منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رهاب رهاب…. هكذا تولد الأفكار العظيمة د . محمد خير حسن محمد خير يكتب : صفير العدادات

0

رهاب رهاب…. هكذا تولد الأفكار العظيمة

د . محمد خير حسن محمد خير يكتب :

صفير العدادات

27 *نوفمبر 2024*
أصدر وزير الحكم الاتحادي المكلف محمد كرتيلا قراراً بدمج الوزارات في الولايات ليصبح عددها ثلاث وزارات فقط بدلاً من خمس أو سبع حسب ما كان معمولاً به في بعض ولايات السودان .. والحق اقول ان هذا الإجراء لايكفي لمعالجة الترهل في نظام الحكم في السودان والذي يؤثر بصورة كبيرة علي مستوي التنمية السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والامنية في بلادنا في ظل تضخم الإنفاق الحكومي الجاري علي نحوٍ يأتي علي الدوام خصما” علي الإنفاق التنموي وبالتالي الإستقرار الإقتصادي والسياسي والأمني .
يأتي تضخم الإنفاق الحكومي والبلاد تعاني من عجزٍ في الموازنة منذ سنوات عديدة فعلي سبيل المثال لا الحصر جاء عجز الموازنة المخطط لعام 2020 يعادل 1.62مليار دولار والذي يعادل نحو 73 مليار جنيه سوداني، بينما جاء عجز الموازنة لعام 2022 يعادل نحو 363 مليار جنيه سوداني والذي يعادل 800 مليون دولار بينما جاءت الاحصاءات عن موازنة عام 2023 تشير الي عجز موازنة يعادل 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي..
يشير العجز الدائم في موازنة الدولة الي وجود مشاكل مزمنة في جانب حشد الإيرادات العامة والي وجود مشاكل متعمقة في جانب الإنفاق الحكومي ..
ترهل نظام الحكم المفضي الي البيروقراطية المفرطة والفساد وضعف الرقابة وتداخل الصلاحيات والذي يؤدي حتما” الي مزيد من هدر الموارد ومزيد من التدهور في الأداء الاقتصادي للبلاد المنهكة اصلاً نتاج الحرب اللعينة التي اشتعلت في بلادنا الحبيبة وهو واحد من اهم اسباب تضخم الانفاق الحكومي.
وقد بحت اصواتنا منذ سنوات نتاج مناداتنا المتواصلة بضرورة التقشف في الإنفاق الحكومي لتقليل حجم العجز في الموازنة العامة غير أن استحقاقات السلام التي فرضتها عدد من الاتفاقيات جعلت الأمر يسير في اتجاه معاكس واستمرت الترضيات والمحاصصات علي المستوي المركزي والولائي علي نحو لم يسبق له مثيل فأدي الي مزيد من التفاقم في العجز المزمن … ولن نخرج من هذه الدائرة الجهنمية ما لم تصدر قرارات جريئة من مجلس السيادة والذي لا ينبغي أن يُخشي علي البلاد من شئ بعد نشوب هذه الحرب التي لم تبقي ولم تذر ( فلن يكون هناك ابتلاء اعظم من هذا الابتلاء ولن يصيبنا شرٌ أشرُ من هذا الشر ) ولن يكون هناك أسوأ مما حدث علي الأمن والاستقرار وعلي الأداء السياسي والاقتصادي .. فأن كان ذلك كذلك فينبغي أن تبدأ ثورة تصحيحية جريئة، حيث لا ينبغي أن تقلص فقط الوزارات الولائية بل ينبغي تقليص عدد الولايات نفسها الي أقل عدد ممكن منها بل ينبغي مراجعة كافة اتفاقات السلام والتزاماتها خاصة اتفاق جوبا وما يفرضه من محاصصات والتزامات ومن حقائب وزارة غير قابلة التعديل أو التغيير … لا كبير فوق السودان واستقراره وأمنه .. ينبغي بناء نظام حكم اتحادي وولائي رشيق يناسب تحديات هذه المرحلة ويقلل النفقات العامة الي أقل حجم ممكن … ويدرء عن البلاد التشاكس السياسي وتداخل السلطات وهدر الموارد ويضمن في ذات الوقت الرقابة والشفافية الإدارية والكفاءة والفعالية.. لا نقبل مزيد من المجاملات والمحاصصات والترضيات خصما” علي الوطن .. ينبغي أن يتجرد كل السياسيين في بلادنا لاجل سودان يسع الجميع وتحقق فيه تنمية متوازنة بين المركز والولايات علي نحو نخلق فيه سودان واعد .. سودان افضل مما كان عليه قبل الحرب …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.