منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : *البرهان في أم روابة المدينة الاستراتيجية ونبض التجارة الحي،، ” عروس النيم”.. النُصرة، وإعلان الوثبة الكبرى*

0

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :

*البرهان في أم روابة المدينة الاستراتيجية ونبض التجارة الحي،، ” عروس النيم”.. النُصرة، وإعلان الوثبة الكبرى*


استقبال حاشد من المواطنين الذين صبروا على انتهاكات المتمردين..

زيارة الرئيس، نابعة من أهمية أم روابة، نبض التجارة في كردفان..

نتائج زيارة البرهان ستنعكس إيجاباً على انتصارات متحرك الصياد غرباً..

 

كعادته فجّر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مفاجأةً من العيار الثقيل وهو يحط بطائره الميمون في مدينة أم روابة بعد نحو ثمانٍ وأربعين ساعةً فقط على إعلان الجيش استردادها من يدي ميليشيا الدعم السريع، ولم يُعطِ البرهان قواته فرصةً لنظافة وتجريف المدينة من جيوب الميليشيا المتمردة وأعوانها، فإذا به يتنزَّل برداً وسلاماً على المدينة التي مازال جسدها يتعافى من سرطان الميليشيا الذي تفشَّى في أم روابة منذ بواكير تمردها على القوات المسلحة في أبريل 2023م، حيث اتخذتها ميليشيا آل دقلو منصة تنطلق منها عملياتها القتالية التي تستهدف مناطق مختلفة في ولايات النيل الأبيض، وشمال وجنوب وغرب كردفان.

نُصرة وسكينة:
الفريق عبد الفتاح البرهان الذي تتنازعه همومُ أمانة التكليف، وقيادةُ سفينة البلاد، وسط أمواج الحرب المتلاطمة، وتداعياتها المتعاظمة، بدا في أم روابة مرتاحاً نفسياً، ومتحرراً من الكثير من الضغوط التي تأبى أن تحملها السماوات والأرض والجبال وتشفق منها، فحملها البرهان، وها هو ومن على متن سيارة مكشوفة، يطلُّ على جماهير مدينة أم راوبة، الذين جاءوا من كل فجٍّ عميق، تسبقهم هتافات التكبير والتهليل التي جمّلت حناجر الرجال، وزغاريد الحماسة التي جادت بها مصداقية النساء اللائي سالت مشاعرهن جداول في حضرة الرئيس البرهان الذي لم يملك إلا أن يلوّح لهم بيدٍ تحمل الكثير من التقدير والامتنان لصبرهم وصمودهم في وجه الانتهاكات والجرائم التي ظلت ترتكبها ميليشيا آل دقلو الإرهابية، في محاولة بائسة ويائسة لإرغام المواطنين على مغادرة أم روابة وإعمال مبدأ التهجير القسري المعتاد، فكانت زيارة البرهان بمثابة إسناد ونُصرة وإنزال سكينة في قلوب هؤلاء القوم ليزدادوا ثباتاً على ثباتهم، وصبراً على صبرهم، وإِنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب.

أهمية أم روابة:
زيارة البرهان المفاجئة إلى مدينة أم روابة تؤكد أهمية المنطقة التي تبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 301 كيلو متراً، وتمثل نبضاً تجارياً حياً لولاية شمال كردفان، بما تتمتع به من موارد زراعية وحبوب غذائية جعل منها سوقاً تجارياً مهماً تشتهر فيه معاصر الزيوت، وقد ساعد الموقع الاستراتيجي لمدينة أم روابة من أهميتها باعتبارها ملتقىً لطرق برية تربط وسط السودان بغربه، وخاصة الطريق الرئيس الذي يوصلها بمدن تندلتي، وكوستي، وربك في ولاية النيل الأبيض، والرهد أب دكنة والأبيض في ولاية شمال كردفان، والعباسية تقلي، وأبوجبيهة، والمنطقة الشرقية والجنوبية في ولاية جنوب كردفان، هذا فضلاً عن وجود خط السكة الحديد الذي يربط أم روابة بدارفور، إن المدينة التي تُلَّقب بعروس النيم لكثرة وجود أشجار النيم فيها، سُميت أم روابة وفقاً لبعض الروايات، إلى وجود البقَّارة الذين كانوا يأتون بأبقارهم إلى المنطقة، ويقومون بتحويل اللبن الحليب إلى لبن رائب يستخرجون منه الزبدة التي يتم تحويلها إلى سمن، ليباع في الأسواق القريبة، ويصبون ما لم يباع من الرائب أو الروابة على الأرض في المجاري الصغيرة فسُمي المكان أَم روابة، أي أُم اللبن الرائب، وتقطن أم روابة مختلف قبائل السودان، بيد أن قبيلة الجوامعة تمثل غالبية عظمى، وتشتهر أم روابة بأنها مدينة مسالمة، وتتميز بتعايش اجتماعي، وتماسك مجتمعي ضارب في جذور العراقة والقدم.

صبر وظفر:
أوباش الدعم السريع أبوا إلا وأن يُقلقوا مضاجع أم روابة الآمنة باحتلالهم المدينة في لحظة غفلت فيها أعين الزمان، لترزح أم روابة تحت وطأة انتهاكات وجرائم ميليشيا آل دقلو الإرهابية، فصمدت، ومدت حبال الصبر لقناعتها الراسخة أن ليل الجور والظلم مهما تطاول، فلا بد أن تشرق شمس الخلاص، وأن تقول العدالة الإلهية كلمتها، وهو ما تحقق يوم الخميس الماضي بفضل الله، وبقوة وبسالة متحرك الصياد الذي نجح في اصطياد ثاني كبريات مدن ولاية شمال كردفان، وهي خطوة أولى في مشوار طويل بدأ في أم روابة، وسيمر بالرهد أب دكنة “مسكين ما سكنها” وصولاً إلى فكِّ الخناق عن مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، ومن ثم التوجه جنوباً صوب ولاية جنوب كردفان، وغرباً تجاه غرب ع دارفور، وما زيارة البرهان إلى أم روابة إلا لمباركة الانتصارات، وإعلان الوثبة الكبرى بمنح متحرك الصياد الضوء الأخضر لينطلق مواصلاً مسيرته القاصدة والمنتصرة والتي كان قد بدأها بكسر شوكة ميليشيا الدعم السريع في ولاية النيل الأبيض، وسيدحرهم في ولايات كردفان الثلاث، وصولاً إلى ولايات دارفور الخمس.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن زيارة رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى مدينة أم روابة، تعتبر وبحسب مراقبين حدثاً غير عادي، في ظرفٍ غير عادي، وسيكون لهذه الزيارة ما بعدها في استمرار سلسلة الانتصارات التي ظلت تحققها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف محاور وجبهات القتال، فمدينة أم روابة بموقعها الاستراتيجي ستدفع برياح الحماسة والمعنويات العالية في شراع متحرك الصياد ليمضي في مسيرته القاصدة دكّاً لمعاقل المتمردين، وتنظيفاً لقطاع كردفان ودارفور من ما تبقى من دنسهم، فلينطلق متحرك الصياد ولسان حاله يلهج بكلمات مفادها:
فإمَّا حياةٌ تسرُّ الصديق،،
وإمَّا مماتٌ يغيظ العِدا.
ونفس الشريف لها غايتان،، ورودُ المنايا ونيلُ المُنى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.