إبراهيم عثمان يكتب : *السيطرة التافهة*
*إذا كان للمتمردين سيطرة على الخرطوم، وعلى غيرها، بالمعنى الحقيقي للسيطرة، أي التي تمكنهم من تشكيل حكومة، كما يدعون، وكما يدعي حلفاؤهم، لما غادرها هؤلاء الحلفاء، خاصةً وهم غير مستهدفين ولو بقوا لشملتهم رعاية المتمردين . وبدلاً عن تباهيهم باتصالاتهم الهاتفية المستمرة مع قادة التمرد، كانوا سيلتقونهم في الخرطوم وجهاً لوجه، ويدرسون المواقف السياسية المشتركة، ويحكمون التنسيق، وربما “يطمئنون” على. الموقف العسكري الذي يضمن استمرار السيطرة . كيف سيتم “التشاور” الذي وعدهم به المتمردون، بالهاتف أيضاً ؟! السيطرة التي لا تسمح بإقامة التشاور وجهاً لوجه لا تستحق اسمها، والتشاور الذي لن يجلب الحلفاء من الخارج للوزارات لا يشكل تهديداً جدياً، والذين يعتمدون في تقوية موقفهم السياسي على سيطرة تافهة تقوم في معظمها على التخريب والنهب واحتلال المنازل، ويستخدمونها في ابتزاز تافه يتمثل في التهديد بتقسيم البلد، قد أثبتوا أن تنسيقهم مع المتمردين قد وصل إلى أعلى مستوياته، وأنهم يتعاونون معهم في أتفه خططهم، وأن سقف تعاونهم التافه مفتوح ويعاكس تماماً الموقف الوطني الذي بدعون الصدور عنه . *
إبراهيم عثمان