نايلة علي محمد الخليفة تكتب: *من الأمس ..عقار ياحكمدار*
زاوية خاصة
تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة ، بالأمس السيد مالك عقار ، عما دار في الإتصال بين رئيس مجلس السيادة ووزير الخارجية الامريكي ، حول استئناف منبر جدة كانت بمثابة البلسم ، الذي وُضِع فوق جراح السودانيين.
النبرة التي تحدث بها عقار والعبارات التي حرص على إختيارها ، بعثت الدفء في جسد الوطن ، وأشعرت محمد أحمد وادروب وآدمو ومحمد صالح ، بروح الفخر ولغة الرجال ومواقف الأبطال ، التي توارت عن لغة الساسة لسنوات خلت.
ظن بلينكن بهذه المكالمة أن السودان ، كالخادمة المطيعة ، التي تأتمر بأمر سيدتها أمريكا ، وترفع لها فروض الولاء والطاعة ، ثم تُطأط رأسها وترد حسنا ، سنذهب إلى حيث ما أردتم ، مثلما طلبتم ولن نرد لكم أمراً.
جاء رد السودان صادما للولايات المتحدة الأمريكية ، لدرجة ان القائم بأعمال سفارتها السابق ، إمتعض من التعامل الإفريقي مع بلاده.
أمريكا بعد أن شعرت بالخطر ، على نفوذها في السودان بدأت التحرك ، لإيقاف عجلة تطبيع علاقات السودان شرقا ، من غريمتها روسيا والتقارب السوداني ، التركي الإيراني.
كل أشكال التقارب بين السودان ، وهذه المحاور مهدد لعرش النفوذ الأمريكي في أفريقيا ، هذا العرش الذي تآكل أساسه بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة ، ودعمها لحركات التمرد على حساب الجيوش الوطنية في أفريقيا ، والسودان وليبيا يقفان شاهدا على هذه السياسة العرجاء.
الموقف السوداني الذي صدر عن الرجل الثاني في الدولة ، وجدا إرتياحاً وسط الشعب ، وأصبحت عباراته تريند السوشل ميديا (الإعلام الجديد)”لا ماشين جدة ولا جدادة” كما أصبحت حكاوي العامة في خطوط المواصلات ، والقهاوي ، قالها أحدهم بعفوية وهو يرتشف فنجان القهوة ويحمل موبايله بيده اليمني ، يستمع لخطاب عقار وسط إنفعال زبائن المقهي ، فينتصب الرجل قائماً من مقعده ، ويهتف ينصر دينك عقار ياحكمدار.
هذا المشهد فقط يؤكد أن السودان أسد لن تروضه المؤامرات ، وأن أبنائه يرفضون الذل من أي جهة كانت ، ولو وقع على أعدائهم فكيف يرتضونه لأنفسهم….لنا عودة.
….
#منصة_اشواق_السودان