*مصطلح الشعوب الأصيلة…. القشة التى ستقصم ظهر ما يسمى تحالف تأسيس ؟* إبراهيم مليك
*مصطلح الشعوب الأصيلة…. القشة التى ستقصم ظهر ما يسمى تحالف تأسيس ؟*
إبراهيم مليك

الاثنين ٢٠٢٥/١١/١٧
التحالف الذى جمع بين مليشيا الدعم السريع وحركة الحلو وبعض الحركات الدارفورية ونشطاء اليسار المتدثرين بشعارات الثورة سينقسم ويتشرزم لا محالة لأنه بُني على غير هدىً ولا أخلاق ولا مبادئ ولا مشتركات وطنية ….
الحركات التحررية من لدن حركة الأنيانا فى الجنوب وحركات جبال النوبة ودارفور كلها حركات ذات طابع عنصرى وجهوى وهذه الحقيقة لا يمكننا تجاهلها من خلال الواقع الماثل ….
مليشيا الدعم السريع أثبتت أنها أكثر عنصرية وهمجية وهذه نتيجة طبيعية باعتبار أن لكل فعل ردّ فعل….
لم يكن التحالف العربى ناشئ عن فراغ إنما نتيجة لشعور بعض العرب في دارفور وكردفان أنهم مستهدفون وبالتالى تجمعوا ليحموا كيانهم واستنصروا بكل من انتمى إليهم ولو باللسان وتوحدوا مع أعداء الأمس لمحاربة الدولة السودانية وشعبها الذى رفض مشاريعهم العنصرية …
بالنظر إلى واقع الأحزاب السياسية التى يقودها بعض النخب السياسية من الشمال هى الأخرى أثبتت عنصريتها واحتكرت السلطة والنفوذ واليهمنة على قرار الدولة ونكّلت بخصومها حتى الذين جمعت بينهم الفكرة الواحدة وهذا ما قاد لانشطار الأحزاب السياسية إلا القليل منها…
مصطلح الشعوب الأصيلة هو فكرة مُصدّرة من منظمات الأمم المتحدة تسعى لتكريس مفهوم عنصرى يفرق بين الشعب الواحد واعتبار أن هناك شعوب أصيلة لها جذور تاريخية وحضارية وليس لديها امتدادات خارجية وهناك مكونات أخرى وفدت مهاجرة ولها امتدادات خارجية وهى شعوب غير أصيلة ….
بل ذهبت الأمم المتحدة لأبعد من ذلك فخصصت يوماً لتراث الشعوب الأصيلة…
البعض لا يقبل هذا الأمر باعتباره يقلل من حقوقه ويجعله مواطن درجة ثانية….
بالرجوع لطبيعة الصراع فى السودان والذى توّلد منه مفهوم المركز والهامش ناتج من هذه المفاهيم….
من خلال المعايشة فى إقليم دارفور أن هناك قبائل تعرضت للانتهاكات بسبب النظرة الاستعلائية المتبادلة بعض الرعاة ينظرون للمزارعين أصحاب الأرض والتاريخ بأنهم عبارة عن عبيد يجب طردهم وحرق قراهم وإتلاف مزارعهم وحشرهم فى جحور ضيقة ونتيجة لهذه التصرفات دفعت أبناء القبائل المستهدفة إلى تكوين حركات ذات طابع مطلبى ولكنها كانت تستهدف الرعاة وخاصة الأبالة الذين لهم امتدادات فى الخارج واطلقت عليهم عبارة المستوطنين الجدد …
لن تكون هناك حلول جذرية لهذه الأزمة إلا بالآتى :-
١- إعتراف الشعب السودانى بأن المواطنة المتساوية هى أساس للحقوق والواجبات.
٢- تجريم الخطابات العنصرية واعتبارها جريمة تمس الأمن القومى.
٣- ردع كل من يحمل السلاح فى وجه الدولة بنعرة جهوية أو قبلية.
٤- الإعتراف بكل القبائل السودانية بلا تمييز وأن تكون متساوية فى الحقوق والواجبات مع مراعاة الخصوصية الثقافية لكل قبيلة فى تراثها ولغتها وعاداتها وتقاليدها.
٥- محاربة الظلم والفساد بكل أنواعه ونشر العدل بتقوية مؤسسات الدولة وتمكينها لأداء واجبها مع وجود جهاز تشريعى رقابى يمثل كل السودان وكل منطقة حسب تعدادها….
٦- تجريم كل من يستعين بالخارج لمحاربة الشعب واعتبار جريمته خيانة عظمى حكمها الإعدام بعد ثبوتها عبر القضاء النزيه والمستقل….
إن الشعب السودانى ظلّ يدفع فاتورة حروب لفترات ممتدة تغذيها مجموعات ذات إجندة خارجية وجدت أرضية هشة وشعب عاطفى ينقاد للشعارات دون وعى…
المواطن الذى يملك منزلاً ومزرعة وفرصة عمل واستتاب للأمن فى رقعة من السودان ماذا تنفعه القبيلة وماذا تقدم له ؟!
لابد من ترسيخ مفهوم أن الدولة أهم وأكبر من حواكير القبائل وأن الشعب السودانى أكبر من القبيلة وأن السودان دولة أكبر من أن تحكمه قبيلة واحدة أو تحالف لقبائل عربية أو أفريقية…
إن إنزال مقولة الإمام عبدالرحمن المهدى (السودان للسودانيين) يجب أن تكون واقعاً وعلينا جميعاً أن نعمل من إجل الوطن لا من أجل القبائل والأجندة الخارجية.
