منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

استراتيجيات د. عصام بطران يكتب : *احذروا إعادة إنتاج (سيناريو) شريان الحياة ..!!*

0

استراتيجيات
د. عصام بطران يكتب :

*احذروا إعادة إنتاج (سيناريو) شريان الحياة ..!!*

– منذ الأمس بدأت الآلة الإعلامية الغربية في الترويج إلى مأساة حقوق الإنسان في السودان، خمسة تصريحات في ذات الصياغ قابلها اليوم خمسة تصريحات من قائد المليشيا المتمردة يجب قراءتها في نفس المضمون وحتى نقف على تحليل المحتوى علينا أولا عرض التصريحات العشر للاستهداء بها في استخلاص الأهداف والمالات من هكذا تصريحات:

أولا: تصريحات أممية دولية إقليمية أمس…
١. وكالة الأنباء السعودية “واس”: نائب وزير الخارجية وليد بن عبد الكريم الخريجي، يستقبل المستشار الأميركي الخاص بالسودان دانيال روبنشتاين…
٢. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس: يجب أن يتوقف القتال في السودان قبل أن يقضي على المزيد من المدنيين ⁧…
٣. وجهت الأمم المتحدة، الأربعاء، نداء لجمع ٤.١ مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب في السودان، وكذلك أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة
٤. مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث: عشرة أشهر من الصراع سلبت من الشعب السوداني كل شيء تقريبا: سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم…
٥. المفوض الأممي للاجئين: الأمم المتحدة تطلب تمويلا بقيمة ٤.١ مليار دولار لعام ٢٠٢٤م من أجل السودان ولاجئيه، في ٢٠٢٣ تم تمويل ٤٠ % فقط من احتياجات السودان ولاجئيه…

ثانيا: تصريحات المليشيا المتمردة اليوم…
١. مليشيا الدعم السريع المتمردة: لقاء اسفيري بسويسرا بدعوة أممية لبحث انسياب المساعدات…
٢. حميدتي: بعض مناطق السودان تشهد “مجاعة” بسبب الحرب.
٣. حميدتي: انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة قواتنا في الخرطوم وكردفان ودارفور والجزيرة بسبب منع “الفلول” وصول الإغاثة…
٤. حميدتي: الأوضاع الإنسانية “المأساوية” في السودان تستوجب تدخلا عاجلا من وكالات الإغاثة لإنقاذ الناس من خطر الموت جوعا…
٥. حميدتي: مستعدون لعقد اتفاق ثنائي والتعاون مع المنظمات والوكالات الدولية المختصة لتنفيذه لإنقاذ المدنيين في مناطق سيطرتنا…

– كما ذكرت سلفا أن علاقة استدعاء الحالة الإنسانية عبر التصريحات الأممية والدولية والإقليمية والرد المستعجل عليها من قائد المليشيا المتمردة والحديث بكثافة تعبيرية عن الأوضاع الإنسانية في السودان ليس لأن العالم قد انتبه مؤخرا لما تسببت فيه المليشيا المتمردة من مأساة تجاه الملايين من البشر في السودان، غير أن التناول السياسي لتوجهات تلك الدول بما فيها المنظمة الدولية له أجندته الخاصة في التعامل مع الملف السوداني، وليت هذا الاهتمام المتأخر يوازيه إجراءات إدانة واضحة لأفعال المليشيا المتمردة على الدولة والمواطن الذي تسببت في نهبه واغتصاب نسائه ومملكاته وتهجيره بل طاردته المليشيا في مناطق نزوحه وطلبه الأمن بولاية الجزيرة وولايات دارفور…

– تسويق المليشيا المتمردة للازمة الإنسانية بالتوازي مع استدراج المجتمع الدولي لم يكن إلا لإنتاج الخطة (ب) لتفكيك السودان إلى دويلات ، ويمثل المخطط القادم نسخة ثانية ل(سيناريو) التمرد بجنوب السودان (شريان الحياة) لاستدامة معسكرات النزوح واللجوء بواسطة المنظمات الإنسانية المشبوهة (إياها) لمد الحبل السري لتغذية إمدادات التمرد الذي انقطع بسبب حصار الجيش وكتم أنفاس المليشيا وطردها من الحياة السودانية الآمنة…

– لعبت المنظمات الإنسانية الغربية من قبل دورا بارزا في إدارة الصراع في جنوب السودان إذ إن صنع القرار السياسي والعسكري بالغرب دائما ما يبدأ من منظمات المجتمع المدني المختلفة ومراكز الدراسات الإستراتيجية ومعاهد البحث العلمي ثم يتحول المشروع إلى طاولة أجهزة الحكم التشريعية والتنفيذية لإصدار القرار وهذا هو الذي يحدث الآن …

– من أهم المنظمات الإنسانية التي لعبت دورا كبيرا في توجيه الأوضاع بجنوب السودان لصالح حركة التمرد:
١. منظمة كير العالمية الأمريكية.
٢. منظمة التضامن الفرنسية.
٣. منظمة مرسي كور الأمريكية.
٤. منظمة أوكسفام.
٥. المؤسسة السويدية (SFM).
٦. منظمة إنقاذ الطفولة البريطانية.

– في دراسة قد أجريتها في العام ٢٠١٦م بلغ عدد المنظمات الأجنبية الطوعية المسجلة لدى مفوضية العون الإنساني (225) منظمة، منها (198) منظمة طوعية أجنبية، و (18) منظمة دولية بما فيها وكالات الأمم المتحدة. ووظفت (12791) أجنبيا أدخلتهم البلاد من جنسيات مختلفة، يشكل الوجود الأمريكي في المنظمات ووكالات الأمم المتحدة النسبة الأعلى حيث بلغ عدد العاملين الأمريكيين (1087) عنصرا أمريكيا كأعلى نسبة، وفي المرتبة الثانية الوجود الفرنسي (1080) فرنسيا ويليهم في المرتبة الثالثة الوجود البريطاني بعدد (991) بريطانيا. وتعاملت الدول الكبرى مع المنظمات في حالة السودان بأن أوقفت الإغاثات المباشرة ودفعت أموالا وميزانيات عالية لبعض المنظمات لتقوم بدورها المرسوم لها…
– حظيت دارفور بعدد كبير من المنظمات الأجنبية بلغ (205) منظمة منها (40) منظمة مسجلة بصورة مؤقتة. تتوزع تلك المنظمات على ولايات دارفور الثلاث بواقع (68) منظمة في شمال دارفور، العاملون الأجانب بها (231) أجنبيا وغرب دارفور (62) منظمة بها (358) أجنبيا، وجنوب دارفور (75) منظمة بها (372) أجنبيا. وكلها لها ارتباط بالجنوب وإدانة امتداد الصراع بدارفور لخدمة متمردي الجنوب.

– إن المنظمات الإنسانية بصفة عامة تعتبر مدخلا مهما للقوى الغربية في التدخل القوي في شئون السودان، وأداة من أدواته المهمة في تأجيج الصراع وتغذية المتمردين عن تجارب سابقة في السودان، احذروا من استدعاء تجربة شريان الحياة مرة أخرى فإنها مهلكة وأداة فاعلة لتقوية واستدامة التمرد؟؟…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.