بت التربال واصلة عباس تكتب : *حكومة بورتسودان .. أصحوا*
أيام تعقبها أيام، ليصل عداد الأيام الي شهر وإثنان ، و أوشك الثالث علي الحضور ، مكملا للحرب التي يدور رحاها بين قواتنا المسلحة ، ومليشيات الدعم السريع التي غدرت بالارواح ، وأهدرت مواردا كان يمكنها أن تقيّم إعوجاج التنمية والنماء في بلادنا ، ولكنها آثرت إسألة الدماء علي البناء ، وأوقدت نار الحرب التي راح ضحيتها أرواح بريئة لايعلم عنها بأي ذنب قُتلت ؟ وأقدمت علي الهدم والسحل والسحق دون مبرر يقودها لذلك سوي ، هدم وطن ممتد في خارطة العالم ، كان يمكن بتلك المليارات المهدرة ، تحويل الوطن الي نموذج تتوق إليه الدول .
في خضم تلك الحرب المستعرة، دفعت ولايات بعينها الثمن غاليا ، وكانت الخرطوم صاحبة النصيب الأكبر في تلك الفاتورة الباهظة ، تولي عنها من أدعي أنها بلا أهل وصاحب ، سخروا من أهلها الذين تعمقت جذورهم في رحم الأرض منذ مئات السنين ، وتركوهم يواجهون مصيرا مجهولا، تتقاذفهم البنادق والاسلحة بلا رحمة ، يحملون أكفانهم علي راحتيهم ، ويلقون بها الي مهاوي الردي كلما دقت عقارب الساعة الموت الغادر يطاردهم فلا أمان في كل طرقاتها ومجالسها ، عكفت الخرطوم علي جراحاتها و اوجاعها تضمدها لوحدها دون مغيث أو منقذ لها ، صبر أهل الخرطوم علي ويلات الحرب ، كما صبروا علي أم شعيفة وحر السموم ، وحتي الذين قاسموها نعيمها وأمانها أداروا ظهورهم عنها ولم يفكروا حتي في مساعدتها ، وفي المقابل صمتت حكومة الدولة التي إنتقلت الي ولاية البحر الأحمر بكامل عتادها وعدتها لتكون بورتسودان العاصمة الإدارية كبديل لها، تاركين الخرطوم تكابد ويلات العيش العسير ، وهم في مجالسهم الرحيبة والرطيبة، يعزفون نغمة (تعثر إيجاد المسارات الآمنة) ، التي جعلوها الذريعة ، والحجة الواهية التي يتحججون بها لإخفاء عجزهم وضعفهم من نُصرة أهل الخرطوم الذين يدخلون شهرهم الثالث وقد تعثر معاشهم ، وقلة مئونتهم ، وهم في صمودهم حتي نافسوا النعام والأبل في تحمل الجوع ، وبالمثل حكومتهم المبجلة لم تستشعر معاناتهم ، ولم تسعي وزارة المالية في رفع الحرج عنهم بإيجاد خطط بديلة أو كما يقال عند الكارثة plan B or C , إن لم يمت قاطني الخرطوم بالدانات ، حتما سيموتون جوعا ، وهم بذلك يسددون عن الحكومة الإدارية فاتورة الحرب ، وهم يتقاسمون مع القوات المسلحة السودانية الباسلة الصمود والصبر وتقاسم الخنادق. فصبرا يا أهل الخرطوم الذين لايعرفون وطنا وسكنا غيرها ، صبرا ياقاطنيها الصامدين المتمسكين بالبقاء رغم العناء ، ثقوا أن لكم رب سيحميكم وهو المسهل لكل عسير ، وقاسي ، وأن عجزت الهدنة عن توفير المسارات الآمنة ،، فإن توكيل الأمور لله سيجعل من كل ضيق مخرجا.
رؤي أخيرة
وغدا تعود الخرطوم ،، تحكي حكاية الخذلان. ..