منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

من أعلي المنصة ياسر الفادني لو داير تسيبنا جَرِّب وإنتَ سِيْبْنَا

0

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

لو داير تسيبنا جَرِّب وإنتَ سِيْبْنَا

من أجمل ماخط شعرا الشاعر إبراهيم الرشيد ومن أعذب ما وضع أنامله لحنا الملحن القدير عبد اللطيف خضر ودالحاوي ومن أميز ما غني الفنان الذري الراحل المقيم فينا إبداعا إبراهيم عوض ، مثلث نبض عاطفي فريد عصفا شعريا ونغما رخيما وصوتا ماسيا عجيبا !

أغنية لو داير تسيبنا تعتبر من الأغاني الخالدات التي سكب فيها الرشيد عصارة  مفرداته السلسة  التي تجلت شعرا ونضم فيها عقد لغة سهلة جاذبة من الذهب العامي البسيط مربعها  الأول فيه إختار أو لا تختار ! وبعده  أمر فيه ضرب من المستحيل  العاطفي وفيه أمل لرجوع مسموح برغم الإحن العاطفية التي ربما تتمرد تعنتا …لو داير تحب …حب وانساه ريدنا ريدنا .. لو ترجع تصافي نسامحك ياحبيبنا

الأغنية فيها بوح الناظر جيدا لمالآت مايحدث !  وقراءة بنظرة ثاقبة لما يكتبه قلب المحبوب وعرض حال غريب للواعج تزداد خفقانا لكنها لاتنقص وكتاب آخر مفتوح فهارسه  مفردات عشق ومتونه  مذهب صلب المشاعر وخاتمته الأمل الذي يأتي مصفقا  ، غرامي اخترتو مذهب …. من أسمى المذاهب …ينور لي طريقي ويفتح لي نوافذ …اشوف أملي في جزيرة وحبك لي قارب

صاحب نبض هذه الأغنية شعرا هو من الشعراء المحدثين في أدب الغناء السوداني إبراهيم الرشيد ينتمي لمدرسة الرومانسية العاطفية المتأججة وهو يجمع بين الرمزية العاطفية والخيال الذي يسميه النقاد الخيال الجامح علوا في سماء الشعر ،الرشيد يلعب بالمفردات كأنما هي وتر حزين يدقه بانامله موسيقي شعرية فخيمة النبرة هارمونية الرسم جاذبة للنظر والسماع القلبي السريع ، المدرسة التي ينتمي إليها هي مدرسة الخليط المتميز شكلا ولونا

الحاوي هنا تفرد في هذا اللحن الفريد وضع بصمات عجيبة دندنة وتموسقا متخذا شكل الإيقاع السريع الطروب متقمصا هذا النبض الشعري لحنا ، اللحن فيه خفة دم من طرب جميل وفيه نغمة مناسبة في كل شطر كلامي وضع له لمسة تكرار لايفهما إلا الذي يعرف كيف تصنع الألحان وكيف يمسك باوتاره بشكل ممتاز وينقرها نقرة الفنان ذو الأنامل التي لا تنقر إلا جمالا ، الحاوي ساعدته خبرته في صناعة وتكوين الالحان وهي تجربة طويلة بلاشك تشبثت فيه بكل صورها وأشكالها

المقيم الراحل إبراهيم عوض صوته العذب ساهم بقدر ممتاز في إخراج هذه الأغنية وطريقة الأداء المتميز الذي عرف عنه وحضوره المسرحي الرائع الذي هو سمة يتصف بها عندما يمسك المايكرفون مغنيا

إني من منصتي أسمع سيمفونية لعلها من النسق الفريد في عالم الغناء السوداني الجميل وأسمع شدوا  في سماء الأغنية السودانية صنع محتواها شاعر تفرد إبداعا كتابيا ساميا ووضع ألحانها صاحب أنامل ذهبية عسلا وأداها قامة من القامات الفنية الراقية في بلادي كتبت في سفر الأغاني الخالدة ،إذن …..دا الغنا ولا بلاش ! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.