منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عمار عركي يكتب : *الإمارات و أثيوبيا**وزعزة.الأمن و الإستقرار ، مؤشرات و دلالات*

0

*خبر وتحليل*

• في تصريحات حول البحر الأحمر تم تفسيرها بأنها موجهة لإرتريا بشكل أساسي و رسالة غليظة للسودان قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن البحر الأحمر بالنسبة لإثيوبيا هو مسألة (حياة أو موت) و أنه حان الوقت لمناقشة الموضوع علناً دون مواربة لأن مسألة الحصول على منفذ بحري بالنسبة لإثيوبيا ليس ترفاً مضيفاً أن البحر الأحمر و نهر النيل هما ثنائيان يتوقف عليهما مصير إثيوبيا .
• و تزامناٌ مع الزيارة الأخيرة لرئيس الإمارات محمد بن زايد لإثيوبيا ، أورد موقع هورن أوبزيرفر – Horm Observer Contributor” ، في تقرير صحفي أن رئيس الوزراء الإثيوبي دكتور آبي أحمد علي أعلن في كلمة له أمام حشد من المستثمرين و رجال الأعمال عن ( الحاجة الملحة لإثيوبيا فى إمتلاك ميناء خاص بها، و أنها لن تدخر وسعا وراء ميناء مهم للبلاد مشدداٌ على أن جميع الخيارات بما في ذلك التفاوض و الأخذ و العطاء و حتى “إستخدام القوة” مطروحة على الطاولة لتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي).
• عقب ذلك قامت منطقة البحر الأحمر العسكرية السُودانية بإنشاء قاعدة بحرية عسكرية في “ميناء أبو عمامة ” التي إفتتحها قائد القوات البحرية اللواء ركن “محجوب بشرى”، و الذى قام بتفقد عدد من القواعد البحرية حتى” أوسيف “، وفي تقديرنا بأن هذه الخطوة وفى هذا التوقيت رد عملي على تصريحات “آبي أحمد” و قطع الطريق أمام مساعي الإمارات المستمرة في الإستحواذ على “ميناء أبوعمامة” ببورتسودان .
• في غضون ذلك ،و في ظل التطورات التي يعيشها السُودان تجري هذه الأيام في القاهرة محادثات و إتصالات لشركة “الظاهرة الزراعية الإماراتية” المثيرة للجدل في مصر و المملوكة للشركة القابضة (Q.D.I) و هي أحد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي محادثات للإستحواذ على المزيد من الأراضي الزراعية المصرية ، و بشكل خاص تكثف “شركة الظاهرة” من اتصالاتها مع مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش المصري لشراء أراضي في منطقة “توشكي” جنوب شرق محافظة أسوان المتاخمة للحدود مع السودان.
• و قالت الظاهرة “لرويترز” في بيان إنها “تعمل بشكل وثيق مع الأطراف المعنية في مصر للبحث عن فرص للتوسع بطريقة مستدامة ” و أوضحت أن في حالة إبرام إتفاقيات أو شراكات جديدة فإنها ستعلن عنها في الوقت المناسب ، الجدير بالإشارة إلى أن الحكومة المصرية سبق و أن سحبت بعض أراضي شركة الظاهرة الممنوحة لها فى العام 2019م.، بسبب عدم إلتزامها بالجدول الزمني للزراعة في “توشكي”.
• نشير إلى أنه و في أوج الإحتقان الأثيوبي المصري و السوداني بسبب سد النهضة و حالة الإستقطابات الحادة التي تقوم بها الأطراف المتنازعة لكسب دول و قوي في المنطقة إلى جانبها و التوجس المُشبع بسوء النية بين جيبوتي و إرتيريا من ناحية أخرى و الخلاف الكيني الصومالي/ السوداني الأثيوبي بسبب النزاع حول الحدود و الحرب الداخلية في إثيوبيا بين الحكومة المركزية و حكومة إقليم التقراي (جبهة التقراي) و التي ألقت بآثارها السالبة على كل دول الجوار الأثيوبي كان سانحة و دافع للنفوذ الإماراتي
• قبل ذلك نفذت الإمارات و تموضعت في منطقة القرن الإفريقى بتنمية نطاق الصراعات الموجودة ( الحدود ، الآراضي الزراعية و المياه) كما هو الحال بين إريتريا و إثيوبيا اللتان كانتا في حالة حرب لسنوات قبل و بعد الإنفصال بسسب الحدود و الموانئ كذلك السودان و جنوب السودان قبل الإنفصال و مناوشات بعد الإنفصال بسبب الحدود و ملف أبيي المعلق ، كذلك تشترك إثيوبيا و الصومال أيضاً في تاريخ من المواجهات العنيفة و هكذا تتبع الإمارات إستراتيجية “انتهازية فرص الأزمات” ، و كثيراً ما تسعى لخلق الأزمات غير الموجودة و زعزعة الإستقرار في المنطقة حتى يتسنى لها التدخل و التموضع كطرف ثالث أصيل و مُستحق تحت غطاء الوساطات و مبادرات الحلول ، كل هذا جعل من الإمارات و حليفتها أثيوبيا التي تعد القاسم المشترك و محور إرتكاز الأزمات مهددا لإستقرار كل منطقة القرن الإفريقي .

• *خلاصة القول ومنتهاه: -*

• دول منطقة القرن الإفريقي – خاصة السودان – ظلت و ستظل فى حالة إستهداف دائم و مُستمر لإستقرارها و أمنها كهدف إستراتيجي لقوى الهيمنة الدولية و الإقليمية المتنافسة على بسط نفوذها و سيطرتها على الموارد المتوفرة و التي تفتقرها و تحتاج إليها بشدة مثل المياه ، الاراضى زراعية ، الطاقة و المعادن ، إضافة إلى السيطرة التنافس و التسابق نحو الإستحواذ على موانئ دول الإقليم و إنشاء القواعد العسكرية بغية السيطرة و التمكن من شريان التجارة العالمية من جهة و تأمين تلك المصالح و الأطماع المغتصبة من جهة أخرى .
• فبالتالى ليس أمام تلك الدول المُستهدفة إلا الإنتباه لخطورة الإستهداف بالإخص (السودان و إريتريا) اللتين وجب عليهما تقديم أنموذج لدول الإقليم بتجاوز الإستهداف و التهديد بتناسي خلافاتهما و أزماتها البينية المصنوعة و الموضوعة تأمراً و والإسراع بالعمل و التعاون في إطار وحدة المصير و المصالح المشتركة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.