منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. مزمل أبو القاسم يكتب: *مشهد مقبرة شهداء الكرامة في معسكر جبل سركاب مكرر في القيادة العامة*

0

في هذا المقام المهيب تعجز الكلمات وكل حروف اللغة عن التعبير وينعقد اللسان وتختلط المشاعر.. أمام مقبرة شهداء معركة الكرامة داخل معسكر جبل سركاب..
هنا يرقد شهداء الوطن..

هنا يستكين فرسان (أمن يا جن).. رحمة الله عليهم.. ها هنا يغفو من بذلوا أرواحهم رخيصة وفدوا وطنهم وأهلهم بالدماء والنفوس ثم احتضنوا بعضهم ومضوا إلى رحاب ربهم، شهداء بإذن الله..
وقفنا في حضرتهم مطرقين وخشعت القلوب منا ودمعت العيون..

لا توجد في كل قواميس اللغات كلمات يمكن أن تصف تلك اللحظات.. فعذراً إن عجزت عن التعبير بما يليق..
اللهم تقبلهم شهداء عندك بإذن الله..

ومشهد مقبرة شهداء الكرامة في معسكر جبل سركاب مكرر في القيادة العامة حيث يرقد شهداء الحرس الرئاسي، وفي سلاح المدرعات حيث قُبر الشهيد أيوب وصحبه، وفي الإشارة وفي سلاح المهندسين وفي وادي سيدنا وكل حاميات الجيش.. خنادقهم مقابرهم..
بالأمس زرنا مقبرة شهداء معركة الكرامة في جبل سركاب، وترحمنا عليهم وكانت القذائف تتساقط حولنا على المعسكر من كل صوب.. وكنا في معية ثلة من الشهداء الأحياء.. أشهد الله ما اهتزوا ولا ارتعشوا ولا رفّ لهم جفن.. ثبتوا كعادتهم فقلدناهم وشعرنا بالضآلة في حضرتهم..

ثبات مدهش.. وشجاعة لا توصف.. يتضاحكون ويداعبون بعضهم بعضاً ثم ينصرفون لمتابعة مجريات المعارك وإدارة تفاصيلها غير آبهين بالتدوين..

من يراهم يوقن أن النصر لا محالة آتٍ لأن الهزيمة غير مدرجة ولا واردة في قاموس هؤلاء الأُسْد..

لله درّهم.. ما أنبلهم وما أشجعهم.. تعاهدوا على إكمال مسيرة سبقوهم على درب الشهادة.. يحتضنون مصاحفهم مع أسلحتهم.. من سرّه أن يرى شهداءً يسعون بيننا أحياءً فلينظر إليهم ويتفرس ملامحهم.. ويتدبر قول المولى عز وجل:
(مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).{الأحزاب:23}
……

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.