منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عميد شرطة د.شنان محمد الخليل يكتب : *برسل ليك تهاني… من دار الإذاعة!!*

0

عميد شرطة د.شنان محمد الخليل يكتب :

*برسل ليك تهاني… من دار الإذاعة!!*

رمضان هذا…كان عيداً للوطن …بكل مذاق الفرحة و الإنتصار الذي تحقق في غرته …. فبعد 333 يوماً ظلت فيه مباني الإذاعة تحت دنس المليشيا المتمردة… وبعد 333 يوم غابت فيه مفردة (هنا امدرمان… الاستديوهات الرئيسية لإذاعة جمهورية السودان) ها هي المفردة تعود بفرح وفخر ونشوة… ففي فجر اليوم الثاني من رمضان… ومع خيوط الفجر الاولى طوى الجزيرة حتى جاءني الخبر…فقد بدأت الاحتفالات في الوسائط باكراً…وانتصرت إرادة الامة السودانية… انتصرت على دويلات الشر و دولاراتهم …
على عبيدهم و آلياتهم…
والإذاعة السودانية كانت أداة مثاقفة واسعة الطيف تقوم بدورها التثقيفي في شت المجالات علوم ومعارف وخبرات.. كما كانت من ممسكات الوحدة الوطنية لوطن مترامي الأطراف متعدد الثقافات والمشارب… ولذلك كانت رمزيتها تلك… وعندما تسرب خبر تحريرها فجراً… جاءني صوت المذياع من تلافيف الذاكرة… (هنا امدرمان… وقد اعلنت شارة ضبط الوقت فيها تمام السادسة صباحاً)…
إذاعة صوت الامة السودانية…
وخرج إلي صوت الشيخ محمد بابكر وهو يتلو سورة (ق) أو الشيخ عوض عمر الامام والشيخ صديق احمد حمدون… وتلاوة الصباح… خرج إلي صوت الشيخ عبدالجبار المبارك وهو يحكي (من احداث القرون)… والشيخ السماني احمد عالم وهو ينشد يا راحلين إلى منىً بغيابي… هيجتموا يوم الرحيل فؤادي… وخرج الي من الذاكرة صوت عبدالرحمن احمد ونشرة العاشرة صباحاً يوم الجمعة… وخرج إلي شعار برنامج من ربوع السودان مساء الأربعاء… (من امدر ياربوع سوداننا نحييك وانت كل آمالنا… في غربك عروس الرمال وفي شرقك آية جمال ..في جنوبك واسع مجال يا حلاة رطبك في الشمال)و قرشي محمد حسن وسهرة الجمعة مع المديح النبوي…
وتناهى إلي سمعي برنامج حقيبة الفن وعوض بابكر(جلسن شوف يا حلاتن).. ومايطلبه المستمعون… ومحاسن سيف الدين…
وعالم الرياضة…
(رسالة كسلا من عبدالجليل محمد عبدالجليل… رسالة الحصاحيصا من عصام الدين الدرديري… رسالة الدويم من محمد عبد الماجد… رابطة ابوسعد من فضل ابوعاصم… رابطة الصحافة من الشيخ درار سعد… رابطة اركويت من فاروق ابراهيم)… ثم جال بخاطري منظر الوالد رحمه الله وهو على سريره في وسط الحوش والراديو الكبير باللون السماوي ماركة ناشيونال اسفل السرير والاستاذ علي الحسن مالك ينقل وصفاً حياً لمباراة السودان وكينيا في دورة التحدي من مدينة موانزا اليوغندية… والطقس في موانزا قبل المباراة… وتذكرت منظري انا واخوتي الصغار ونحن متحلقين حول الراديو يوم الجمعة ونحن نستمع لبرنامج ركن الاطفال… يقدمه عمكم مختار… و… (نكككككتة)…
وطاف بخاطري ان اكبر نكتة هي محاولة هؤلاء الاوباش محو ذاكرة الامة السودانية…
فالإذاعة السودانية كانت في وجداننا حضوراً “كامل الدسم” …وكانت قمراً كامل الإستدارة …فضي البريق ….شديد اللمعان.
لذلك وفي هذا الصباح الجميل صباح الثاني من رمضان …صار العيد يوم ثأر من الجراح التي حاولت المساس بكبرياء وكرامة الوطن والعبث بذاكرة الامة…
و مع تباشير ذلك الفجر كانت الذاكرة الجمعية المختزنة للوطن بمكتبة الإذاعة تستخرج وتقلب صوت وصورة وذكرى محمود ابوالعزائم وعائشة الفلاتية وعثمان حسين وعمر عثمان وعمر الجزلي وفراج الطيب… وبروفيسور عبدالله الطيب… ومحمد عمر الرباطابي!!
إن تحرير الإذاعة من دنس هؤلاء الاوباش بلا شك هو خير استهلال لتحرير الوطن كله من هذا الفيروس المخلق في معامل أجهزة المخابرات التي لاتريد للوطن الا الدمار والخراب… وإن تحرير مباني الإذاعة التلفزيون هو رمزية فيها “محدقات” ومشهيات ومقبلات لاحتفال الوطن بالتعافي…
فالتحية لأبطال القوات المسلحة وقوات العمل الخاص وشرطة الاحتياطي المركزي و المستنفرين وهم يحررون الإرادة الوطنية وذاكرة الامة…
التحية لهم وهم يزحفون فجراً وفخراً…وقد تداعى لسمعهم صوت من داخل مباني الاذاعة…
صوت ابوداؤود “الفينا مشهودة… عارفانا المكارم نحن بنقودا.. والحارة بنخوضا”… و” المدفع الرزام “… التحية لهم وهم يحاصرون الاوباش وقد خاطبوهم… “أرانب الكنيتة قلوبكو مالها ميتة… انحن نستفزو.. تتضاروا في اللعيتة”
كانت ألحانهم “مردوما”… ودليباً وجراري و(دلوكة)…وعرضوا “صقرية” …واستعرضوا القوة …لغةً يفهمها العدو… غنوا مع دوشكاتهم …و “تبوا” فوق هاوزراتهم … وعرضوا واستعرضوا بـ” آر بي جيهاتهم” …
و دخلوها حمرة عين.
مبروووك.
*عميد شرطة د. شنان محمد الخليل*
القاهرة 13 مارس 2024 م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.