منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

السر احمد سليمان يكتب: *التربية المرنة (Flexible Education)*

0

تربية الأبناء في العصر الرقمي أصبحت صعبة جدا، وقد فقد الآباء جزءا كبيرا من السيادة المعرفية وما يرتبط بها من أدوار في التعليم واكساب المهارات.

وهذا ما تؤكده كثير من الشواهد اليومية وخاصة فيما يتعلق بالتقنية الحاسوبية والتطبيقات الرقمية والأجهزة الذكية. والتي أصبح الآباء يستندون على التعامل معها اعتمادا كليا على الأبناء، ولو كانت أعمارهم أصغر عشرات المرات عن آبائهم. ولو كان ما يحمله الآباء من الشهادات التعليمية ما يفوق سنوات أعمار أبنائهم!

فهل سينتهي دور الآباء في تربية أبنائهم؟ أم هناك حاجة لتعديل الأدوار الأبوية في المهام التربوية في العصر الرقمي؟

من وجهة نظري أرى أنّه من الضروري جدا أن يعدل الآباء أدوارهم في التعامل مع أبنائهم. وأن يتدربوا على مهارات التعلم البنائي الذي يجعلهم ميسرين للتعلم من خلال توفير مطلوبات التقنية الرقمية لأبنائهم، وأن يكونوا مشرفين بصورة غير مباشرة على نواتج تعلم أبنائهم.

وهذا الأمر يتطلب التحول من أساليب المنع والحرمان إلى أساليب التعزيز الإيجابي والمكافأة على التعامل مع التطبيقات الرقمية واستخدام الأجهزة الذكية، وتوجيه أبنائهم للاستخدامات الايجابية، وأن يكونوا مقومين لنواتج تعلم أبنائهم من تلك الأجهزة والتطبيقات بالتعرف على المهارات والمحاكاة التي اكتسبوها من التجارب والتطبيقات الجديدة.

ومن الأمثلة على ذلك: إجراء التجارب البسيطة أو الحركات الرياضية أو التصميمات الفنية والهندسية أو الرسومات أو الطبخات أو البرمجة الذكية ..الخ.

ومن أجل تعرف الآباء على أدوارهم في العصر الرقمي فلابد لهم من التدرب على المرونة التربوية وذلك باستخدام المرونة العقلية المعرفية.

وتعرف المرونة العقلية بأنها قدرة المرء على توليد العديد من الأفكار الجديدة، وغير التقليدية.

وهي تعبر عن سلاسة أفكاره، وقدرته على تغييرها بما يُلائم المواقف المختلفة، والطارئة، التي يواجهها والتأقلم معها.

كما أنّها تعني مدى استيعاب الأفراد الأفكار الجديدة وتقبلها وفقاً للظروف المتغيرة ووجهات النظر المتعددة.

والخلاصة أنّ الأدوار التربوية الأبوية لابد أن تتحرر من التقليد، وتخرج من القوالب الجامدة، وتتطور وتتكيف مع متطلبات الأبناء الرقمية في حياتهم اليومية وفي تعلمهم المدرسي الذي يفترض فيه التحول الرقمي أيضا.

د. السر أحمد سليمان
أستاذ علم النفس التربوي
جامعة حائل
السعودية

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.