منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. محمد بشير عبادي يكتب : *الحُبْ*

0

قطايف

هو شعور عميق بالارتباط والاهتمام والرعاية تجاه شخص آخر،هو قوة إيجابية تجمع بين الأشخاص وتجلب السعادة والراحة النفسية، مركز الحب في القلب وفي الإسلام يُشير مصطلح “القلب” إلى المركز الروحي والعاطفي الذي يُستخدم للإشارة إلى النية والإيمان والتوجه الروحي،يقول الله تعالى في محكم تنزيله:”ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشّقّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون” (البقرة: 74).
هناك العديد من أنواع الحب،كالحب العذري نسبة لقبيلة حملت اسم “عُذرة”، كانت موجودة في عصر الجاهلية، اشتهر أبناؤها برقة مشاعرهم وكثرة العشاق منهم،كذلك يوجد الحب الأسري والصداقة والحب للإنسانية والخير وحب الأوطان، هناك أيضاََ حب الذات والحب الروحي وحب الطبيعة وحب العمل والإبداع،هناك الحب العابر للثقافات وحب الحيوانات والطبيعة ولكن تظل المودة هي المعنى الأعمق للحب، فهي ترجمته إلى سلوك، لذلك جعلها الله عز وجل رباطاََ قوياََ بين الأزواج لأن فيها الحب والسكن والرحمة، فهي سلوك حسن متبادل به تستقر الحياة الزوجية وتزدهر، يقول تعالى:”وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”، (الروم:21).
بعض الأمثلة التي وردت فيها كلمة الحُب في القرآن الكريم:
” وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”(البقرة: 195)،” وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة: 222)،” بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ” (آل عمران: 76).. هذه الآيات تُظهر بعض صفات من يحبهم الله (المحسنين / المتطهرين / المتقين)، التي يحث الله عز وجل، على الاتصاف بها لنكون ممن يحبهم ويرضى عنهم في الحياة الدنيا والآخرة.
أشهر قصص الحب في التاريخ كانت بين” روميو” و” جولييت” وهي قصة حب مأساوية كتبها “وليام شكسبير”،تدور حول حب بين روميو وجولييت، من عائلتين متناحرتين في مدينة “فيرونا” الإيطالية،يعاني الزوجان من التحديات والصراعات بسبب خلافات عائلاتهما وتنتهي القصة بمأساة حزينة، إذ إعتقد روميو أن جولييت ماتت، فيأخذ سماََ ليموت إلى جانبها وعندما تستيقظ جولييت وتجده ميتاََ، تقوم هي أيضاََ بتناول السم،أما قصة “أنطوان”و “كليوباترا”، فهما الزعيمان السياسيان والعاشقان الشهيران في مصر القديمة،كليوباترا كانت ملكة مصر وأنطوان كان جنرالاََ رومانياََ،قصتهما تتضمن الحب والخيانة والصراعات السياسية وتنتهي بمأساة،حيث قام كل منهما بالإنتحار بعد هزيمتهما في حرب أكتافيوس، أما قصة “قيس بن الملوح” و”ليلى العامرية”، هي قصة حب عربية مشهورة، تروي الحب العميق بين قيس وليلى والذي تحول إلى أسطورة حب، تتضمن القصة عواقب مأساوية بسبب العوائق التي واجهتهما وتعكس قوة العاطفة والولاء في وجه التحديات وكانت نهايتها مأساوية بجنون قيس ثم موته وزواج ليلى من رجل آخر.
فى شرق السودان، كانت قصة “تاجوج” و”المحلق” وهما شخصيتان من الأساطير والقصص الشعبية، تختلف الروايات حولها، مثلها وقصة قيس وليلى وقد تم إنتاج القصة في فيلم روائي سوداني عام 1977م، حمل عنوان(تاجوج)،بطولة الفنان “صلاح بن البادية” ، سيناريو وإخراج “جادالله جبارة ، يعد من أفضل الأفلام الأفريقية ونال جوائز إقليمية وعالمية.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.