وقل اعملوا د/ عبدالله جماع يكتب: *استهبال سياسي(سوداني..سوداني)*
وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع يكتب:
*استهبال سياسي(سوداني..سوداني)*
سنتوقف في هذا المقال علي بعض تجاربنا السياسية عبر مختلف الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان. ولكن قبل ذلك سنوضح مضمون العنوان. وهو علي قرار المصطلح السوداني الشائع والممجوج لفظيا وهو (حوار ..سوداني سوداني) ذاك المصطلح المبتذل والمستهلك الذي (يلوكه) كثير من السياسيين علي الدوام حتي فقد مضمونه ورونقه ، حتي صار لا يعني اكثر من مجرد(استهبال) لتمرير لعبة لاوراق سياسية. ويحتار المرء ماذا سيحدث للبشرية(غير المسلمة) لو طبقت و عملت بنظرية (سقراط) ، و التي مفادها انه يري ان اسوأ نظم الحكم هي( الديمقراطية) . طبعا ماعدا المسلمين لانهم لديهم نظاما اسلاميا متقدما في شئون الحكم لا يحتاجون لغيره( الشوري). اما من حيث ممارسة وتطبيق اللعبة الديمقراطية الجادة والمسئولة في كل العالم ، فأنها تقوم علي عدة اركان من اهمها هي الاحزاب التي ستقود للانتخابات في نهاية المطاف، لاخذ رأي الشعب في اختيار من يريد ان يمثله. ومن غير هذه الاركان، لا توجد بالمرة معني للديمقراطية او ماشابهها. والا لاصبح الامر هو عبارة عن (استهبال). ولكن بشرط ان تكون هذه الاحزاب في حدي ذاتها ذات جدوي ومضمون راسخ يقدم كل الرؤي والبرامج الهادفة التي تراعي ثقافة ومعتقدات واشواق المجتمعات، من غير تزييف او تلاعب. كما ينبغي لهذه الاحزاب نفسها ان تمارس الديمقراطية بداخلها قولا وفعلا. والا لو غاب عنها هذا الشرط البنيوي الاصيل في داخلها. يكون من العبث بمكان السعي خلف تطبيقه في اي مكان اخر ، والا ستكون العملية كلها و برمتها سوي تهريج وفوضي بل (استهبال × استهبال)، سياسي المفضي في نهاية المطاف الي العبث والفوضي والاحتراب واضاعة الوقت. حيث ان فاقد الشئ لن يعطِ نتيجة مثمرة. ومن يزرع حنظلا بالتأكيد لن يحصد عنبا. اذن لهذا جاءت اهمية وحتمية وجود الاحزاب ذات الرؤي والافكار والاطروحات المختلفة، بحيث يقوم التنافس فيما بينها اولا واخرا علي ثوابت المجتمع وموروثاته وبناءه والمحافظة علي امنه وسلامته وتحقيق اشواقه ورغباته بصورة علمية وعملية غير منتقصة او مزيفة . فلكل حزب اطروحاته وادبياته الخاصة به و التي تقربه او تبعده من تأييد الجماهير له. ماعدا المسلمات فهي ملكا للكل لا فضل لحزب دون اخر للمزايدة فيها سواء حاكما ام محكوما. فهذه اذن من ابجديات و مسلمات العمل الديمقراطي الرصين. (الكل متفقون علي المسلمات ومحرما علي الجميع خدشها). فالعمل الديمقراطي ليس هو اشواق او امنيات او طق حنك او اهواء لاي شلة او فئة من الفئات . بدون تطبيق هذه المعالم الراسخة في( الف.. با ..تا ..الديمقراطية) وبعيدا عن المزايدات والاستقطابات. وانما هي ثوابت مستحقة يجب تطبيقها بحذافيرها دون استثناء. والا لاصبحت الممارسة بأسم الديمقراطية هي عبارة عن استهبال (محضا) وتلاعب بالمسميات لاضاعة الوقت وتغذية الشقاق والاختلاف بين قطاعات المجتمع. وبالتالي ماهي حصيلة تجاربنا السياسية التراكمية عبر العصور؟ والي ماذا افضت اليه ياتري؟ منذ الخمسينات والي يومنا هذا. فالتجارب التراكمية للممارسة الديمقراطية سلبا او ايجابا مهمة في حياة الشعوب لان نموها وتتطورها يتم عبر تجاربها العملية كمراحل نمو الجنين تماما، شريطة ربط حلقاتها ببعضها البعض. الفاشلة منها والصالحة كله ذلك مطلوب حتي تكتمل الصورة النهائية بالايجاب والمنفعة. اي يجب عدم اسقاط اي حلقة منها باعتبار انها من صناعة اخرين لانحبهم فالتجارب مهما كانت فهي ملك للشعوب. فمثلا السودان يعتز بتجربة سوار الذهب لانها ومضة من ومضات الذهد في الحكم وفي الاستقامة والامانة.لكنه في نفس الوقت لم يعتبر بفترة سر الختم الخليفة الفاشلة بسبب خديعة اليسار وسرقتها لثورة 21 اكتوبر 64 فيما عرف بجبهة الهيئات (وافشالها) ادي للتهئية لثورات اخري منها مايو 69 وايضا تم السطو عليها من قبل اليسار مرة اخري مرورا بالانتفاضة 85..ثم الديمقراطية الثالثة حتي الانقاذ 89 .. واخيرا انقلاب او ثورة 2019. ما يهمنا هو هل تكرار الثورات او الانقلابات العديدة هذه اضافت لنا دروسا وعبرا افادتنا في الممارسة السياسية عموما ؟ طبعا حسب الواقع المعاش و الشواهد الماثلة امامنا الا جابة بلا. لم تكن هناك اي فائدة لكل التجارب السابقة وفي كل مرة نبدأ من جديد ، وكأنما لم تكن هناك اي تجربة مفيدة او غير ذلك يمكن اضافتها الي( Cv) الحكومات. وهاهي 2019 بدأت من الزيرو وبوثيقة دستورية ملفقة اشترك في صياغتها كل اعداء الوطن وكل من يأنس في نفسه الكفاءة او حتي لايأنس شارك في صياغتها ، مع ان الوثيقة بعلاتها تقر بالاحزاب. فلو كنا نستفيد من تجاربنا السابقة ونضع لها اعتبار لمصلحة الوطن والعملية الديمقراطية. لاكتفينا بدستور 2005 مع ادخال بعض التعديلات عليه بدلا من الوثيقة الدستورية الشؤم والتي في النهاية جلبت لنا حربا لا تبق ولاتذر. وحتي الاحزاب ال 100 التي تقاسمت مع الانقاذ السلطة اندثرت ونبتت بدلا عنها اخري. عبارة عن ناسات وشلليات وعصبيات مهنية كل همها هو الاقصاء وتكويش الجمل بما حمل. وزادت علي الكيل ميكالين. باضافة اداة (الاستثناء) وذلك لمزيد من التسلط والانفراد بالحكم مع رفع شعار المدنية والديمقراطية في نفس الوقت ( تحت شعار المناداة بالحوار السوداني سوداني بأستثناء × ). وبأستخدام اداة الاستثناء هذه في العملية الديمقراطية نكون قد وأدناها و تربعنا علي عرش ( الاستهبال السياسي بلا منازع)..
01125315079
Jamma1900@hotmail.com.