منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الشفيع عمر الجميعابي يكتب : *الحقيقة… الغائبة*

0

الشفيع عمر الجميعابي يكتب :

*الحقيقة… الغائبة*

جميعابي

و هكذا … دون سابق إنذار فج مسارب الواقع السياسي السوداني . أمران مهمان . تشباكت فيهما كثير من الخطوط والتقاطعات و إهتزازات الرؤوس والعقول . فتح الكثيرون أفواههم دهشة و إستغرابا . الأول كان ذلك الإنحياز المرتب لكبري حركات دارفور (مناوي . جبريل . تمبور) . والتي وقعت من قبل علي إتفاق سلام جوبا . وكان صاحب التوقيع من طرف دولة السودان ساعتئذ المتمرد حميدتي .. وقع هذا الرجل وقتها مع حركات دارفور وهو في كامل الإنتشاء والزهو . والفرح الصبياني و نصب نفسه المالك الأوحد و الملك المتوج لعموم دارفور . يقرب و يبعد كيفما شاءت له الظروف والممالاة الخفية وتصاريف الأقدار المصنوعة بعناية و إقتدار .. ذهب الرجل في الفرقان و البوادي و الأصقاع البعيدة بخطاب البغض و الجهل و الحسد وعجل بالبلاد إلي حافة الهاوية البغيضة ..وأورثنا الحرب الدائرة بكل تداعياتها وتفاصيلها الحارقة والتي قطعا سيحاكمه التاريخ عليها بكل اللعنات وسيكتب بحرف الدم من ضمن رواد القائمة السوداء القاتلة…
عندما خرجت سادتي مجموعة سلام جوبا (المؤثرة وذات الثقل) في مؤتمرها الصحفي الأخير .. وهي توضح ما آل إليه الواقع . و ماهية خطواتهم التي سيتبعونها في مقبل الأيام . لم يكن حديثهم إلا حقيقة ناصعة توارت من خلف أحداث الأوجاع والمصائب في وسط أهل دارفور .
كان قولهم صادقا و جاء في وقته تماما .. بيد أنه أثار موجة من الغضب والتداعيات . والتفسيرات الخاطئة . ولكن فإن الحقيقة التي يجهلها كثير من الناس . هي أن القادة الثلاث (عقار . جبريل . مناوي) . عند إندلاع الحرب . خرجوا بترتيب محدد . و توجيه مسبق وإشارات واضحة فإستقبلتهم أرض الوسط المسالمة . مكثوا فيها ردحا من الوقت . بمعرفة . وتوجيه القيادة .. رتبوا فيها الأوضاع . و كانوا علي إتصال مستمر بكل الإطراف . حتي تحديد المواقف . كان أمرا . لذاته . موصوفا ومعلوما .. كان الثلاثة . يديرون أمر الدولة وفقا للتكليف العام .(خرج مناوي يقود قواته الي دارفور . وجبريل الي إدارة إقتصاد الحرب والعلاقات الدولية .. وعقار إلي موقعه بالمجلس السيادي) .. كل ذلك لم يكن حيادا أو هروبا من تحمل المسئولية .. بل إدراكا ووعيا و تقديرا للأولويات ..مما فسره العامة . أنه قرارا متأخرا . و موقفا مرتبطا بتداعي تغير الأحوال علي الأرض .. هذه هي الحقيقة المجردة التي لا بد من إدراكها ووعيها بشكل واضح دون لبس أو تدليس . وليتجه الجميع إلي بناء الجبهة الوطنية العريضة قوامها وعمودها الرئيس هذا الجيش الوطني الموحد والمؤهل علي إنجاز مهامه و حفظ الوطن والكيان العظيم .. والتحدي في أن يوفق المطبخ السياسي في خلط الأوراق وإظهار الحنكة في وضع خطط مفصلية تسهم في إختراق جدر الخزلان العالمي التي تحيط بالبلاد وتجهز لخنقها وشدها من الأطراف بكافة الوسائل القذرة والتي سيتجاوزها السودان مهما كان حجمها وفعلها …
عليه فإن إستثمار المواقف يبقي مهما في الوصول الي الغايات الكبري و المصالح العليا . ووزن معادلة واجبات المحافل الدولية .. وجعل قرار انهاء عمل البعثة الأممية (يونيتامس) وهو (الأمر الثاني الذي حدث متزامنا مع مؤتمر الحركات ) نجعله .. مدخلا وأرضية ثابتة في إعادة تموضع الخارطة الدبلوماسية . و فقا لما يتطلبه الواقع واستصحاب المتغيرات السريعة في المحيطين الاقليمي والدولي ..
مجمل القول . أن إتخاذ القرارات المفصلية و توجيه الرأي العام بذلك دون توافر المعلومات الصحيحة والإنسياق خلف التحليلات السالبة يسهم في تضعضع جدران الثقة و زيادة الريبة والشكوك في الوسط العام وهذا ما يطلبه بالضبط أعداء الوطن . والذين يلهثون في سرقة الجهود وتبخيس الإنتصار القريب القادم ..
سنذهب ساتي نكتب عن الحقيقة الغائبة في وسط زحمة الأحداث المتسارعة دون إرتباط أعمي أو إنحياز مخل . هدفنا من ذلك إحقاق الحقوق تبيانا و توضيحا ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.