منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عارف حمدان يكتب : *هنا ام درمان ….محاسن هذه الدنيا كتاب انتي معناه…..*

0

اضاءة مستقبلية ….
تضم هنا ام درمان ..اذاعة وتلفزيون بين جنبيها كل مراحل وتطور وابداع وانتاج شعوب السودان ،شفاهة وصوتا وصورة:
١.. تحتوي المكتبة الصوتية للاذاعة السودانية علي اكثر من ..مئتي الف ساعة… من تسجيلات كل برامج الحياة منذ عام ١٩٠١ وحتي الان..وسنشرح ذلك لاحقا..
٢..تحتوي مكتبة التلفزيون علي اكثر من …تسعين الف ساعة ..من البرامج الشاملة لكل مناحي الحياة…
لذلك كدنا نموت حزنا ..والان نحي فرحا بعودتهما….
………………….
هنا ام درمان…كانت وستظل عافية الناس وترياقهم من الام حياة وطن وارض لم نري منهما الا الاحباط والحزن بسبب عدم معرفتنا بقيميتها طوال حقب تاريخية متتالية رقم الجامعات والشهادات وتجارب الاخرين …الخ…..
هنا ام درمان ..ملاذ الحياري والمحزونين والفاشلين والتائهين من ابناء وطني حينما يرخي الليل سدوله في كل انحاء بلادي بقراها ومدنها وفرقانها ومغتربيها ..وهي كذلك مجددة حياة العشاق واهل المغني والذكريات والغناء الفاره الانيق ومدح المصطفي .ص. والقران في الليالي مع قيام الليل ..هنا ام درمان احاديث السياسة والمجتمع والحوارات والتاريخ والسهرات الباذخات وذكريات البادية والمدينة ورحلة الشجن والالم والسعد حيث الدراما والقصص واشعار الماضي والحاضر وتراث الغرب والشرق الثقافي والمادي.وهي انيس الرحلة وجمالها للمزراعين والمسافرين والرعاة في خلاهم …والدوبيت يحي قلوبا تاهت وبعدت عن الحي حيث الحبيبة المصون ….الخ
هنا ام درمان..اذاعة وتلفزيون ..خارطة طريق بناء مئات المؤسسات الاعلامية في الشرق والغرب وتاهيل الاف الكوادر البشرية ..افريقيا وعربيا ..بل وحتي عالميا .وكفي بذلك اعتراف اليونسكو والاسيسكو..وغيرها من مؤسسات الثقافة والعلوم والاداب والفنون ..ولصوتها حضور يخلب الالباب..كما قال بذلك الرئيس احمد سكتوري ..حتي ان المعونة الامريكية في بداية ستينات القرن العشرين المنصرم وقامت بانشاء مبني هوليوود المصغر حيث ادارة هيئة البث الحالية وهو مبني الانتاج السينمائي سابقا اذ وجدتها اول واهم مؤسسة في افريقيا جنوب الصحراء ايمانا بدورها في الدفاع عن قضايا الافارقة وهي التي اوجدت صوتا لكل حركات التحرر الافريقية الحديثة من الكونقو الي جنوب افريقيا الي كل القارة ويكفي ذلك اشادة القائدين الجليلين نلسون مانديلا وجوليس ناييري ……..
……………
هنا ام درمان..تلفزيون واذاعة ..عذرا ان تطاولت علي مقامكم السامي في قلوب شعوب كثيرة من المحيط الي الخليج ..لكنه حب الامومة والطفولة والزوجة وحلم المستقبل بوطن كبير وعظيم رقم الم المصيبة والابتلاء والعظيمين التان مستا جنايكم الغالي حين رات قوي الامبرالية والراسمالية في اعلي مراحل توحشهما بعد انتصاراتهم الكذوبة بقولبة الكون علي حلمهم البئيس بالانتصار النهائي علي ابداع الاخر القادم متناسية سنن الاله وحركة التاريخ ..كما قال البروفسور جيمس برايدل .مؤلف كتاب ، عصر مظلم جديد الصادر عام ٢٠٢١…اعتذر لاني لم قدر مقامكا ..ولانه كتب عنكم علماء واستاذة الجامعات وخبراء الاعلام والمجتمع والباحثين الكبار من الذين علمونا الحب والحكمة ..وفرح بكما بعد التحرير الباهر ..وهنا نحي شباب السودان من كل قواتنا النظامية ..فرح كل محيي وعاشقي السلام والاستقرار والتنمية والمستقبل بكل مكونات وتشكيلات مجتمعنا ريفا وحضرا واخر لانعرفه لكنه بفرحنا حيث ..هنا ام درمان ..العبور وكسر حواجز السياسة والجغرافيا..لكما الله حافظا وراعيا…مع وجدان جمعي لا يفتر بتقديس مقامكم ووجودكم ..لانه علي قناعة تامة من انكم المؤسسة الوحيدة التي لا يستطيع احد ان يرمها بحجر في تاريخ شعب يتجاوز العشرة الاف من الاعوام ..كما يقول الدكتور رياك مشار ،نائب رئيس دولة جنوب السودان في حوار لي معه..ويردد اذا عدنا دولة واحدة فان ،هنا ام درمان ،هي الرائدة في ذلك… ان شاءالله..
………………….
الثاني من مايو ١٩٤٠ ..هنا ام درمان ..حيث ارخي التاريخ اذنيه ..اذ تحركت مؤشرات روادي الدنيا لصوت كروان مختلف…هنا ام درمان …
.والتاسع عشر من ديسمبر ١٩٦٢ فتح التاريخ ايضا صفحات الاضافة والالق ..بميلاد تلفزيون السودان ..ولما لا فمن داخل حوش هذه الهيئة ..ولد اتحاد اذاعات الدول العربية باستديو الزعيم الازهري بالاذاعة ..ونشاة فكرة اتحاد اذاعات وتلفزيونات افريقيا ..وتبلورت فكرة الوحدة الاعلامية لحركة عدم الانحياز ..وميلاد اتحاد اذاعات الدول الاسلامية فكرة ورؤية ..وغيرها الكثير من المؤسسات والمبادرات الاقليمية والعالمية لا يتسع المجال لذكرها ..لانني ساعود الي ذلك ….ان شاءالله…
………………
هنا ام درمان ..اذاعة وتلفزيون …يتاوه تاريخنا وثقافتنا وكينونتنا ..في انتظار العلماء والباحثين واهل العلم والمعرفة من الاجيال الجديدة ..حيث مفتاح المستقبل.. فالتاريخ سجل الزمن ومفتاح صياغته للجديد رحلة واقتحاما ..
# في مكتبة الاذاعة السودانية حيث الريادة والاضافة والمعلومة ..يوجد جل عطاء ومساهمات اهل السودان في ميراث الحضارات الانسانية ..لاننا شعب سماع وشفاهية ،عكس الكتابية، هنا اهل السودان بقبائلهم واثنياتهم وتراثهم واختلافاتهم ..فشلهم ونجاحهم …الامهم واحلامهم ..رؤاهم وافكارهم..فالمئتي الف ساعة تتوزع علي:
١..عشرات الالاف من الساعات للبرامج الفنية والادبية والغنائية والمنوعات والاشعار والموسيقي باصوات مبدعي بلادي ..ومعهم اخرون من مبدعي الانسانية من كل البشر علي كوكبنا …والامر ينطبق علي مكتبة التلفزيون لكن بسعة اقل لان الاذاعة سبقته مولدا ونشاة وسهولة…
٢.. عشرات الالاف من الساعات للبرامج السياسية والاخبارية لكل تراث الحكومات السودانية من لدن الحكم الذاتي ١٩٥٣ وحتي اليوم من المشروعات والخطط والجهاز التنفيذي والتشريعي ولائيا و قوميا بغض النظر عن ماهية الحكومة ديمقراطية او دكتاتورية فالامر متروك للباحثين واهل المعرفة تقويما ونقدا وتصحيحا ..فالهدف العظة والاعتبار….ايضا نفس الشئ ينطبق علي مكتبة التلفزيون لكن بساعات اقل كما ذكرت سابقا……
٣.. عشرات الالاف من الساعات المسجلة من البرامج الدينية والتاريخية والعلمية والوثائقية في كل مجالات الحياة بالسودان..ونفس الشئ ينطبق علي مكتبة التلفزيون…
٤..الاف الساعات في مجالات متعددة كالحوارات من كل انواع المعرفة والشخصيات السودانية المختلفة في كل المجالات والقطاعات وكل الاعمار والامكنة والحقب الزمنية .. ونفس الشئ ينطبق علي مكتبة التلفزيون وان كان عدد الساعات اقل بحكم العمر والرؤية…
٥..عشرات الالاف من الساعات من برامج التبادل الاذاعي والتلفزيوني مع اذاعات وتلفزيونات العالم منذ نشاة الجهازين كل علي حدة…
٦..الاف الساعات من الدراما اذاعية وتلفزيونية خاصة المحلية..وهناك الدراما الاجنبية ..وطبعا غالب الدراما اذاعية كما يؤكد ذلك استاذنا القامة رائد اخراج الدراما الاذاعية البروفسور صلاح الدين الفاضل..
٧..الاف الساعات المسجلة لمجالات اخري يصعب حصرها في هذا المقال الصغير من تلميذ استاذة كبار ورواد ابداع علي راسهم رائد الاعلام العربي .اذاعة وتلفزيونا البروفسور علي شمو…
……………….
لاهل السودان جميعا ..
ولكل الناس من كل دول العالم …
هذه هي ..هنا ام درمان ،اذاعة وتلفزيون ، احد اهم اعمدة حفظ التراث الانساني علي الاطلاق خاصة التسجيلات الشفاهية ..قد عادت لانها اكبر من المحتلين الجدد ..تاريخا وتاثيرا وحضورا في الفضاء الانساني العام..لمدة اربع وثمانين عاما لم تتوقف ..كانت اكبر من كل شئ ..وما حدث لها مجرد ابتلاء عاير سيبقي ذكري واعتبار لقادم الايام والسنين..ونتمني ان لا يكون مصير مكتبتها بكل هذه الكنوز والمعارف مصير جرح غائر مازال ينزف ..وهو وثائقنا التاريخية في جامعة درم البريطانية ..اكثر سبع الف وثيقة ..التي تبكي للزمن تجاهل الصفوة السودانية لها خاصة من تولوا قيادة الحكومات والوزارات من كل الوان الطيف السياسي يمينا وشمالا ..وكانها حمل ثقيل يخافون كشف سره مع انها تجارب ثرة للبناء و الوطنية والتسامي وتخطي عقبات الخلاف وهي من اهم ادوات المعرفة والتصحيح وتدارك الاخطاء والمصير الاسود والا لما وقعنا في هذه الحرب الامبرالية الصدئة….
……………….
لكم جميعا اعتذر ..فانا التلميذ الصغير في هذا الحوش ..هنا ام درمان ..تجاسرت وتطاولت علي مقام الاف المبدعين من المذيعين والبرامجيين والمعدين والموظفين والعمال بكل التخصصات ..وكتبت ….. فالتحية والتجلة والانحاء لهذه القامات طوال اربعة وثمانين عاما سهروا وكابدوا وعانوا حتي الموت لتبقي هنا ام درمان تيار حياة يمنح الامل لشعوب السودان بان الدنيا بخير رقم محنتنا في صفوتنا ..والا لكنا حماة حق الحياة الحرة والكريمة للعالمين..
التحية لكل الزملاء والاستاذة بالاذاعة والتلفزيون فردا فردا..والخلود لمن فارق هذه الفانية لانه عند رب رحيم كريم..
دعوني اخص بعض استاذتي بالتحية لنبض خاص…
البروفسور علي شمو
البروفسور عوض ابراهيم عوض
البروفسور صلاح الدين الفاضل
الدكتور عمر الجزلي
الاستاذ عوض بابكر
الاستاذ عاصم علي..
الاستاذ معتصم فضل
الاستاذ حسن فضل المولي
الاستاذ طارق البحر
الاستاذة محاسن سيف الدين
بقية النجوم ..كل اهل الاذاعة والتلفزيون ،وكل واحد فيكم لايقل مقامه عن هؤلاء..انتم فوق الزمان والتاريخ والحلم ..بعطائكم وبذلكم وابداعكم ..لكم الله وهو لن ينساكم لانكم اصحاب حق واضافة…احبكم جميعا…
…………..
لاهل السودان جميعا ..جامعات ومؤسسات واهل ابداع من كل مناحي الحياة ..هاهي .هنا ام درمان بجناحيها..ترفرف عليكم سلاما وامنا ..فادعموها بالمال والفكر حتي نعيد تاسيسها وصيانتها ..ما اصابها اصاب قلوبنا وارواحنا ..
هيا ..للعلا للعلا….
……..
حبي ومودتي
عارف حمدان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.