وجه الحقيقة.. إبراهيم شقلاوي يكتب : ضغوط و مفاوضات مرتقبة على هامش الجمعية العامة.
وجه الحقيقة..
إبراهيم شقلاوي يكتب :
ضغوط و مفاوضات مرتقبة على هامش الجمعية العامة.
يغادر فخامة الرئيس البرهان البلاد مطلع الأسبوع المقبل متوجها إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية المنعقدة في السادس والعشرين من الشهر الجاري.. في دورتها التاسعة والسبعين.. رغم أهمية الزيارة بالنسبة للحكومة السودانية والسودانيين في هذه الظروف التي تمر فيها البلاد بأسوأ حرب في تاريخها الحديث جراء تمرد قوات الدعم السريع.. بعد محاولتها الاستيلاء على الحكم بدعم إقليمي.. إلا أن الحكومة السودانية لم تعلن حتى اليوم عن برنامج الرئيس المتعلق بالمخاطبة و اللقاءات والإجتماعات مع جميع الأطراف .. سألنا عن ذلك لأنه من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الإقليمية.. يحرصون على لقاء الرئيس البرهان لممارسة ضغوط كثيفة لوقف الحرب وإيجاد تسوية ما .. من خلال مشاركته حضور هذه الفعالية.. بالرغم من موقف الحكومة المعلن والواضح أن الطريق لوقف الحرب يمر عبر تنفيذ إتفاق جدة للترتيبات الأمنية الموقع في 11 مايو من العام الماضي ..هذا بالنظر إلى ما أشار له الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه بشأن السودان بالأمس الذي وصف فيه الحرب بالفارغة من المعنى وأنه انبثقت عنها واحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.. بجانب حديثه عن إنتشار المجاعة في دارفور التي تهدد حياة الملايين.. و عن أهمية أن توقف قوات الدعم السريع الهجمات على المدنيين.. وضغطهم من أجل السلام.. كذلك حديثه عن أهمية الكف عن تغذية النزاع من أجل مستقبل السودان.. كذلك اشارته الي انهم لن يتخلوا عن التزامهم تجاه الشعب السوداني الذي يستحق الحرية والسلام والعدالة.. حيث جا رد الرئيس البرهان على الخطاب مرحبا بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه عن مايجري في السودان وتقديره عن دعم الجهود الإنسانية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية كما أشار الي تصميم الحكومة السودانية على إنهاء معاناة مواطنيها.. لكن اللافت انه أشار الي ان الحكومة السودانية منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة.. وانهم على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعياً للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة.. وفي هذا أشار جيدة الي اليوم التالي للحرب.. كذلك أكد الرئيس البرهان انهم يتطلعون إلى تعميق هذه المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال المشاركة المقبلة في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل .. هذا البيان من الواضح حمل رؤية السودان لما سوف يكون عليه الحال.. كذلك أشار الي مستوى الآمال التي يعقدها السودان على ما سوف يدور في مداولات الجمعية الأساسية والتي على هامش الأعمال.. في جانب آخر حسب الشرق الإخبارية قال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي أمس في القاهرة.. حول تطورات الأوضاع في السودان.. أنهم ينسقون مع مصر بشأن إنهاء الحرب في السودان.. وإن إحراز تقدم في أزمة السودان مهدد بسبب هجوم جديد لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.. وأن على طرفي الصراع في السودان أن يجلسا على طاولة المفاوضات للاتفاق على تنفيذ الاتفاقيات الرامية لوقف الحرب.. وفي ذلك إشارة واضحة ربما لاتفاق جدة.. كذلك في حديث لوزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي الذي إبان الموقف الثابت لجمهورية مصر العربية الداعم لوحدة السودان .. قال بأهمية وقف إطلاق النار في السودان وإدخال المساعدات الإنسانية الذي بات ضرورة ملحة.. والأهمية البالغة في عدم وضع الجيش السودانى الوطنى مع أى أطراف أخرى والعمل على تعزيز دور الدولة السودانية في الحفاظ على وحدة السودان والأراضى السودانية.. في السياق كشفت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس جرينفيلد حسب شبكة الخبر عن تنظيم بلادها اجتماعًا جانبيًا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول السودان.. سيشارك فيه المبعوث الخاص توم بيرييلو وزير الخارجية أنتوني بلينكن.. وتوقعت أن يكون هناك عدد من الأحداث الجارية لمحاولة جمع الأطراف المختلفة على طاولة المفاوضات.. كذلك وحسب مراقبين فإن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تطلب من الجيش وقف طلعات الطيران في دارفور خاصة الفاشر مع التزام الدعم السريع بفك الحصار عن الفاشر.. هذه التصريحات والافادات من الإدارة الأمريكية والمراقبين تعد تمهيد لضغوط محتملة.. خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح البرهان في منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في السادس والعشرين من الشهر الجاري .. و التي تعد المشاركة الثانية منذ اندلاع الحرب بالرغم من المزايدات التي ظل يطلقها البعض حول شرعيته أو شرعية الحكومة.. وهذا ماتم تجاوزه من واقع العديد من الأحداث بعد مشاركات عديدة للرئيس البرهان والحكومة السودانية في عدد من المحافل الاقليمية والدولية .. لكن من المهم أن يستفيد السودان من هذه الفرصة السانحة لشرح تفاصيل ومستجدات أزمة الحرب وتسليط الضوء على إنتهاكات القوات المتمردة المتواصلة والمجازر التي ترتكبها بحق المدنيين.. بجانب عدم التزامها بتنفيذ إتفاق جدة.. كذلك من المهم الإشارة إلى خارطة الطريق التي تقدم بها السودان للوسطاء لتنفيذ الإتفاق .. تعتبر إجتماعات الجمعية العامة من المحافل المهمة التي يحرص فيها رؤساء الدول بمخاطبة العالم بصورة مباشرة.. لذلك فإن حديث الرئيس البرهان المرتقب سيكون محل إهتمام المجتمعين الإقليمي والدولي .. مع توقعاتٍ بأن تحظى مشاركته الثانية بإهتمام إعلامي كبير.. وذلك لاعتبار أنها تأتي في توقيتٍ استثنائي والبلاد تمرُ بظرفٍ بالغ التعقيد منذ منتصف أبريل من العام الماضي حينما تمردت قوات الدعم السريع على الدولة بدعم إقليمي.. و تواطوء داخلي من بعض الأحزاب السياسية.. لذلك يظل وجه الحقيقة في أهمية الذهاب إلى الجمعية العامة وفق برنامج معد مسبقا يضمن النأي بالبلد عن أي ضغوط إقليمية أو دولية مرتقبة ضمن إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. كذلك يجب التأكيد على أهمية تنفيذ رؤية الحكومة المتعلقة بإتفاق جدة للترتيبات الأمنية والإنسانية.. والتي تم تسليمها الوسطاء باعتبارها تمثل المسار الآمن والجيد لإستعادة الأمن وتحقيق السلام للسودانيين.
دمتم بخير وعافية..
الخميس 19 سبتمبر 2024 م. [email protected]