وقل اعملوا د/ عبدالله جماع يا..( السلطان صديق ودعة هل تسمعني)؟
وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع
يا..( السلطان صديق ودعة هل تسمعني)؟

عادة ما تنهار الدول وتسقط ثم تزول من الخارطة الجيو سياسية وتُمحي اثارها تماما. وذلك ليس بسبب شح مواردها او انعدامها ، كلا ، وانما بسبب ضعف نظامها الاداري الدقيق الذي يضبط تسيير شئون الحياة لديها، من توزيع عادل للموارد وتطبيق دقيق للقوانين واللوائح ، التي تكفل توزيع الاعباء والمهام لكل فرد او مجموعة داخل المجتمع. بحيث الكل يدور في فلك ( سيستم) دقيق معلوم الاهداف والرؤي، بسيفونية متناغمة لا يوجد فيها صوتا نشاذا او حركة عكسية لدولاب الادارة. اما حينما ينعدم او يضعف النظام الاداري الدقيق الفعال هذا. فستنهار الدولة بكاملها وتذهب ريحها. اذن الادارة الفعالة هي سر بقاء الدول والشعوب بمشيئة الله وليس بكثرة الموارد او الامكانيات ووفرتها . ولذا يقال ان الادارة هي العلم الوحيد الذي يذكر عند الفشل. اذ يُنسب فشل كل السياسات و الاعمال المتوقع نجاحها باختصار شديد الي ( سوء الادارة). وليس لاي عوامل اخري. وذلك يؤكد اهمية الادارة في حياة الامم والشعوب. ولتلك الاهمية فرض الاسلام تطبيقها وممارستها في ادني مستوياتها صعودا الي اعلي قمة فيها. ووضع لها بروتوكولا حاسما ودقيقا يتمثل في( لو كنتم ثلاثة فأمروا احدكم). ومن هنا، اعتمدت الادارة الحديثة، هذا النظام الاداري الاسلامي الدقيق، نبراسا لها وسعت لتطويره حتي يواكب متطلبات العصر. وفق تشكيلات النظم الادارية الدقيقة التي تحافظ علي البقاء والنجاح. وعليه يقسم علماء الادارة وبناءً علي تطبيق النظم الادارية الفعالة ، المجتمعات الي ثلاثة اصناف ، اما الصنف الاول فهو الذي لايعترف بوجود مشاكله ولايسعي الي ايجاد حلولا لها حتي ينهار ويزول، بينما الصنف الثاني هو الذي يعترف بوجود مشاكله، ولكنه يتخذ الاساليب والوسائل الخطا التي لاتفضي لشئ سوي الي تفاقم الازمات وتعقيدها، اما الصنف الثالث فهو ارجحها عقلا واشدها تمسكا لتطبيق كافة النظم الادارية المفضية الي تحقيق النجاحات الكبيرة المؤدية الي الاستقرار والثبات والتطور، وذلك لاعترافه بأخطائه ومن ثم اتخاذه لكافة السبل والوسائل السليمة التي تؤدي في نهاية المطاف الي وضع الحلول الناجعة لها، وهو المنوط به بالبقاء والثبات.وعليه الناظر الي نكباتنا منذ فجر الاستقلال والي يوم الناس هذا تجدها تجسيدا حقيقيا للاخفاق وسوء النظام الاداري، ولو تشبث البعض بعوامل اخري، ولكن المحصلة النهائية هي سوء الادارة. وظهر ذلك جليا وبكل وضوح ابان اندلاع حرب 15 ابريل ، وما سبقها من ترهل في اجهزة الدولة من فوضي واضطراب في اجهزة الحكم. فتمخض عنه و نتيجة لهذه الميوعة الادارية القاتلة اصطفاف بعض اليات الحكم الاهلية الي التمرد. والتي كانت تاريخيا محشورة حشرا في الهيكل الاداري المعروف و المنتظم والمعتمد للدولة.و غير معرفة تعريفا دقيقا كاحد اركان العملية الادارية. واقصد بذلك مايعرف ( بالادارة الاهلية) ومن مسماها يجتمع لديها الباطل من فوقها ومن تحتها. وبالتالي اصبحت هي من اضعف نقاط الحكم واعظمها هوانا وخوارا..وثبت ذلك بانحياز معظمها للتمرد وفي وقت مبكر جدا.. ولكن المدهش ان الادارات الاهلية هذه جميعها منضوية تحت مسمي(هلامي) يرأسه الاخ السلطان صديق ودعة. وحينما اقول هلامي اقصد به لا يضير وجود الزعيم الاهلي تحت هذا المسمي من غير اي اعباء او اي مسئولية تجاه تصرفاته من قبل هذا الكيان الاهلي. حتي لو كان بحجم وجرم من وقفوا وساندوا التمرد. وهو يحكي العشوائية في المكوِن والتكوين. ولقد طرحت هذا السؤال للاخ السلطان صديق ودعة في يوليو 2024 حينما التقيناه في بورسودان كتنسيقية للرزيقات، حيث قلت له ماهي سلطتكم ككيان اهلي لبعض اعضائكم الذين وقفوا ضد الدولة مساندين للتمرد، بل ماهو مصيركم انتم كبنيان اهلي بعد الذي فعلته الادارات الاهلية هذه بالوطن؟ لا يهمني كيف كانت اجابة( السلطان). ولكن ماهو رده الان هو شخصيا علي الهارب عبدالرحيم دقلو حينما قال بالامس وسط حشد لمستنفريه بان( كل الادارات الاهلية قد فوضته لغزو الشمالية). وهنا اعتقد انه قد حصحص الحق. (يا السلطان صديق ودعة رئيس الادارات الاهلية بالسودان).فمطلوب منكم تكذيب هذا الاخرق. او صمتكم يعني انه لاخير في كيانكم الاهلي هذا ولاخير ولا بركة فيما يعرف بالادارات الاهلية ويجب كنسها. حتي لو لم تكن كلها مع التمرد، الا انه نظام بالي متعفن من تاريخه لا يصلح ان يعتمد كنظام للادارة الحديثة…هلا سمعتني يا الاخ السلطان صديق ودعة.( لقد كفرنا بكم وما جئتم به).فالادارة الحصيفة هي عنوان لرقي الشعوب ودليلا لصلاح المسلم والتزامه بدينه( فمن عمل منكم عملا فاليتقنه)..
01125315079
Jamma1900@hotmail.com
