أسامة عوض الله يكتب : أمير الصحافة السودانية جمال عنقرة.. وقفات وخربشات في جدار وبوابات صاحبة الجلالة (3)
أسامة عوض الله يكتب :
أمير الصحافة السودانية جمال عنقرة.. وقفات وخربشات في جدار وبوابات صاحبة الجلالة (3)
(1)
عندما زار رجال كرام لهم أوزانهم – مثل الوزير الأسبق د. محمد مختار، والمعتمد والبرلماني الأسبق الفريق شرطة أحمد التهامي – عندما زارو الصحافي والإعلامي الشهير الأستاذ الأمير/ جمال عنقرة حفيد الأمير والقائد العسكري المهدوي النور عنقرة أحد أشهر قيادات وأمراء الثورة المهدية – عندما زاروه في منزله بمنطقة (الحتانة) بمحلية كرري بالعاصمة الوطنية أمدرمان، في تلك الفترة من شهر مارس من العام 2016م بخصوص نزع فتيل أزمة طارئة، من خلال مبادرة قادها الوزير الأسبق د. محمد مختار، وكانت المبادرة لنزع فتيل تلك الأزمة الطارئة.
(2)
لم ينتظر القيادات الذين جاؤوا للصحافي المعروف جمال عنقرة في منزله، لم ينتظروا كثيرا رده عليهم، حيث قال لهم الرجل: (هؤلاء الرجال لو جاؤوني في دم لتنازلت).
(3)
يا الله،، هذه العبارة (هؤلاء الرجال لو جاؤوني في دم لتنازلت) التي قالها جمال عنقرة، تختصر لك كل شيء تود معرفته عن الرجل.
فجمال عنقرة بهذا الموقف منه رسخ ما عرف عنه من شجاعة،، وجسارة،، وكرم،، وإباء،، وإيثار،، وعفو،، وصفح،، ونبل،، وشموخ،، ومبادرة،، ومبادئة،، وإقدام،، وإنسانية.
(4)
لهذا تجد جمال عنقرة دوما صاحب مبادرات صحافية وإعلامية وإنسانية وسياسية.
(5)
ومؤخرا كانت مبادرته ل (إسكان الصحافيات السودانيات) التي طبقها في مدينة بورتسودان، كانت عمل إنساني وإجتماعي كبير، عمل لا يقوم به أفراد لوحدهم – وهو ما فعله جمال عنقرة – بل تقوم به مؤسسات الدولة وهيئاتها ووزاراتها وصناديقها.
(6)
تعود معرفتي اللصيقة بالأخ والصديق الأستاذ الكبير جمال عنقرة إلى حوالي (23) عاما – قرابة ربع قرن من الزمان – في العام 2001م ويومها شخصي الضعيف يعمل بالعملاقة صحيفة (الوطن)، تحت رئاسة تحرير أستاذنا الراحل الكبير سيد أحمد خليفة عليه الرحمة.
صحيفة الوطن التي كان فيها جمال عنقرة مستشارا للتحرير في حياة سيد أحمد خليفة، ثم رئيسا للتحرير لها بعد وفاة مؤسسها وناشرها سيد أحمد خليفة.
(7)
كنت في العام 2001م جئت لصحيفة (الوطن) قادما من مجلة (الدستور)، مجلة الدستور السودانية لا الدستور اللندنية.
وكان ناشر ورئيس تحرير مجلة الدستور هو أستاذنا الكبير محجوب عروة، وكان الأخ والصديق العزيز الأستاذ عادل سيد أحمد خليفة هو نائب رئيس تحرير المجلة، ولكنه فعليا كان رئيس التحرير التنفيذي، لأن الأستاذ محجوب عروة كان مشغولا ومسئولا كذلك بصحيفة (الرأي العام).
(8)
في مجلة الدستور كنت شخصي الضعيف – أسامة عوض الله – أكون ثنائيا صحافيا مهنيا مؤثرا وناجحا مع الأخ والصديق العزيز الأستاذ عادل سيد احمد خليفة، وانجزنا معا اعمال صحافية كبيرة وضخمة ناجحة حققت نجاحات كبيرة ومدوية، بعد ذهاب عادل جاء الأخ الأستاذ صلام عووضة رئيسا للتحرير ، كما أن المجلة تم تغييرها من (مجلة) إلى صحيفة (جريدة)،، (هذه الفترة سأعود لها بالتفصيل لاحقا في مقال منفصل).
(9)
بعد نجاحاتنا شخصي والأخ عادل سيد احمد خليفة في الدستور، نقلنا ذات ثنائيتنا الصحفية المهنية إلى صحيفة الوطن التي إنتقلنا لها كلينا عادل وأنا، وواصلنا ذات النجاح وذات السبق الصحفي في كثير كثير من الأعمال الصحافية سواء من خبر أو تحقيق، أو حوار، أو إستطلاع.
(10)
يشبه الأستاذ عادل سيد احمد خليفة، يشبه أستاذنا جمال عنقرة في (المبادرة)، كليهما مبادران.
(11)
مرت السنوات والسنوات،، وفي الفترة بين منتصف عامي 2012م – 2013م ، عملت بصحيفة (المشهد الآن) السياسية اليومية المستقلة التي كان يمتلكها مناصفة كلا من الوزير السابق السياسي المعروف ورجل الأعمال عثمان إبراهيم الطويل، والأستاذ جمال عنقرة.
والوزير السابق والسياسي ورجل الأعمال عثمان ابراهيم الطويل هو يمثل وحدة السودان بنصفه الشمالي من ناحية والده عمنا ابراهيم الطويل، ونصفه الآخر الجنوبي بوالدته.
والرجل في الحساب ابن عمي من جهة والده، وهو كذلك صديق مقرب من الاستاذ جمال عنقرة، وكانا الإثنان قد إشتريا أسهم صحيفة (المشهد الآن) من الصحفي والإعلامي المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ محمد عبدالقادر سبيل، فأصبحت الصحيفة ملكا للطويل وعنقرة مناصفة.
(12)
في منتصف العام 2012م كنت جئت لصحيفة (المشهد الآن) في (إصدارها الثالث).
لأن إصدارها الأول على حسب علمي كان على يد سيدة – للأسف لم أتحصل على إسمها – ثم جاء إصدارها الثاني على يد الأستاذ الصحفي والإعلامي والشاعر محند عبدالقادر سبيل المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان إصدارها الثالث على يد ثنائية (الطويل – عنقرة) وتم تعديل إسم الصحيفة من (المشهد) إلى (المشهد الآن).
(13)
جئت للمشهد الآن قادما من صحيفة (الرائد) التي كنت من بين الأربعة المؤسسين لها – أعني صحيفة الرائد – شخصي الضعيف والإخوة الأساتذة عمرباسان، ودكتور امير ميرغني، وبابكر الذي كنت أناديه بإسم (بابكر المنجم)، وتحت إشراف الوزير د. كمال عبيد، وبرعاية د. نافع علي نافع، وشيخ علي عثمان محمد طه.
فترة صحيفة (الرائد) سأعود لها لاحقا في أكثر من مقال منفصل متصل.
(14)
في (المشهد الآن) كنت مديرا للإدارة السياسية، وأصدر ملفا سياسيا مرتين في الإسبوع سميته (اليوم الثامن).
كان الأستاذ جمال عنقرة – مثار هذه المقالة – رئيسا للتحرير،، وكان الوزير السابق ورجل الأعمال السياسي عثمان إبراهيم الطويل رئيسا لمجلس الإدارة، وكان الصديق والزميل الصحافي والقانوني مولانا معاوية أبوقرون مستشار التحرير.
(15)
كانت إدارات التحرير تتكون من هؤلاء الزملاء الأساتذة،، مدير التحرير: نورالدين أبوبكر،، سكرتير التحرير: ربيع حامد،، الإدارة السياسية: أسامة عوض الله،، إدارة الأخبار: رمضان محجوب،، إدارة الولايات: صلاح باب الله،، إدارة الرياضة: محمد أحمد دسوقي،، إدارة الفنون: صباح محمد الحسن،، الإدارة الإقتصادية: راقية حسان،، وكان من المحررين: نفيسة،، وحافظ أحمد خوجلي،، ومن الكتاب: علي يس،، ومحمد عبدالقادر سبيل.
وفي الجانب الإداري كان الأساتذة: محمد فرح عبدالكريم ، وعبدالحافظ الصافي خليل – التوزيع،، وكرم الله.
وفي المكتب الفني: سكرتير التحرير: ربيع حامد،، وفي التصميم الأخوين الشقيقين فيصل يس، وياسر يس.
وفي التصوير: الصديق والزميل الأستاذ الطاهر إبراهيم.
(16)
أعود وأقول إذا كان الأستاذ جمال عنقرة قد إستطاع بمبادرته – وهو فرد وليس إتحاد ولا نقابة – إستطاع أن يوفر عبر علاقاته مع الدستوريين والمتنفذين والمسئولين حاليا في البلاد – إستطاع أن يوفر مساكن لعدد (30) صحافية وتم دفع إيجارات سكن هؤلاء الصحافيات لمدة عام كامل، يصبح من باب أولى لرجل بمثل هذه الإمكانات اللوجستية والمهنية وبهذه الخبرة والتراكمية، أن يكون من يقود إتحاد الصحافيين السودانيين مع إحترامنا للأخ والصديق والزميل الأستاذ الصادق الرزيقي الرئيس الحالي للإتحاد العام للصحافيين السودانيين، الذى قاد الإتحاد طوال دورتين أو ثلاثة لا أعرف على وجه الدقة خلال السنوات العشر الأخيرة.
يجب أن يتنحى الأستاذ الصادق الرزيقي لا سيما والبلاد تمر في هذه الفترة بمرحلة خطيرة فاصلة في تاريخها، فيها حرب وجودية الشريك الأساسي المتسبب والمشارك فيها ينتمي لذات الإثنية التي ينحدر منها الأستاذ الصادق الرزيقي.
(17)
أقول ذلك والأستاذ الصادق الرزيقي رجل محترم وزميل مهنة له كامل التقدير، بل وهو صديق وأخ عزيز.
لكن لنرفع عنه الحرج وهو ما بين واجبه الوطني الذى يشمل السودان كله وامنه القومي، وواجبه المهني تجاه الصحافة السودانية والصحافيين الذين أصابهم ما أصابهم – كغالبية السودانيين – من أضرار وأضرار وكوارث وخسائر وجراحات من مليشيا الدعم السريع الإرهابية النازية الفاشية والمرتزقة والخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين والمندسين وداعميهم في الداخل والخارج، وكما قلت والإثنية الغالبية في الدعم السريع هي ذات الإثنية التي ينحدر منها الصديق والزميل الصادق الرزيقي، الذى قد يكون يمر من جراء ذلك بأصعب فترات حياته – التي دون شك تؤثر في عمله وأدائه النقابي في إتحاد الصحافيين السودانيين – نسأل الله أن يثبته ويقويه.
(18)
على الجانب الآخر توجد ما تسمى ب (نقابة الصَّحافيين السُّودانيين) وهي بالقانون أصبحت نقابة باطلة ولا أثر قانوني لها، وهي أصلا كانت نقابة محسوبة على ما كانت تسمى ب (قحت)، قحت التي أصبحت (تقدم) وليس لكلاهما أي (سند شعبي) بل و(لا أي قبول شعبي وجماهيري)، لهذا لا يمكن التعويل عليها.
(19)
إذا كان الزملاء في المكتب التنفيذي ومجلس الإتحاد العام للصحافيين السودانيين تهمهم مصلحة الصحافيين في هذه المرحلة المفصلية الصعبة من تاريخ بلادنا، عليهم أن يغادروا هذا (البيات الشتوي) و (السكون الصيفي) الذي يحكم خناقه حولهم.
وعلى الإخوة الأساتذة الزملاء الصحافيين المسئولين في الإتحاد العام للصحافيين السودانيين أن يعلموا أنهم في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد من واجبهم ان يتفرغوا لخدمة عشرات المئات بل الآلاف من الصحافيين السودانيين الذين فرقت الحرب بينهم السبل فأصبحوا ما بين نازح في الولايات، ولاجيء في دول الجوار، لا مأوى ولا سكن، ولا مرتب، ولا مصاريف، وغالبيتهم معهم أسرهم يحتاجون للكثير.
(20)
على مجلس الإتحاد أن يترجل ويفسح المجال لزملاء يمكنهم خدمة الصحافيين بصورة أفضل وأسرع، بدلا من روابط الصحافيين التي تناسلت وتكاثرت في الولايات دون ضوابط أو رقابة وقد يتسلل من خلالها البعض ممن يخدمون أجندة المليشيا الإرهابية وداعميها الإقليميين والدوليين، لا سيما أن غالبية هذه الروابط تضم في عضويتها أسماء يقولون أنهم صحافيين وإعلاميين، لم نسمع بهم من قبل.
(21)
يجب أن يفرق الجميع بين الصحافيين والإعلاميين الحقيقيين المحترفين، الذين لهم سابق تجارب ولهم خبرات، ولهم مهنة عملوا فيها بمقابل أجر، ولهم إنتاج صحافي وإعلامي دونته وحفظته الأراشيف.
فليس كل من كتب أو نشر مادة أو مواد عبر وسائط التواصل الإجتماعي في ما يسمى ب (السوشال ميديا) يسمي نفسه صحفي، ويسمي نفسه إعلامي، بل ويؤسس رابطة مهنية أو نقابية.. منتهى الفوضى،، أين القوانين المنظمة للصحافة والإعلام..؟!؟!؟!
(22)
إذا كانت هذه القوانين غير موجودة أو موجودة ولكنها ضعيفة، يجب سن قوانين لذلك أو إصدار مراسيم سيادية بذلك، لأن الإعلام في معركة العزة والكرامة المفصلية هذه لا يقل أهمية عن الدور العسكري في الميدان .
للوقفات بقية..
✍️أسامة عوض الله
رئيس تحرير سابق – كاتب وصحفي وقانوني سوداني
[email protected]
واتساب
+249912364384
+249999782999
+201156768602
+201556719367
السبت 5 أكتوبر 2024م