منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. هيثم بابكر يكتب إلى سيف الدين حسن : : *اييه يا سيف…* *والتقينا ….*

0

د. هيثم بابكر يكتب إلى سيف الدين حسن : :

*اييه يا سيف…*
*والتقينا ….*

إيييه يا سيفُ ..
مرت السنوات كحبات المسبحة .. ثلاث وثلاثون عاما من التسبيح بحمد الله والتكبير والتهليل .. ما انطفأ نور الشهداء منذ حينها في ساحات الفداء حين التقينا ..
اتذكر تفاصيل المشهد وايامه ولحظاته وشخوصه ونحن نجتمع عند مدخل الساحات برفقة حسن الباقر ، نتجاذب الحديث عند عريشة الحضري، يقطع حديثنا عبدالرحيم الرباطابي بقفشاته .. ننتظر عطية ، وجباره ، ومحمد سعيد ، وحنان .. ونجلس بُرهة عند مكتب محمد الامين، وننظر الي ابواب عاطف في المكتبة ، وننتظر من فتح العليم ال VHS
و على اعتاب الاستديو تتقاطع كلماتنا كلقطات المونتاج مع مؤمن كدكو ، وأبوبكر الصديق وطارق مبارك وعبدالرحمن،وشرف الدين وتتسابق انفاسنا نحو مكتب المدير بابكر جابر .. حيث يقف على الباب مجدي يهمس في اذن الحاج شخص الدين شمسيا ويبتسم على مصطفي.. ويتبادل اطراف الحديث عند كورنر قصي ، مبارك القنالي بصمته وسمته وصرامته وكلماته المعدوده، ثم يداعب كاميرته الفوتوغراف وينظر من خلف عدستها لسلمان.. وتدور في العيون رسائل واشواق.. عند ساحة الساحات .. مرّ سيل من الشهداء .. عبدالحليم يبتسم ، وعادل احمد بلال ، وسيف وعلاء الدين شرفي ، وقائد الركب عثمان عمر .. كانوا حضورا في كل مشهد .. زانهم عمادالدين دفع الله ، ولحق من بعدهم جعفر ..
جموع السائحون ما انقطع تواصلهم، حينما يدلف من باب الاستقبال فضل الله احمد عبدالله وجعفر امبدي وموسى طه وعاطف جعفر، وعلى عبدالفتاح وانس عمر ومعز عبادي وآخرون، تواعدوا للقاء في الساحات يتقدمهم سليمان مرحب، والشهيد ابوفاطمة ..انس على يدندن مع مرتضى جلب ومجدي وحسين ومحمد وياسر ، ينقرش عود انغام واجسام ، يبادلهم عبدالله التجاني برائعته انا شهيد .. ويختمها عود وصوت زين العابدين طه ، اخييي ان نمت نلقى احبابنا .. فروضات ربي اعدّت لنا .. ..
كانت عريشة الصلاة، ومظلة الشهداء وموطن الدعاء.. كان الصدق الدفاق يمتد من بوابة ساسكو وحتى القاعدة الجوية مرورا بالقيادة واللجنة ، وعلي بدري ..
الله يا علي بدري .. ما كان لك ان تغادر الدنيا الا كما اردت، شهيدا بعد حين، تخرج من المدرعات حيث اجتمعت بالشهيد ابراهيم لتقود ركبا اخر.. فانت حادي الارواح الى الجنة ..
المشهد يمتد من يوم الجمعة بعد الساعة الثامنة والثلث مساء حين يدوي صوت البروجي .. حتي يختتمها الهاوزر .. بصوته دوووو .. وتبدأ رحلتنا للحاق بالحلقة القادمة امتداد الي الخميس .. متعة المشهد ونحن نساهر لاجل ساحات الفداء .. نتلمس من صباح السبت اشرطتنا ، ونكتب النص بمداد من نور .. نحكي بطولات جيل صنع التاريخ وما توانى في حماية الارض والعرض والدين وكنا عليه شهودا بالصوت والصورة والاحساس والانفاس .. نبحث عن جبارة ليلحق بالاذاعة صوت الكُتبي ليقرأ النص بالاربعاء .. ويعود الصوت القوي في ريل طويل .. يمتزج بريل المارشات العسكرية .. نبدأ من حيث انتهينا في الميدان بذات الروح وصوت الاستديو يرجع صدى المعركة .. وتدور اللحظات .. بحثا عن الميري لربط الحلقة .. ( الاخوة المشاهدون الاوفياء)..
كلمات ما فارقت مُحيانا .. في لقاء ال ٢٠ دقيقة لتجديد الايمان والعهود والمواثيق .. ولرسم صورة المقاتلين من ابناء القوات المسلحة والدفاع الشعبي بازميل العطاء في صخرة التاريخ .. فهم من صنعوا المجد،
وحفظوا ارث هذه الامة
ولسان حالهم يقول :
في غدٍ يعرفُ عنا القادمون
أيّ حبّ قد حملناه لهم
في غدٍ يحسبُ فيهم حاسبون
كم أيادٍ أسلفتْ منا لهم
في غدٍ يحكون عن أناتنا
وعن الآلام في أبياتنا
وعن الجرح الذي غنى لهم
كلّ جرحٍ في حنايانا يهون
حين يغدو مُلهِمًا يُوحي لهم
جرحُنا دامٍ ونحنُ الصامتون
حزنُنا جمّ ونحنُ الصابرون
فابطشي ما شئتِ فينا يا مَنّون
كم فتًى في مكة يشبهُ حمزة؟
إيييييه يا سيف …. جزاك الله كل خير فقد ايقظت فينا الحروف ..
رد الله غُربتنا وجمعنا على الخير وفي الخير وللخير ..
وحفظ الله ابوعبيده وفتح العليم ويوسف ابراهيم.
وحفظ السودان واهله وشبابه المجاهد المصابر فقد سطروا في زمن التوثيق النادر بطولات عجز الزمان ان يحكي عنها، ورحل في صمت خيار من خيار .. فقد كانوا خفافا عند الفزع . ما ضرهم الا يعرفهم البرهان.. فربُّ البرهان يعرفهم ..
دوووووو.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.