منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
بدر الدين اسحق احمد يكتب :  *الفجوة الرقمية بين الشباب في السودان* *جدد رفضه للحكومة الموازية وحذر من أي خطوة " مجنونة"* "مـوقف الاتحــاد الأوروبي،، " تـأسيس" تختن... *كادقلي،، القصف والحصار والتجويع* *تعرضت لتدوين مدفعي من تحالف " الحلو – دقلو"،،* *مقتل شخصي... *قدَّمه السفير الزين أمام جلسة مهمة،،* *خطاب السودان،، الطريق للاتحاد الأفريقي..* *التشديد ع... *رحلة إلى الخرطوم: طريق من الأشواك ومدينة من الرماد* كوداويات محمد بلال كوداوي *الخرطوم… ليست كما نحب أن نراها* كوداويات ✍ محمد بلال كوداوي *الصحافة ليست ميدانًا للتخدير… بل ساحة للصدق ولو كره المصفقون* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *مشهد الكدمولات في دنقلا يعيد للأذهان ما جرى في الخرطوم قبيل الحرب.. والقلق يعمّ الشارع* كوداويا... *مستشفى دنقلا التخصصي… حين يتحول العلاج إلى رحلة نحو الموت!* كوداويات /  ✍️ محمد بلال كوداوي *خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات!* إبراهيم عثمان 

*الخرطوم… ليست كما نحب أن نراها* كوداويات ✍ محمد بلال كوداوي

0

*الخرطوم… ليست كما نحب أن نراها*

 

كوداويات

✍ محمد بلال كوداوي

كودا

زرت الخرطوم بعد طول غياب بعد عامين ونصف بعد ان خرجت مطروداً مزعوراً مع أسرتي بسبب الحرب وكانت مشاعري في الطريق إليها تختلط بين الشوق والرهبة… شوق للوطن، وللذكريات ولرائحة الطين بعد المطر ورهبة مما قد أراه من آثار الحرب والخراب.

لكن الحقيقة التي صدمتني أن الخرطوم اليوم ليست فقط مدينة منهكة بل مدينة شبه خالية من الحياة عامرة بالارتكازات شحيحة بالسكان تائهة الملامح.

دخلت عبر طريق شريان الشمال وعلى امتداد الطريق كانت نقاط التفتيش أكثر من السيارات كل بضع كيلومترات ترتكز مجموعة مدججة بعضها يسأل بلطف وبعضها الآخر يُعاملك وكأنك مُتّهم حتى تثبت براءتك.
تفاوتٌ غريب في أسلوب التعامل لكن القاسم المشترك أن “الإنهاك والريبة” هو الجو العام.

وصلت حيّنا حي الشهيد طه الماحي في الخرطوم… لكن الخرطوم لم تكن هناك.
البيوت خاوية والشوارع مكسوة بالصمت، لا أطفال، لا دكاكين، لا حركة.
ما رأيته كان “أطلال حياة” لا المدينة التي عرفناها.

وفي قلبي سؤال يطرق:
أين كانت كل هذه الارتكازات حين كنا نُسرَق وتُنهَب بيوتنا وتُسحَق كرامتنا؟
أين كانت حين سقطت كل الخصوصيات أمام أعيننا؟
اليوم فقط تمتلئ الشوارع بالنقاط ولكن بعد ماذا؟ بعد فوات الأوان.

بيتنا سُرق.
سياراتنا اختفت.
أثاث، أجهزة، أوراق وكيابل الكهرباء… كلها نُهبت.
والخسائر تجاوزت اثنين مليون دولار لكن هذا الرقم لا يعني شيئًا أمام نظرة ابني حين وقف في وسط الخراب وقال: “هذا بيتنا؟!”

الخرطوم التي دخلتها لم تكن الخرطوم التي أريد لأبنائي أن يرَوها.
كانت مدينة مجروحة، موحشة، تئن بصمت، كأنها تستجدي من يلمّ شتاتها.

*لا أكتب هذا للنحيب، بل للتوثيق*
أنا لا أُثني أحدًا عن العودة لكن أقول بصدق:
إن كنت تفكر بالعودة فعُد وأنت مستعد للحقيقة لا للأمنيات.
ما نقلته ليس لتحبيط أح بل لوضع الصورة أمام من يريد أن يراها كما هي.
لسنا في منافسة على من يحب الوطن أكثر ولا على من يصبر أكثر بل نحن فقط نحاول أن نكون شهودًا للمرحلة أمناء في النقل صادقين في الألم.

*الخرطوم ما زالت تُقاوم… لكنها ليست بخير.*
عودتنا لا تكفي يجب أن نُصغي لآهاتها، ونعترف أن المدينة التي تربينا فيها تُستنزف، تُفرّغ تُحاصر حتى من طيف الذكريات.

*فيا من لم يرَ ما رأيت لا تُنكر صوتي لأنك لم تسمعه ولا تُكذب وجعي لأنك لم تشعر به فنحن لسنا في معركة مشاعر بل في صراع بقاء*

*حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في ذلك*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.