*خدمات بلا حدود .. من الاحتلال إلى الاحتفال!* إبراهيم عثمان
*خدمات بلا حدود .. من الاحتلال إلى الاحتفال!*
إبراهيم عثمان
كان الزيف في شعار “لا للحرب”، بنسخته المتواطئة مع التمرد، كافياً لأن يقدم رافعوه خدمات متكاملة للمتمردين في واحدة من أخطر قضايا حربهم على المدنيين، خدمات لم تتوقف أي مرحلة منذ الاحتلال إلى التحرير والاحتفال:
١. عند احتلال المتمردين للبيوت نجدوهم بعذر الاحتماء من الطيران!
٢. وعند قتلهم بعض المدنيين أثناء عمليات الاحتلال، خخفوا الإدانة بدعوى “تورط” المدنيين في المقاومة المحرمة!
٣. وعند رفضهم تنفيذ اتفاق الإخلاء، تفننوا في اختراع الأعذار لهم!
٤. وعندما اشتكى الضحايا من النهب كان الاحتجاج بأن الانتهاكات لم تطرأ في هذه الحرب!
٥. وعندما تمسك الجيش بتنفيذ اتفاق الإخلاء، كان الاتهام بالمزايدة الذي شمل الضحايا انفسهم طالما إنهم دعموا موقف الجيش!
٦. وعندما تقدم الجيش لتحرير البيوت، خدموا المتمردين بحصانة المدنيين، ورددوا أن المدنيين يتضررون مع المتمردين!
٧. وعندما دمَّرت “مسيَّرات” المتمردين محطات الكهرباء، وتسببت في إظلام البيوت، كان “تخفيف” الإدانة بتجريم “مسيَّرات” الجيش التي تستخدم الكهرباء!
٨. وعندما حرر الجيش بعض المناطق واحتفل المواطنون، لم يشاركوهم الاحتفال!
٩. ثم تدخل بعضهم ليجردوا الاحتفال من أي مغزى، وليزعموا أنه يقتصر فقط على استعادة البيوت!
١٠. وذات السياسي الذي كان قد اعتبر ان استباحة مدينة مدني تقوي الموقف التفاوضي للمتمردين، عاد ليحتج، بعد تحريرها، على ما وصفه بشروط المنتصر التي يتمسك بها الجيش!
كما رأينا كان دعم المتمردين والتحامل على المواطنين هو الخيط الناظم الذي يصنع الاتساق في مواقفهم:
* لم يشاركوا المواطنين فرحة التحرير، لأنهم لم يشاركوهم غضب الاحتلال!
* كما أرادوا للمتمردين حمايةً عند الاحتلال “على حساب المواطنين”، كذلك أرادوا لهم حمايةً عند الشروع في التحرير بدعوى “حماية المدنيين”!
* وأرادوا لهم الاستفادة التفاوضية من الاستباحة، وعدم الخسارة بالتحرير!
* ولأجل تجريد الاحتفال من أي مغزى اعترفوا بمركزية قضية البيوت، وفصلوها عن الموقف من المحتلين والمحررين، وهي ذات القضية التي همشوها قبل التحرير!
* على عكس نهج هؤلاء الساسة في اختلاق الاتهامات، لسنا في حاجة للاختلاق، بل للاكتفاء بالعناوين وعدم إحصاء التفاصيل الكثيرة لمخازيهم في قضية البيوت، لتجنب التطويل!
* وبرغم كل هذا، بل بسببه، يقدمون أنفسهم باعتبارهم الممثلين الشرعيين والحصريين للمدنيين، والأكثر احساساً وانفعالاً بمعاناتهم!
إبراهيم عثمان