منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خالد حاج علي أدروب يكتب : بتوقيت الشغف

0

خالد حاج علي أدروب يكتب :

بتوقيت الشغف

في تمام الساعة الثانية ظهرا عند منتصف النهار بتوقيت الشغف! وفي الضفة الغربية من النهر الانيق كانت تقف شاخصة الجمال أشبه بقطعة ملائكية فوق هذا الثرى العظيم وفوق ذاك الشاطي الرهيب عيناها كحبات من الياقوت وصدرها ممتليئ بدسامة الأمل ورحاب التمني مستغرقة في ذلك حينا من التدبر ولحظات من خصوبة الخيال تنتظر شيئا ما! وتنظر الى امامها كخط الأستواء فيظهر على الضفة الشرقية المبنى العتيق من بين الأشجار وغابات النيل المتشابكة باغصان العلم والمعرفة يشير هذا البنيان إلى انه من اقدم المعاهد الحضارية فتقاطعها اطياف وذكريات الدكتور حسن الترابي الذي يعد من دهاقنة الفكر والسياسة فتى السربون العظيم الذي اشتهر بالحجة والمنطق كما اشتهر نظامه باعتقال اخطر مجرمي العالم [كارلوس] وكذا تقاطعها تخيلات المشير جعفر نميري والاستاذ محمد ابراهيم نقد وجهابذة السياسة في أرض كوش العظيمة

ثم تنظر الى اسفلها فتسمع صيحات اطفال الكشافة لتجد نفسها مازالت واقفة على حافة الضفة الغربية فتتحرك على مسار الحب والجمال محاذية” النهر المقدس فتلتقي بالسني والشاطوط وقنديل وابوقناية والسعدابي فتهيم عشقا الهيا” وترنو ثم تغيب عن الوعي كدرويشة في محراب الصالحين..

هي تلك القديسة القابعة في خلايا الروح وتلك الزهرة النرجسية التي يفوح عبيرها عبر مدار التاريخ ابداعا” وجمالا وادبا” بلا انقطاع فخلدها الكاشف وأبو السيد وأبوعركي وسطرها الباشكاتب لحنا عبقا” في ملحمة إتسمت بعنفوان الجمال ودهشة التعبير وكتبها المساح بدمه قصيدة” خالدة تصلح لكل العصور والأزمنة…

هي حبيبتي الممزوجة بريحة المحنة هي تلك العروس التي يطوقها النيل فتتوسط حقول القطن الابيض تلك الناصعة من بياض الدواخل والمجنونة بالسحر الاذلي في عالم المستديرة وعندما يكون الديربي قائما تحضر تارة على مقاعد [العميد] الشعبية ثم تتحول في شوطها الثاني الى مقاعد [سيد الاتيام] فكم هي مجنونة في العشق الكروي لتنقسم روحها مابينهما فملهمتي تحب الفاضل سانتو وبابكر سانتو وحمد والديبة وبذات القدر تعشق سامي عز الدين وحموري وكاريكا لذلك ادمنت اساطير المستديرة في حاضرة التاريخ..

ليس هذا وفقط انها تلك اليانعة التي كلما زارها خريفا اطلت في [ام بارونة] واشرقت في [القبة] بلون البنفسج المعطون بلون الورد الذي يأخذ من لونها بريقا اخر فيعكسه في فضاءات واسعة من الانشراح…

هي تلك العروس المخضبة بحناء الابداع والمجرتكة بريحة الآمال التي يحوم حولها عدد من الفرسان المدججيين بكل انواع السلاح والمدرعات والأكمات وكل واحدا منهم يمني نفسه بانتزاع شارات المرور ليمنحها كل فروض الطاعة والولاء ليظفر بها عروسا في ليلة شتوية اظنها ستكون من الليالي التي ستحفر في ذاكرة الكرامة وتنحت في اهداب الذاكرة واظنها إقتربت..إقتربت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.