منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تماضر حاج نور تكتب : *الكوكب الدري.. مصباح الدجى*

0

تماضر حاج نور تكتب :

*الكوكب الدري.. مصباح الدجى*

مصباحٌ أمده الله من نوره فأضاء ما حوله وسنا لمن بعده.. نوراً على نور… فيا لصدق من قال: ولكل من اسمه نصيب..

المصباح.. شاب يشع نوراً ووضاءة.. صادق الوعد طاهر القلب نقي السريرة بسام المحيا.. قوي في غير غلظة ورفيق في غير ضعف.. ثابت على مبدئه راسخ في عقيدته مؤمن برسالته صادع بالحق ولو على نفسه.. تخاله كما الجبال الراسيات شموخاً وإباء..
هو الحزم والعزم والإقدام في أرض المعركة وحين يخاطب المستنفرين فلا تظنن في حياته إلا هذا.. ثم يفاجئك بعد حنوه ولطفه واحتواؤه للصغار والتفافهم حوله كأنه صديقهم.. وحين تراه باكي العين ذارف الدمع في بيوت الشهداء معزياً ومودعاً أصحابه معاذ.. حذيفة.. ابن عوف.. لقمان وبقية الرفاق الذين سبقوا بالاصطفاء والارتقاء قناديلاً تضيئ حول العرش فيزداد العهد معهم موثقاً وقوة..
تراه بين أصحابه محفوداً محشوداً.. قائداً تعلوه هيبة وسكينة ووقار.. ويزينه تواضع ونبل وخلق.. تجمعه معهم قضية وفكرة وولاء.. ويربطهم به حب وود وإخاء..

إنهم البراؤون.. فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى.. برؤوا لله ورسوله فما غرتهم دنيا ولم تقعدهم مفاتنها.. لهم في محمد وصحبه أسوة.. وفي البراء بن مالك مثل وقدوة.. وفي علي واخوته نموذج وحذو.. وهبوا أنفسهم للدين والوطن فانبروا يدافعون عن الحياض والأعراض والحرمات.. وقد رفعوا شعارهم: الله.. الوطن..
شباب يفع.. صغار في أعمارهم كبار في أفعالهم.. كل واحد منهم..
فتى أخلاقه مثل.. وملء ثيابه رجل
يعج الحق في دمه.. ويزحم صدره الأمل

يعجبني فيهم صدق التوجه وقوة الشكيمة وصلابة المواقف.. وتأسرني منهم -كلما زرنا جرحاهم- طلاقة الوجه وحسن الاستقبال والترحاب وما جبير وعبد القادر إلا مثالين.. لهما في خدمة إخوانهم جهد وعرق.. ويدهشني أنهم رغم ما بهم من رهق وألم وجروح يتعالون عليها صبراً وجلداً واحتساب.. يبتسمون في فرح شديد مستبشرين بما أصابهم ويرجون الثواب.. لا يستعجلون شفاءً إلا ليلحقوا بإخوتهم في الصفوف الأمامية من جديد.. فيا أبا القاسم عيدروس ها هو أبو قاسم جديد ينشد مع عروة وإخوته الجرحى..
جريحنا صبور وما اتوجع.. همه يطيب عشان يرجع
لو درت مثال هاك اسمع.. أخونا عروة اتقطع
ثم تسمعهم يرددون مع البراء صاحب الصوت الندي وهو ينشدهم..
وطبيب عادني في علتي.. ومضى يكتب لي بعض الدواءْ
ظن في صدري داء هدني.. وارتضى الراحة لي بعد العناء
كيف يا جراح أرضى راحة.. أنا جندي على خط الفداء
وجراح الصدر لا تؤلمني.. إنما يسحقني جرح الإباء
خندقي قبري وقبري خندقي.. وزنادي صامت لم ينطق
فهل يا ترى مختار المختار يسمع صدى صوتهم وهم يرددون أنشودته المحببة.. أم تراه عليٌ العلي يرقبهم من علاه ويوسف السيد ينظر إليهم في غبطة وحبور.. يقيني أن مصطفى المصطفى ترتسم على وجهه ذات ابتسامته الوضيئة فرحاً بجيل جديد من إخوته يماثلونه عمراً وعطاء مستبشراً بهم وببعثهم الجديد.. أما وداعة الله فلا شك أنه استودعهم الله حفظه ورعايته وهو يرى فيهم أمله القديم المتجدد..
بكرة عازة تعود عروس..
زاهية في مسك الختام

لله درهم من فتية أثاروا فينا ماضياً كنا قد حسبناه ولى وفات.. فإذا بهم يحيون فينا موات نفوسنا ويذكروننا بعهود سابقات.. ويهدوننا أملاً ورجاء في غد السودان الواعد ببنيه الصادقين الأوفياء إعماراً وبناء.. دعواتنا لهم ولكل إخوانهم في القوات النظامية وكتائب المستنفرين والمجاهدين تتبعهم.. وهم يسرجون خيلهم ليعيدوا للسودان عزته وللشعب كرامته وليحققوا له سلامه القادم وأمنه الدائم ونهضته المرجوة..
ادامهم الله مصابيح تنير عتمة الدياجي وتهدي الحائرين لينبلج الفجر مؤذناً بشروق النصر والفتح المبين..

#براؤون_يارسول_الله
#مصابيح_الدجى
#معركة_الكرامة
#أخوان_البنات_العلموا_الجبل_الثبات
#ام درمان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.