منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*السيرة النبوية … الحلقه الثالثة و العشرون*

0

481- في 10 رمضان من السنة 8 هـ وقع أعظم فتح في الإسلام فتح مكة ، وكان يوماً مشهوداً ، أعز الله به دينه ورسوله ﷺ .

482- وكان سبب هذا الفتح العظيم هو غدر بَني بكر وقريش لخزاعة التي دخلت في حلف النبي ﷺ يوم الحُديبية ، فقتلوا منهم 20 رجلا.

483- فخرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على النبي ﷺ المدينة ، فوقف عليه وهو في المسجد ، وأخبره خبر الغدر كاملاً .

484- فقال رسول الله ﷺ : “ نُصِرْت ياعمرو بن سالم „.ثم خرج من مكة وَفْد من خُزاعة وأخبروا رسول الله ﷺ بالخبر.

485- خافت قريش من هذا الغدر ، وأرسلت أبا سفيان ليُجدد الصُلح مع رسول الله ﷺ ، فلم يخرج منه بشيء ، ورجع أبوسفيان خائباً .

486- تهيأ رسول الله ﷺ للفتح العظيم ، وسأل ربه أن يُعْمي عن قريش خبره ، فقال : “ اللهم خُذ العيون والأخبار عن قريش „.

487- وأمر رسول الله ﷺ أصحابه بالخروج ، كما أرسل إلى كل القبائل المسلمة أن يَتجهزوا للخروج معه .

488- تجمع للنبي ﷺ 10 آلاف ، وهو أكبر جيش يتجمع للمسلمين من بعثته ﷺ ، وكان خروجه ﷺ من المدينة يوم 10 رمضان سنة 8 هـ .

489- في طريقه ﷺ إلى مكة لقيه ابن عمه أبوسفيان بن الحارث ، وابن عمته عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة مسلمين .

490- واصل النبي ﷺ طريقه إلى مكة وهو صائم ، والناس معه صيام ، وقد صَبَّ رسول الله ﷺ الماء على رأسه ووجهه من شدة العطش .

491- فلما بلغ رسول الله ﷺ الكَديدَ وهو ماء بين عُسْفَان وقُديد ، قال لأصحابه :“ إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم „.

492- فأفطر رسول الله ﷺ ، وأفطر الناس ، فكانت رُخْصَة ، ثم دعا رسول الله ﷺ بإناء ، فشرب نهاراً ليراه الناس .

493- ولما بلغ رسول الله ﷺ الجُحْفَة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب مُهاجرا بأهله وعياله إلى المدينة ، ففرح به النبي ﷺ .

494- وما كان العباس رضي الله عنه يعلم بقدوم جيش المسلمين ، وهو آخر من هاجر إلى المدينة ، لأن بعده فُتحت مكة وانقطعت الهجرة.

495- قال رسول الله ﷺ : “ لا هجرة بعد الفتح – أي فتح مكة – „.والمقصود بالهجرة في الحديث الهجرة الخاصة من مكة إلى المدينة .

496- حديث : “ ياعم اطمئن فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة كما أنا خاتم النَّبيِّين في النُّبوة „.رواه أحمد بإسناد ضعيف جداً.

497- أكمل رسول الله ﷺ طريقه إلى مكة ، فلما وصل إلى منطقة الظهران عشاءً ، أمر أصحابه بإيقاد النيران ، فأوقدوا النار .

498- وكان الله سبحانه قد أخذ العُيُون عن قريش ، فانقطعت أخبار النبي ﷺ عنهم تماماً ، ولا يَدرون ما سيفعل النبي ﷺ بغدرهم .

499- فخرج أبو سفيان ، وحكيم بن حِزام ، وبُديل بن وَرقاء رضي الله عنهم – وكلهم أسلم بعد الفتح – يبحثون عن الأخبار .

500- فخرجوا من مكة ، حتى أتوا مَر الظهران ، وإذا بهم يرون نيران كثيرة – 10 آلاف مقاتل – ففزعوا منها فزعاً شديداً .

501- في هذه الفترة كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يبحث عن أحد يُخبر قريشا بأمر النبي ﷺ ، حتى تَستسلم قريش ولا تُقاتل.

502- فرأى العباس أباسفيان سيد مكة ومعه حكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء ، فأقنع العباس أبا سفيان بالاستسلام وأن لا تُقاتل قريش.

503- فلما رأى أبوسفيان حجم جيش النبي ﷺ 10 آلاف مُقاتل ، عَلِمَ أنه لا طاقة له بقتال النبي ﷺ ، ووافق على الاستسلام .

504- فذهب العباس بأبي سفيان إلى النبي ﷺ ، فلما دخل أبوسفيان على النبي ﷺ، دعاه النبي ﷺ إلى الإسلام فأسلم.

505- ثم قال النبي ﷺ لأبي سفيان : “ مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومَن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن „.

506- ثم انطلق أبوسفيان الى أهل مكة ، وأخبرهم خبر النبي ﷺ ، وأنه لا طاقة لأحد به ، وأنه لا نَجاة لأحد يَخرج مِن بيته .

507- هنا أمر النبي ﷺ بالتحرك لدخول مكة ، وقال لأصحابه : “ لا تُقاتلوا إلا من قاتلكم ، ونَهاهم عن قَتْل النساء والصبيان „.

508- ثم دخل النبي ﷺ مكة من أعلاها من كَدَاء في كتيبته الخضراء وذلك يوم الجمعة 19 رمضان من السنة 8 هـ ، وكان يوماً مشهوداً..

غدا ان شاء الله الحلقة الرابعة عشرون.

اللهم صل وسلم علي نبينا محمد عدد ما ذاكره الذكروان
وغفل عن ذكره الغافلون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.