منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كتب / دكتور عثمان محمد البدوي *مثقال ذرة من دفقة حنين في وداع “علي قاقارين”:*

0

كتب / دكتور عثمان محمد البدوي

*مثقال ذرة من دفقة حنين في وداع “علي قاقارين”:*

*عندما كنتُ -في السنةِ الماضية- أُقلّبُ بعضَ أوراقي القديمة .. و جدتُ بينها عملاً شِعرياً عنوانه (الإلياذة الرياضية).. أكملتُ منه كتابة ثلاثة “مَشَاهِد”.. أو “فُصول” :
*1: الفصل الأول.. بعنوان “بدر التمام”.. كتبتُهُ يوم الأحد 1974.4.7.. -و أنا طالب في عامي الأول من مشوار دراستي الجامعية- .. أتناولُ فيه أحداث مباراةٍ أفريقية.. جرت في إستاد الهلال بأُمدرمان.. يوم الجمعة ١٩٧٤/٤/٥.. الموافق يوم وقفة المولد النبوي ١٢ ربيع الأول ١٣٩٤ بين فريق “الهلال” السوداني و فريق “الأهل” الليبي الذي خلقتْ إعتراضاته المتكررة.. غير المبررة.. جواً من التوتر كاد يتسبب في إفساد المنافسة..
*2: الفصل الثاني.. بعنوان “كأس الدهب”.. كتبته يوم الأحد ١٩٧٥/١١/٢.. عن تنافس الهلال و المريخ حول “كأس الذهب” في دورتِهِ الثانية.. و الحديث عن هذا الفصل و الفصل الثالث مُؤجَّلٌ لِحينِهِ -بمشيئةِ اللهِ.. إذا كانت في العمر بقية- .. و أنشرُ أدناه “الفصل الأول”.. إهداءً لِروحِ الرياضي الخلوق.. السفير.. الأستاذ.. الدكتور حيدر حسن حاج الصديق {علي قاقارين}.. الذي ودع هذه الحياة الدنيا يوم الأربعاء الماضي ١٢ فبراير ٢٠٢٥ .. الموافق ١٣ شعبان ١٤٤٦.. نسأل اللهَ أن يَجعلَهُ من أهلِ الفردوسِ الأعلى من الجنة..
*سيلاحظ قارئ اليوم أن القصيدة تُجسد سمو الممارسة الرياضية في ذلك الزمن الجميل.. و العلاقات الحميمة على مستوى الأندية و الصحافة و الإدارة و التدريب و اللاعبين و الجماهير..
*عذراً لطول المقدمة.. و لكم التحيات الزاكيات :
* … * … * … *
*الإلياذة الرياضية
*الفصل الأول:”بدر التَّمام”
*شِعِر : وَد البدوي.
~÷~÷~÷~÷~÷~÷~
*شمس النهار داب مَيَّلَتْ..
..عِزْ الهجيرِ.. و الدنيا حَرْ
*وكتين بدت كُتَل الجموع
تزحف علي ملعب هلالنا..
.. زُمَرْ.. زمر
*سايبين وراهم كلَّ أسباب التَّحَزُّبْ..
.. و التَّشتُتْ..
.. و التَّشرذُم..
.. و التَّفتُّتْ..
.. و الخلافات و الكَدَرْ
*جمهور عظيم..
من أجلِ سُمعة أرضنا العملاقة في لحظة انصهر:
*الأهلي بين النيل ؤُ وَدْ نوباوي و التحرير وَقَفْ..
*و القوز مع العامل جحافِل..
في تماسُك زاحفة زَحْف..
*و المورداب جَنْبْ بُرِّي و المريخ يَشَكِّلوا أعتَى صف..
*ما القصة ما قصة هلال
… ضِد “الأهل”..
دي حكاية أكبر بي كتير..
*دي حكاية بتقرِّر مصير..
*خاصة الرياضة بِقت كمان بين الشعوب أعظم سفير..
*هِي تمام “لِعِبْ” لاكين كمان.. ما بْتنفصل عن سُمعة الوطن الكبير..
*ؤُ عشان كدا الموقف بِكون موقف خطير..
*يستدعِي إنو عُمَر حَسَن..
..يَرْجع يشاور حاج حسن،
زروق يقيف يسأل بشير..
*ؤ كوارتي جنب منصور يقيف..
.. يسمع كلام ود الزبير..
*مافيش فَرِق..
.. بين جاد و امين..
.. أو دِقنو..
.. أو ديم الصَّغير
*ؤ أبو آمنة ياخُد من دواية السِّر مِدادْ..
.. يَنْسِج قلايد من حرير
*و الإتحاد يرفع عقوبة عبدو قُبَّال الوزير.
* … * … * … *
*ما الليلة ناس عبدو وْ دِحيش.. مُش الهلال..
*الليلة هُم شرف البلد..
من أقصى غابات الجنوب،
لي أقصى موقع في الشِّمال..
*ؤ عشان يحققوا إنتصار:
..ليهُم يهون كُلّ المُحال..
*و اهو دا الحصل:
*مما ظهر “بدر التمام”..
في خفة للميدان نَزَلْ:
*قوة وْ لياقة وْ عزمِ تام..
لا رجفة لا خوف لا وَجَلْ..
تَحْلِف تقول -من شكلو ساي-..
*مكتوب عشانو الإنتصار..
..مُنْذُ الأزل.
* … * … * … *
*جمهورنا من شاف الهلال في مظهرو الرايع ظَهَرْ..
*في لحظة -بين رَجْع الطبول- صَفَّقْ هَتَف..
…قَرْقَرْ هَدَرْ..
*لو قُلْتَ أَوْصِف ليك و اقول: زي صوت مَطَرْ..
*أو دابي في الغابات نَتَرْ..
*أو قلت ليك: مُدفع تقيل،
..في قِمَّة الصمت انفجر..
*أرجع أقول:
..مشهد مُحال..
..يَتْجلَّى في أبيات شِعِر:
*تيم مُكتمِل..
..في الملعب انبثَّ انتشر
*نُصْ انتظَم..
بين الهجوم الصَّلب ؤ بين،
…خَط الضَّهَرْ
*زغبير وراهم بين قوايم القون وَقَفْ.. زي النِّمِرْ..
*عَبْدْالله قِدَّام العرين..
عِملاق يَصُدْ عَنُّو الخطر..
*الضَّبْ ؤُ شوقي وْ كُوري في خط الدفاع..
..ثالوث خطير ما بِنْقَدِرْ..
*ؤُ تْنُوم قَرير..
.. مُرتاح ضمير..
لو شُفْتَ عِروة مع النَّقَرْ..!!
*عبدو الحريف..!!
..ما سِيدا عاد..!!
وِكْتْ اِبْدا يلعب بالكفر..
..تَطْرَبْ تميل..
..تَرْقُص معاو..
تَحْلِفْ تقول: بِعْزِف وَتَرْ..!!
*ؤُ يْشِق شواطين الصفوف..
*يَرْقُص يَزوغ..
..بين كَرْ ؤُ فَرْ
*كابتِن علي وْ جنبو الدِّحيش..
دا ثنائي أخطر من خَطَرْ
*حَيْدَرْ دا عاد..
..ما أصلو زول ما بِنْقَدِر..
*عِزُّو الحريف يا اخونَّا ما
..سيد الكَفَرْ..
*دا ثنائي محروس بالقَدَرْ
*ديل كانوا مُفتاح النَّصُرْ
*مَعْدَن نفيس..
..ؤ مِثالو في التاريخ نَدَر
*ديل باختصار.. :
أحسن أقيف هِنا و اعتذِر
*ما أصلو ما ممكن وحاتكُم..
..يَحْوِي أوصافُم شِعِرْ..!!
*بَسْ المُهِم.. تيمنا البطل
*بِفَضْلِ جمهورنا العظيم
*رغم الحَصَلْ..
مِن موقف أحبابنا “الأهل”
*لما ارتفع صوت الجموع..
ؤُ صدى الطبول قَرْقَرْ هَدَرْ
*إتذكَّرْ الوطن الكبير..
ؤُ تلاتة لي مافي انتَصَرْ
* … * … * … *
*رحم اللهُ علي قاقارين.. و الذين سبقوه إلى دار الخلود.. و لكم التحيات الزاكيات مِنِّي (عثمان محمد البدوي).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.