عائشة الماجدي تكتب ✍️ *السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )*
تابعت مؤتمر باريس بشئ من التركيز لإعتبارات كثيرة ما لفت إنتباهي ورقة سلطان دار مساليت سعد بحر الدين هذا الرجل للحقيقة تحدث بوعي كبير وبإلمام ببواطن الأمور وتعقيدات المشهد الحالي.
الرجل تفوق على جميع الساسه المتواجدين في المؤتمر رصانة وخطاب مليان ولم يلتزم بتصورات وسِمات أوراق الحضور المختلفة.
بدأ بالملامح العامة للمؤتمر وشكر الدولة المضيفة وفتح جرح السودانيين بكل بساطة وملابسات التحولات الداخلية التي جلبتهم إلى أوربا ، وأكد للدولة أن السودان يجب أن يقوم على المواطنة لا على الولاءات الضيقة وتقديم المصالح الخاصة والحزبية على مصلحة المواطنيين.
وبشجاعة خلقت منه ( بطل ) من بين المشاركين في المؤتمر دعاهم لتحمل خطابات بعض طالما أنهم ينشدون الحرية في بلد الحريات…
وبضربة مباشرة خارج خط (18) سدد السلطان سعد بحر الدين هدف في الذين تحدثوا قبله حينما قال ( أريد أن أصدق عيني أو أذني لما سمعت من أوراق بعض الموجودين) في إشارة لإستغرابه لشكل بعض الخطابات التي قُدمت بأنها خاوية فكرياً وكذوبه وأن شكل الخطابات ليس هو الشكل المثالي الذي يقود إلى حل نهائي وحل عاجل يرضي الشعب السوداني….
السلطان طالب الحاضرين والدولة ضرورة أن تكون المؤتمرات مثالية حتي يقبل السودانيون مخرجاتها وأن تكون منفذة على أرض الواقع…
بل طلب السلطان سعد المؤتمرين إن لم يقبلوا بخطابه أن يسمحوا له بمغادرة الجلسة حتى لا يشارك في أمر يزيد من أزمة السودان وربط مغادرته للمؤتمر بأنه لا يساهم في مؤتمر لن تكن جدواه كبيرة وعميقة على أهله المشردين والمقطوعين والمدفونين أحياء والمنهوبين…
بذلك الخطاب رفع السلطان سعد الدين بحر أسهمه عند السودانيين إحتراماً ورشداً وإحساس بمعاناة أهله لم تخدعه فنادق فرنسا ولا حيتانها التي تموت من البرودة ، لم تغريه الدولارات من الخواجة حتي يبيع أهلنا الكرام المساليت في داراندوكا..
يستحق السلطان سعد أن نقول له شكراً جزيلاً على خطابك الضافي الوافي فأنت كنت الأمل المرجو ولازلت.
ستظل عبارة ( أسمحوا لي بالمغادرة ) تاج على رؤوس كل المؤتمرين في فرنسا رضوا أم لم يرتضوا ذلك ونفاج للرجل الذي تحدث بنخوه وحرارة قلب.
حيّا الله السلطان سعد وحيّا الله أهلنا رجال دار اندوكا
وأخيراً
( بلغوا عني السلطان قناطير التحايا وأطنان الإحترام)