منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نقطة وفاصلة الفاضل هواري *بيننا طفلة معاقة . تناديكم*

0

نقطة وفاصلة

الفاضل هواري

*بيننا طفلة معاقة . تناديكم*

الفاضل هواري

 

حثنا ديننا الإسلامي على الوقوف مع المريض أينما وجد في هذا الكوكب المليء بالمعاناة ، وتلك الطفلة المريضة التي تحمل في جوانحها الكثير من المأساة ومرارة اللوعة ، ويقول ديننا الإسلامي ( وما تقدموه من خير تجدونه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً )
أسوق هذا الحديث وأنا أتابع عدد من الأسر السودانية التي وفدت إلى المملكة السعودية مؤخراً وهم يعانون الألم الذي يسكنهم، ولديهم عدد من الأطفال الصغار لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون الألم من جراء هذه الإعاقات ومن الحرب اللعينة التي اجتاحت البلاد وقضت على الكثير من الآمال ولديهم عدد من أنواع الإعاقات المختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة، ليلازمهم الحرمان في مسيرة حياتهم لردحاً من الزمان وهم يعانون أشد المعاناة لتبقى الصورة المأساوية في أذهان كل من عاش هذه الظروف ليظل المدى يردد أصداء معاناتهم وهم أكثر الناس ألماً وحزناً على فلذات أكبادهم الذين تعرضوا لبعض المألات سواء من جراء الحرب اللعينة في بلادي أو من أسباب أخرى رغم قناعتهم بما يجري من حولهم ، إلا أن هذه المجموعة من الأسر التي وفدت إلى المملكة كانت تخطط بريشة الأمل مستقبلاً واعداً لفلذات أكبادهم وهم يرسمون التفاؤل زمناً زاهياً ندياً نداوة ابتسامة الطفل وبشموع براءة الأطفال مثل اقرأنهم الذين ولدوا أصحاء لتمضي دموع الأمهات مدراراً منسكبة على الخدود ، إلا أن بعض الأمهات استدركن أنهن راضيات مؤمنات ( بقضاء الله وقدره ) وبما أصاب فلذات أكبادهن . وهذه المأساة أشد ما يؤلم المرء منا أن يرى مجموعة من فلذات الأكباد وهم يعيشون فقد الحواس والسمع والبصر والحركة والكلام بعد أن كتب الله لهم ذلك . لقد المني وجودي في عدد من الأماكن في الرياض وأنا انظر إليهم بحنو الأبوة وأتساءل ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين كتب الله لهم القدر وهذا الابتلاء ، منهم التي تجلس على عربتها التي تترنح يميناً ويسارا ، ومنهم تقوده شقيقته الكبرى ومنهم من ينظر إليك بإشفاق لتربت على كتفيه أو تمسح دمعة من اجل إعادة الاطمئنان على نفسه والفرح إلى محياه لتكتمل المنظومة الصحية التي تساعده على معايشة الحياة ليتنفس أحلى وأجمل المعاني في نفسه البريئة .
لقد استوقفتني تتلك الطفلة البريئة البشوشة لأرى دموع الخوف وانتفاضة الأسئلة التي تريد لها جواباً ، وعندها اجتاحني الصمت من جراء ذلك الموقف المؤلم ، وقلت في نفسي متسائلاً أين الخيرين لوجهاء المجتمع السوداني في الرياض وأين رؤساء الكيانات الذين يتسابقون نحو الإعلام ؟ وأين سيدات المجتمع ؟ وأين سيدات الأعمال اللواتي ملأنا البحر طحيناً ردحاً من الزمان ؟
إخوتي في الاغتراب أننا مجتمع مسلم متحضر ومتكافل نحمل خصائص تشهد لنا بقية المجتمعات ، فمن البديهي أن نقف سوياً لنجعل البسمة على شفاه هؤلاء الصغار ، وعلينا أن نحارب ذلك الداء وان نحاول أن نقضي على الألم وأن نخففه بالابتعاد عن العوامل التي تسبب تلك الإعاقة بالوعي والإدراك ، وان لا نقع تحت فريسة الجهل الذي نكون عليه نادمين مدى الحياة ، وان نقوم جميعاً بتصعيد الشعور الإنساني وبالمسئولية الملقاة على عاتقنا كمسلمين وسودانيين ليكون حافزاً قوياً للاندفاع نحو العطاء لأسر هؤلاء الأبرياء بإقامة المهرجانات الخيرية والبازارات التي تكون ريعها لصالح تلك الأسر العفيفة والمتعففة التي لا حول لهم ولا قوة ، خاصةً بيننا العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية والأسرية والاجتماعية والرياضية وهي مؤهلة لقيام هذا الدور الريادي لتقديم المساعدة المادية لهؤلاء فلذات الأكباد الذين يتواجدون بيننا ليكون ذلك مطلباً تبحث عنه حدقات العيون لنزرع في قلوبهم البضة التي تحن إليها الطفولة البريئة ( بدلاً ) من إقامة المهرجانات التجارية الخاصة التي تقام هنا وهناك وما أنزل الله بها من سلطان بينما هؤلاء الأطفال هم في حوجة حانية بحنان الأبوة والأمومة .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.