها وكان معسكر الشهيد )مجاهد معاوية) بديم عباس التي شاركت والدته وأبنائه في حفل تدشين المعسكر ،وقدم مربع (١٥) معسكرا باسم الشهيد (عبد الله صالح كوكو) ابن المنطقة الذي استشهد فداء للوطن وهو من قوات (الحرس الرئاسي) وهذه تكفي أنهم اول من قدموا الأرواح فداء للوطن.
وهذه المعسكرات التي التي انطلقت وتزداد يوما بعد يوم لم تنطلق من (فراغ) بل انطلقت من( تاريخ) و(إرث) جهادي كبير تحفظه (ملفات) المستعمرين قبل أن يحفظه أهل السودان وكتب التاريخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.