منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تاج الدين بشير نيام يكتب : في وداع الشيخ الوقور بروفسير الحبر يوسف نور الدائم

0

نعي الناعي وفاة الشيخ الوقور
البروفسور العلامة الحبر يوسف نور الدائم
نسأل الله أن يوسع مرقده ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا.

فقد كان الشيخ العلامة عالما في الدين و اللغة العربية بفروعه من من شعر ونثر والخ

يرجع معرفتي بالشيخ الجليل الرفيع المقام في يوم الخميس من شهر يونيو من عام 1984عندما اخذني عضو دائرة “شنقل طوباي” في المجلس الوطني المهندس حبيب حمدون الي داره بامدرمان لحضور احد دروسه، فكان ذلك بداية معرفتي ووقاري للعلامة رحمه الله تعالي.
حينها كنت قد هممت بالسفر الي ولاية اعالي النيل في جنوب السودان لزيارة منطقة
” فشودة” حاضرة قبيلة الشلك التي يسميها الجنوبيون ” اهل الملك” و هي قبيلة مسالمة و متعلمة و قليل العداوة للاخرين،و تتداخل مع الجميع و تلقي الاحترام من الجميع كذلك.
الغريب رغم ان معرفتي بالشيخ الوقور لم تتجاوز اسبوعين من الزمان و لكنه سحرني بطريقته في الدروس فكنت اقرا كتبه و اتابع تسجيلاته من جنوبنا الحبيب.

و اعجبت اكثر بدروسه في شهر الرمضان المعظم الذي يقدم القديم الجديد من العقيدة و الفقه والعبادات بطريقة فريدة. لعل بعض المؤسسات العلمية تحتاج ان تدرس بطريقة الشيخ الحبر و مساهماته في تشكيل الوجدان السودان بصورة عامة. وعليه
كنت اعتبر نفسي احد مريديه:
فمن احد اسباب إعجابي بالشيخ الوقور ليس نابعًا فقط من اختياره للشعر الرصين المعبر ولكن ايضا طريقة القائه كانت فريدة و لغته التي كانت تجمع بين الفصحي والعامية، و نبرته ، و حركاته، و اشاراته يجعلك كانك تراه امامك وهو يتحدث من المذياع.
واذا تابعت دروسه في التلفزيون فتظل مشدودا الي نهاية درسه.

وزاد اعجابي بالشيخ الوقور ايضا بعد تعرفي على ابنه الدكتور محمد الحبر قبل ثلاث سنوات، وهو شبيه ابيه في الادب و الرزانة و حسن الخلق و التعامل.

وقد حزنت مثل الملايين من السودانيين علي استشهاد إبنه الاصغر في العام الماضي غرقا، و الشعر الذي كتبه الشيخ تعبيرا علي قبوله بقضاء الله و قدره و حزنه علي فراق اصغر ابنائه، و للسودانيين قصص في الابن الاكبر والاصغر. كان شعر الشيخ حزينا و معبرا و خالصا
ذكرنا بموقف و حزن نبي الله يعقوب علي فراق ابنه يوسف عليه السلام، فتعاطف معه الملايين من الداخل و خارج السودان رحمهما الله معا.

و لكنا لا ندري اقدار الله تعالي في الارض انه الشيخ نفسه كان في انتظار لقاء الموت المحتوم ،فقد انتقل الي دار الخلود اول امس راضيا مرضيا ان شاءالله تعالى

فقد سمعناه و عرفناه و تابعناه شيخا وقورا و شاعرا مرهفا وابا رحيما و عضو بارز في الحركة العلمية والثقافية في الجامعات والمعاهد العليا وفي الندوات الاقليمية والدولية يستمع اليه الصغار والكبار لحسن إختياره للمواد والقائه.

اللهم لا نزكيه و قد نزل بك ضيفا وانت اكرم الاكرمين وانت عالم بعبدك و شيخنا الحبر يوسف نورالدائم منا جميعا لانه عبدك علمته تاويل الحديث والعلم ونشهد انه نقله للجميع بصدق و أمانة

اللهم اجعل علمه احد اسباب شفاعتك للشيخ و عملا غير منقطع فقد كان علمه نافعا وداره واسعا.

اللهم نتضرع اليك و نحن وعائلته، ابنائه، طلابه، محبيه، و معجبيه، منتفعي علمه؛
ان تغفر له و ترحمه وتوسع له في قبره و تبعثه مع الصديقين والشهداء وحسنت اولئك رفيقا.

عزائنا انه مات حيث يقيم في ام درمان
الذي عشقه مكانا و شعبا و اذاعة و معهدا علميا و مساجد علم و معرفة

و لقد عرفت ام درمان الشيخ الحبر مصلحا اجتماعيا، و عالما جليلا مسجلا الحضور حيث يتوقعه الجميع.

اللهم الزم الصبر لاهله و اقاربه و جيرانه و طلابه وجميع معارفه في الداخل والخارج.
اللهم بارك في عقبه الي قيام الساعة امة بعضها من بعض يا ودود و يا كريم و انت الجواد الرحيم.
ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا اليه راجعون

تاج الدين بشير نيام
احد ابنائك و محبيك
22.11.2023
10.05.1445 Hijryia

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.