منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

 د.إسماعيل الحكيم يكتب *من يأتي برأس عبد الرحيم؟*

0

د.إسماعيل الحكيم يكتب

*من يأتي برأس عبد الرحيم؟*


منذ أن أشعلت مليشيا الدعم السريع نيران الفتنة في 15 أبريل 2023، والسودان يغرق في بحور من الدماء والدمار. خلفت هذه الحرب حتى نهاية 2024 أكثر من 13,000 قتيل، وشرّدت أكثر من 8 ملايين مواطن داخل البلاد وخارجها، بحسب تقارير الأمم المتحدة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وفي قلب هذا الجحيم، يقف عبد الرحيم دقلو، نائب قائد مليشيا الدعم السريع، رأس الأفعى وعرّاب الخراب، الذي خان العهد، وغدر بالأمانة، وتنكّر للوطن، وفتح أبوابه لمرتزقة الفاغنر وحركات دارفور المسلحة، وجعل من شوارع الخرطوم وساحات الجنينة ومنازل نيالا ساحة لصراع دموي لا يرحم.
إن التاريخ مليء بأمثاله، ممن باعوا أوطانهم بثمن بخس، وانتهوا كما تنتهي الحيّات المسمومة:-
كما انتهى الزعيم الفاشي موسوليني، مصلوبًا في ساحة عامة بعد أن جلب الخراب لإيطاليا.
وكما فرّ شارل تايلور، مجرم ليبيريا، الذي باع الوطن ونهب ثرواته وسُجن في لاهاي بعد سنوات من التهديد والوعيد.
فهل سننتظر حتى يُصبح عبد الرحيم نسخة سودانية من هؤلاء الطغاة؟
وهل نغض الطرف عن من قتل الأطفال في الجنينة واغتصب النساء في نيالا، ودمّر العاصمة أمام أعين العالم؟
لقد وثّقت منظمات حقوقية مستقلة جرائم لا تُحصى، منها :–
– مجزرة الجنينة التي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل خلال شهري يونيو ويوليو 2023.
– اغتصاب النساء والفتيات في مناطق سيطرة الدعم السريع، بحسب تقارير هيومن رايتس ووتش.
– النهب المنظم لمؤسسات الدولة والمصارف والمستشفيات، بقيادة واضحة من عبد الرحيم.
– ورغم كل هذا، ما زال عبد الرحيم حرًا طليقًا، يهدد أهل مدني وكوستي وكسلا وسنار، بأن مربع الحرب سيطالهم قريبًا! وكأن السودان كله صار رهينة في يد هذه المليشيا الغادرة.
فمن يأتي برأس عبد الرحيم؟
من يروي ظمأ العدالة في قلوب المكلومين؟
من يمسح دموع الأرامل ويطفئ صرخات اليتامى؟
من يُري هذا الشعب رأس الأفعى، مصلوبًا على أسوار الخرطوم، علامة على أن لا خائن ينجو، ولا قاتل يفلت من الحساب؟
يا أبطال الجيش، يا حُماة السودان،
إن رأس عبد الرحيم ليس هدفًا شخصيًا، بل هو مطلب وطني، ورمز لانتصار الحق على الباطل، والوطن على العملاء.
لن يهدأ هذا الشعب،
حتى يُعلَّق رأس الأفعى،
على رمح النصر.
يا أبناء السودان،
إنّ في هذا الوطن دماءً لم تجف، وأرواحًا لم تهدأ، وقلوبًا معلّقة بالعدل تنتظر. وإنّ رأس عبد الرحيم ليس مجرّد جسد يُقطع، بل هو رمز لشيطان الفتنة، وباب من أبواب جهنم فُتح على هذا البلد الطيب، ولن يُغلق حتى يُؤخذ القصاص.
إنّا نكتب بمداد الألم، وننطق من أعماق الجراح، ونُقسم بالله،
لن يُكتب للسودان فجرٌ جديد،
ولا تُرفع راية عزّ فوق ترابه،
ولا تُعاد الكرامة إلى شوارع الخرطوم،
حتى يُلقى هذا المجرم جزاءه،
وتُرفَع رؤوس الشهداء برأسه.
فهل من فارس يُجلي هذا الليل؟
هل من سيفٍ يقتص للضعفاء؟
هل من يدٍ تمتد، لا لترجوه، بل لتقطع رأسه وتُعيد للوطن هيبته؟
إنه نداء وطن،
صرخة شعب،
وعهد نكتبه في جبين التاريخ القصاص لعبد الرحيم… أو لا سلام بعد اليوم.

 

*_Elhakeem.1973@gmail.com_*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.