علي ادم احمد يكتب : *الوجه الآخر لاستمرار الازمة*
علي ادم احمد يكتب :
*الوجه الآخر لاستمرار الازمة*
هل يمكن أن تصل الأحزاب السياسية والحركات الداعمة لمستوى ان تدرك من ينتقدها ليس بالضرورة خصما لها لا احد اليوم يمن على احد بأنه دفع فاتورة هذه الحرب لوحده لقد طالت اثارها كل مكونات الشعب السوداني قتلا ونهبا وتهجيرآ ٠
لماذا فشلت هذه الأحزاب والحركات في بلورة خطاب سياسي حقيقي ليس بالضرورة أن يكون موحدآ و مطابقآ على الأقل يكون فيه حد أدنى من الثوابت المتفق عليها بدلآ عن هذه الغوغائية والفشل السياسي المزري فعلا هي موجود لكن كظاهرة صوتية بلا اي عمل حقيقي يؤسس لرؤية وطنية تضمن استقرار العملية السياسية مستقبلا وقد استعاضت نتيجة لفشلها في بناء تصورات مستندة للمناطقية وقبيلة لضمان وتقوية وجودها في الساحة السياسية هذا الفعل في حد ذاته يؤسس لتشظئ مجتمعي قابل للانفجار السياسي والأمني مستقبلا ولا يضمن الاستقرار للدولة للاسف هذه الرؤية اي الركون للمناطقية والقبلية باتت تتبناها نخب سياسية وعلمية وإعلامية دون وعي بمآلات وخطورة هذه الرؤية المتابع للمشهد السوداني وتطوره منذ الاستقلال بالتاكيد يدرك خطورة تقسيم السلطة على اساس مناطقي في دولة لم تبلغ بعد في جميع أطرافها مفهموم وغايات العمل السياسي وأدواته ودوره في حفظ النسيج المجتمعي وتطوير أداءه ٠ هذه الحرب التي نعيشها اليوم واحدة من بواعثها الركون للمناطقية والاثنية لقد تم استغلالهم من دول لها أهداف في الاستيلاء على السلطة وتقسيم الدولة وبنفس العقلية سارت الأحزاب والحركات الداعمة للقوات المسلحة في نفس الاتجاه تقاسمت السلطة جراء مواقفها الداعمة للقوات المسلحة ٠
هذا الفشل الاستراتيجي في بناء تصورات وطنية قومية عبر أحزاب سياسية وحركات مسلحة لا يمكن أن يغير المزاج العام في التعاطي مع مسألة السلطة والثروة في الأفق القريب وسيظل مهدد حقيقي لوحدة وسيادة الدولة مستقلا ٠
لابد أن يتحلى السياسي برؤية تختلف عن الآخرين في بناء الدولة وتطويرها وقدره على قراءة المستقبل القريب والبعيد بدلا ان ينساق وراء اطماع ظرفية تتعلق بالسلطة والثروة تحت عباءة المناطقية والاثنية