منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم شقلاوي يكتب: *هل تنجح الجزائر في طرح مبادرة عادلة لوقف الحرب في السودان*

0

وجه الحقيقية

بدا اليوم الرئيس البرهان زيارة رسمية الي جمهورية الجزائر يجري خلالها مباحثات رسمية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ويرافقه وفد رفيع المستوي.. هكذا كان الخبر الذي تصدر نشرات الإعلام هذا الصباح ..
ربما لايدرك كثير من الناس العلاقة الخاصة التي ظلت تجمع السودان بجمهورية الجزائر.. والتي تجاوزات في كثير من جوانبها العلاقات الرسمية الي العلاقات الشعبية.. والشواهد كثيرة يضيق المجال عن ذكرها.. قد لايعلم الناس ان الجزائر ظلت حاضرة في أشد حوجة السودان لدعمها.. كان ذلك في موقفين الأول لا اذكره لاعتبارات خاصة بالأمن القومي.. الثاني تمويل اضخم مشروع تنموي في البلاد ابان فترة حكم الرئيس البشير (سد مروي) حيث كان لهذا التمويل وتمويل مماثل من سلطنة عمان الأثر الكبير في انطلاق قاطرة المشروع التي لازمتها كوابح كثيرة بعد أن بلغ الحصار الاقتصادي للبلاد ذروته..بجانب المقاربات الملزمة حول مياه النيل.

كما نعلم الاقتصاد الجزائري من الاقتصادات القوية في المنطقة العربية ولديه احتياطي نقدي كبير ويمكن ان تكون الزيارة بداية لتعاون في المستقبل القريب.. لاسيما ان السودان بإمكانه ان يقدم فرص كثيرة للمستثمرين الجزائريين.. كذلك من المعلوم ان الجزائر خلفت الامارات في مقعد مجلس الامن في دورته الجديدة الحالية كعضو غير دائم لولاية مدتها سنتان تبدأ هذا الشهر.. وستكون هذه الولاية الرابعة للجزائر في المجلس، والتي تشغل بموجبها أحد المقاعد الأفريقية الثلاثة.. وهذا يعطي الجزائر الفرصة لإسناد السودان في عدد من الملفات المعقدة التي تحتاج إسناد من الأصدقاء خلال المرحلة القادمة داخل مجلس الأمن الدولي.

كذلك لايخفي أن الجزائر دولة قوية عسكرياً وسياسياً .. لها تاريخ راسخ في المنطقة العربية وأفريقيا كما يعد جيشها من الجيوش الضاربة في المحيط الإقليمي والدولي وقد حفظت المؤسسة العسكرية في الجزائر الدولة من الانهيار عقب الثورة في ذلك البلد في موجهة ثورات الربيع العربي.

الجزا ئر يميزها انها دولة ذات قيم ومبادي راسخة فى علاقاتها الخارجية وتجد القبول والاحترام في محيطها الدولي والاقليمي كما أنها من الدول المستقلة في قرارها السياسي لها أدوار مشهودة ضمن دول عدم الانحياز فى ارساء دعائم السلم والامن الإقليمي والدولي ولها تجارب في ازالة التوتر واحتواء النزاعات في افريقيا والعالم العربى .. مثال ذلك وقف الحرب في جنوب أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا و و رواندا .. كما لها أدوار واضحة بالانحياز القضايا الشعوب مثلما حدث مؤخرا في النيجر لذلك هي دولة مؤثرة وفاعلة وتحظي بالقبول والاحترام من دول الإقليم .

الجزائر لها مواقف مشهودة في الوقوف الي جانب حقوق الشعوب ضد الابتزاز الدولي والاقليمي وتجاربها كبيرة في ذلك فهي كما نعلم تمثل الموقف العربي المتماسك حتي اللحظة ضد التطبيع مع إسرائيل.. حيث انها داعمة لحل الدولتين.. بكامل الصلاحيات لقيام دولة فلسطين.
في الحالة السودانية التي برز خلالها عداء الإمارات وسعيها لفرض ارادتها علي شعب السودان ذلك حسب الإعلام المحلي كما نجد الجزائر تعرضت لذات الموقف ابان التغيير الذي حدثها لديها بعد وفاة الرئيس بوتفليقة.. لذلك موقفها مشابه لموقف السودان من دولة الإمارات.

كذلك الجزائر لديها علاقات عميقة وجيدة مع العمق العربي الأفريقي من خلال التأثير السياسي والاجتماعي والديني (الطريقة التجانية) في النيجر وأفريقيا الوسطى السنغال ومالي ودول الصحراء الذين يمثلون و قود الحرب في السودان من خلال الإمداد البشري واللوجستي حسب الإعلام المحلي لذلك يمنكها خلق تفاهمات مع هذه الحكومات لوقف الإمداد و الخروج من السودان الي غير رجعة .

كذلك يمكنها اسناد الجيش السوداني الذي ظل يخوض حربا منذ الخامس عشر من أبريل الماضي دون دعم من اي احد.. معتمدا علي قدراته المحلية ومناصرة شعبة ووحدة جبهته الداخلية تجاه المؤامرة .. لذلك يمكنها اسناده بالمعدات بشكل قوي ومفيد ، حرباً أو سلماً إذ ان طبيعة التركيبة العسكرية كموسسة لكلا الدولتين في السودان والجزائر تسمح بالتفاهمات المفضية لنتائج يمكن البناء عليها تكتيكيا و استراتيجيا.. لاسيما ان الجزائر تعلم طبية المخطط الذي يستهدف تماسك الجيوش العربية الصلبة ذات القوة البشرية والقدرات العسكرية. .
علي اية حال تظل زيارة الفريق البرهان لهذه الدولة من الزيارات المهمة والتي تأخرت كثيرا.. كما يتوقع المراقبين انه ربما تنشط الجزائر في طرح مبادرة عادلة لوقف الحرب في السودان بعد أن ثبت ان جميع المبادرات المطروحة – عدا منبر جدة الذي لم تلتزم القوات المتمردة بمخرجاته-.. تفتقر اما للكاريزما السياسية للضغط علي القوات المتمردة لوقف الحرب .. واما انها منحازة لطرف التمرد.. واما انها تنطلق من مواقف ذات ابعاد متماهية مع الهيمنة الدولية الهادفة للسيطرة و ابتلاع السودان..في ظل حرص السودان علي وقف الحرب للمحافظة علي الدولة السودانية ونسيجها الاجتماعي .. بالرغم من الانتصارات الواسعة التي ظل يحققها الجيش مسنودا بالمقاومة الشعبية.. فإن قدرات الجيش السوداني علي الحسم التي بدأت واضحة خلال الأسابيع الماضية.. لا تجعل الحرص علي السلام من المنقصات كما يظن البعض بل لان التفاوض واحلال السلام يظل هدف نبيل واستراتيجي يجب المضي فيه لأجل الإنسان اولا ولاجل البناء والتنمية والأعمار والطمأنينة.. وبسط الأمن علي المستوي المحلي والاقليمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.