الظمأ يؤرق السودانيين وابتداع وسائل غير مألوفة لمعالجة الأزمة
شهدت مدينة بورتسودان “العاصمة السودانية البديلة”، أزمة خانقة بمياه الشرب، ووصلت أسعار المياه داخل الأحياء السكنية لأرقام فلكية.
من جديد، ظهرت أزمة مياه الشرب بالسودان، لتزيد معاناة المواطنين الواقعين تحت جحيم الحرب الطاحنة التي دخلت عامها الثاني.
في المقابل، ابتدع مواطنون وسائل غير مألوفة لضخ المياه ومعالجة الأزمة.
في التفاصيل، شهدت مدينة بورتسودان “العاصمة السودانية البديلة”، أزمة خانقة بمياه الشرب، ووصلت أسعار المياه داخل الأحياء السكنية لأرقام فلكية.
محمد عمر أحد مواطني حي ديم النور بمدينة بورتسودان وصف الأزمة بـ”القديمة المتجددة” التي تسود المدينة الساحلية في موسم الصيف، واتهم من وصفهم بتجار الأزمات باستغلال انعدام المياه بالأحياء السكنية، وبيعه بأرقام عالية تفوق قدرات قاطني تلك الأحياء، وذكر محمد عمر لـ”العربية.نت” أن قيمة برميل المياه ارتفعت من ألفي جنيه سوداني أي ما يعادل 2 دولار أميركي تقريباً إلى 6 آلاف جنيه سوداني أي ما يعادل 6 دولارات أميركية، ومضى ليقول إن المياه المستجلبة عبر العربات التي تجرها الدواب بها شبهة تلوث وبعضها بها طعم غير مستساغ ونسبة ملوحة واضحة.
إلى ذلك، قال أحد مواطني حي شقر بمدينة بورتسودان: “كنا نظن أن تسمية المدينة كعاصمة بديلة بعد نشوب الحرب بالسودان منتصف أبريل العام الماضي، سيسهم في حلحلة أزمات المدينة القديمة المتجددة، لكن هيهات، وأن الوضع ظل على حاله فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد، إن لم ينحدر الوضع إلى الأسوأ، ما جعل الحياة جحيماً لا يطاق، حسب تعبيره.
في الأثناء، أعلنت حكومة ولاية البحر الأحمر عن خطة اسعافية لتخفيف حدة الأزمة، إلا أن مواطنين تحدثوا لـ”العربية.نت” قللوا من جدوى المعالجات الحكومية لمحاصرة الأزمة لأنها شائكة ومعقدة وإمكانية الوصول إلى حلول سواء كانت جذرية أو مؤقتة في الوقت الحالي غير متوفرة في ظل الظروف الراهنة.
في السياق ذاته، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أزمة مماثلة. وذكرت بيانات لجنة مقاومة شرق النيل أن انعدام الماء بالأحياء السكنية هناك صار السمة الغالبة.
وقد أسهم انقطاع التيار الكهربائي الذي تجاوز الشهر – حسب البيان – الصادر باللغتين العربية والانجليزية في الإمداد المائي بطريقة مباشرة، وأرفقوا صوراً تعكس حدة الأزمة بمنطقة الجريف شرق، بوصفها إحدى المناطق المتأثرة من انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي.
إلى ذلك، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان، صوراً ومقاطع مبكية لأزمة المياه وكيفية انتشال المياه من الآبار الجوفية المهجورة والآبار المخصصة للصرف الصحي.
أيضاً، تناقلت مواقع التواصل، بينها منصة واكب، فيديو طريفاً لأسرة سودانية تحصل على الماء بطريقة إبداعية باستخدام درّاجة هوائية.