وقل اعملوا د/ عبدالله جماع لايفات منتهية الصلاحية!!
وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع
لايفات منتهية الصلاحية!!
كل الصدمات الحضارية التي تحدث للشعوب عند اي اكتشافات جديدة كمتطلبات للعصر من ادق تقنيات التكنولوجيا وحتي ابسط مايمكن اكتشافه. تعد وقت اكتشافها نقلة علمية حضارية وتتطور مذهل مسببة صدمة حضارية لشعوب تلك الفترة.ولكن سرعان ماتزول تلك الصدمة ابان ظهور مكتشف جديد ويعتبر ماسبقه منتج منتهي الصلاحية..فحينما اُكتشف نظام التلغراف، واللاسلكي والتلفون في القرن الماضي ،اُعتبر ذلك قمة العقل البشري ونهاية الدنيا، ومن علامات الساعة، فنظم عنها الناظمون نظما موغلا في الدهشة والصدمة الحضارية. ومنهم الشيخ فرح ودتكتوك، حيث قال: ( واخر الزمن يكون الكلام بالسلوك) كناية عن معجزات العقل البشري. وربط الناظر بابو نمر نهاية الحياة التقليدية، المتمثلة في الادارة الاهلية وغروب شمسها بمجرد بلوغ خط السكة حديد الي مدينة بابنوسة عام 1922 اذ لم يعد هناك مجالا للحياة القديمة طالما ظهرت تلك الحياة المدنية الحديثة المتمثلة في بلوغ سكة القطار الي مدينة بابنوسة، حيث قال قولته الشهيرة( يوم وصول السكة حديد لبابنوسة انا قطعت الشك ان الادارة الاهلية زمانها قد ولي) مما يعني بزوغ فجر جديد في التطور والتحضر ونهاية لماضي قديم بائس تسيطر عليه الادارة الاهلية، وذلك يعني قرب دنو نفخ صور يوم القيامة . الا انه سرعان ماتبخر كل ذلك الابداع الفكري الذي رُسم في مخيلة تلك الشعوب. بعد غزو الفضاء في 1969 وظهور التلكس والفاكس وكل منهما له صدماته الحضارية ثم جذب مزيد من الخيال الي نهايات الدنيا. التي لم يعد هناك بعدها دنيا. يمكن ان تأتي بأكثر من ذلك الابداع،وفجأة وقبل ان يفيق العالم من هول صدماته الحضارية المتلاحقة تلك. اذ تظهر له تقنية اطباق الالتقاط الفضائي المشغلة للقنوات الفضائية الرقمية، ودخول العالم فيما عرف بالانفجار الاعلامي وضمور العالم المكاني .حتي لم يعد العالم كله سوي مجرد قرية صغيرة. بفضل تلك الاكتشافات في دنيا الاتصال، حتي بلغنا الي ادق تقنيات النانو والرقميات والهواتف الذكية . وباتت القنوات الفضائية او الصحف الورقية ليست بذات بال يذكر وقد ادبر زمانها. واصبح التلفون الذكي يقوم بكل ادوار القنوات الفضائية والصحف السيارة. حيث سادت السوشيال ميديا ثم اصبحت هي المتحكمة علي عرش الاعلام وأفول سطوة الرقيب علي الاعلام وتشييعه الي مثواه الاخير. ومن ثم بزغ فجر ( اللايفات) اخذة مكانها في دنيا الاعلام متجاوزة بذلك لكل ادوار الفضائيات والورقيات وكل( قديم حديث ) . ولما كانت هذه ( اللايفات ) في متناول يد كل من يحمل تلفونا ذكيا. ووسيلة جبارة لاستغلالها في نقل الشر والخير وكل ماينفع البشرية. اصبحت لدي بعض ( اللايفاتية) اداة هدم وخلق للفتن بين افراد المجتمع وسلاحا يصوبه ( اللايفاتي) حيث يشاء وكيف ما شاء بدون ادني ضابط او ظابط . طالما بمقدوره ان ( يشير الشير الي حيث يشير) . فاستغلت بعض هذه اللايفات اسوأ استغلال. فمن احد هذه اللايفات و اكثرها جمهورا واقدمها ظهورا واوسعها انتشارا واقربها لقلوب مشاهديه. ولكنه في نفس الوقت اكثرها غلوا وشططا ومبالغة في طرح مالديه من افكار واراء . بل لا يضع حتي لما يقوله من حساب معجبا ومزهوا بجماهيره وشعبيته الكبيرة. وكانما قوله فقط هو الوحيد و ( الفصل) لاسواه. فتجده تارة يهدم كل ما بناه في لايف سابق ومرة اخري يسعي جاهدا لاصلاح ما افسده بالامس. فتجده يشتم ويسب القريب والبعيد والكبير والصغير والحاكم والمحكوم العدو والصليح. فأحكامه جاهزة ولا يبالي، فيحكم علي هذا بالعمالة وذاك بالدياسة واولئك بالتواطوء والارتزاق والجميع عنده اليوم سواء وغدا عنده(امر اخر). فاكثر من مرة زرع فتنة بين هذا وذاك في افراد المجتمع وفرق كلمته وشتت شمله، وكل ذلك بناءً علي رؤيته هو الشخصية وليس بحسب ميزان العدالة والحقيقة. لكن حقا ان الشيطان يجري في عروق ابن ادم مجري الدم . وصاحب هذا اللايف المشهور شبيه بحكيم القرية المستأمن علي كل صغيرة وكبيرة لديهم ، فخرجوا ذات مرة في مكان عالي لتحري رؤية هلال رمضان وبينما الكل عيونهم في السماء عسي ان يظفر احدهم بالرؤية. اذا ( بعاقلهم ) هذا يصيح علي الملأ ذاك هو الهلال لقد رايته… لقد رأيته .. فتحلق الكل حوله فرحين مسرورين مهنئين ومادحين له علي هذا الانجاز العظيم وعينه الثاقبة، فانتابه احساس الزهو بالنفس والكِبر ووسوس اليه الشيطان بأن ليس هناك في الدنيا الا هو. فصاح فيهم مرة اخري ( وهداك كمان واحد تاني) منهيا بذلك تاريخ صلاحيته.كما فعل صاحب( اللايف الشهير) بأنهاء فترة صلاحيته مجرد تطاوله علي الكل وسعيه للتفرقة بين كلمة الناس في حرب الكرامة. فمثل ما انهي خط سكة حديد بابنوسة فترة صلاحية الناظر بابو نمر . وكذلك كما انهت تكنولوجيا الاتصالات فترة صلاحية التلغراف واللاسلكي( فأصبح كل لايف يفت في عضد مناصري حرب الكرامة هو منتهي الصلاحية) !!
01125315079
Jamma1900@hotmail.com