د. لبابة الفضل عبدالحميد. تكتب *أفريقيا من الايدولوجيا إلى المصالح*
د. لبابة الفضل عبدالحميد. تكتب
*أفريقيا من الايدولوجيا إلى المصالح*
*الأيديولوجيات الرأسمالية والاشتراكية في إفريقيا هو محور عميق ومهم في الفكر السياسي المعاصر، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية التي شهدتها القارة بعد الاستقلال.*
*أولاً:- السياق التاريخي*
*◇بعد موجة الاستقلال في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وجدت الدول الإفريقية نفسها أمام خيارين أيديولوجيين رئيسيين لإدارة الدولة وبناء الاقتصاد:-*
*◇الاشتراكية الإفريقية التي تبنّتها دول مثل تنزانيا (جوليوس نيريري)، وغانا (نكروما)، وموزمبيق وأنغولا بعد الاستقلال.*
*◇الرأسمالية أو الليبرالية الاقتصادية التي مالت إليها دول مثل كينيا، نيجيريا، وساحل العاج، غالباً تحت تأثير الغرب.*
*ثانياً: تراجع الأيديولوجيات في نهاية القرن العشرين*
*◇مع نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي، ضعفت المشاريع الاشتراكية في إفريقيا.*
*◇تبنّت أغلب الدول برامج التكيّف الهيكلي التي فرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ما أدى إلى عودة قوية للنهج الرأسمالي النيوليبرالي.*
*◇تراجعت الخطابات الأيديولوجية الصريحة لتحل محلها سياسات (البراغماتية الاقتصادية)*
*ثالثاً: ملامح استرجاع الأيديولوجيات في إفريقيا المعاصرة*
*◇في العقود الأخيرة، برزت عودة جزئية أو رمزية لكل من الأيديولوجيتين:-*
*1. عودة الرأسمالية الجديدة (النيوليبرالية)*
*◇توسع الخصخصة وجذب الاستثمارات الأجنبية (خاصة الصينية والأوروبية).*
*◇تنامي طبقة رجال الأعمال الأفارقة وتزايد النفوذ الاقتصادي للقطاع الخاص.*
*◇إعادة صياغة دور الدولة كمنظِّم لا كمنتج مباشر.*
*2. عودة الاشتراكية أو النزعات اليسارية*
*◇ظهور حركات سياسية وشعبية تنتقد التفاوت الاجتماعي والفقر مثل حركة Economic Freedom Fighters في جنوب إفريقيا بقيادة جوليوس ماليما.*
*◇إحياء الخطاب القومي والاشتراكي الإفريقي كجزء من مقاومة الهيمنة الاقتصادية الغربية.*
*◇التعاون مع دول تميل لليسار مثل الصين وكوبا وروسيا في بعض الملفات.*
*رابعاً: سمات المرحلة الراهنة*
*◇تداخل الأيديولوجيتين في ممارسات الدولة؛ فمعظم الدول الأفريقية تتبنى اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يجمع بين الليبرالية والتدخل الاجتماعي.*
*◇تراجع الأيديولوجيا الشمولية لصالح سياسات تنموية عملية قائمة على جذب الاستثمارات وتحقيق النمو المستدام.*
*◇عودة النقاش الأكاديمي حول “اشتراكية إفريقية جديدة” تستند إلى القيم الجماعية والتكافل التقليدي في المجتمعات الإفريقية.*
*خامساً:- الخلاصة*
*◇إن استرجاع الأيديولوجيات الرأسمالية والاشتراكية في إفريقيا لا يعني العودة إلى النماذج الكلاسيكية، بل هو إعادة توظيف للمفاهيم في ضوء التحديات الجديدة مثل:-*
*◇التنمية المستدامة*
*◇العدالة الاجتماعية*
*◇السيادة الاقتصادية*
*◇مقاومة التبعية العالمية*
✍
*دكتورة لبابة الفضل عبدالحميد*
*جامعة الخرطوم*