منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. محمد بشير عبادي يكتب : المعايير

0

د. محمد بشير عبادي يكتب :

المعايير

لغةََ جمع معيار والمعيار أو العيار، كلمة عربية و”العِيار” من الفعل “عايَرَ” الذي مصدره الفِعال والمُفاعَلة: العِيار والمُعايرة وهو كل ما يُقاسُ به، أو يُقَدَّر به: كَيل، أو وزن، أو قيمة وإصطلاحاََ المعايير تعني، مجموعة من القواعد أو المقاييس التي تستخدم لتحديد ما إذا كان شئ ما يفي بالمتطلبات أو الجودة المطلوبة وهي تستخدم في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الصناعة والتعليم والصحة وغيرها لضمان التوافق مع القواعد المحددة.
مثال على ذلك، المعايير البيئية التي تحدد ما إذا كانت الشركات تلتزم بالقوانين واللوائح الموضوعة لحماية البيئة،أو المعايير الصحية التي تقرر ما إذا كانت المنتجات الغذائية تفي بالإشتراطات الصحية والنظافة..المعايير عادة ما تكون مجموعة من القواعد قد تشمل خطوات محددة أو نظم للضمان والرقابة، ولكنها في الأساس تعتبر مجموعة من المعايير يجب الالتزام بها.
من أشهر المعايير:ISO وهو اختصار لـ “International Organization for Standardization” وهي المنظمة الدولية للمقاييس، التي تعمل على تطوير ونشر المعايير الصناعية والتجارية الدولية، لضمان جودة إدارة المؤسسات وهناك معيار HACCP: هو اختصار لـ “Hazard Analysis and Critical Control Points” وهو نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة ويستخدم لضمان سلامة الغذاء من خلال تحديد ومراقبة المخاطر الصحية في عمليات إنتاج الغذاء،أما معيار ASTM هو إختصار ل “American Society for Testing and Material” ،يعني “الجمعية الأمريكية للاختبارات والمواد”، وهي منظمة تطوير المعايير التقنية في الولايات المتحدة الأمريكية ،لتحديد معايير الجودة في المواد والمنتجات،من المعايير أيضاََ معيار GDPR وهو اختصار ل General Data” Protection Regulation” in the European Union.
تعني “اللائحة العامة لحماية البيانات” في الاتحاد الأوروبي وهي مجموعة من القوانين التي تنظم حماية البيانات الشخصية والخصوصية للأفراد وتنظيم استخدامها.. هذه بعض الأمثلة على المعايير التي تستخدم على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من القطاعات.
هناك معايير أخرى، تشمل مجموعة من المبادئ والقواعد التي يجب اتباعها في إجراء البحوث العلمية،مثل الشفافية والنزاهة وضرورة استخدام منهجيات علمية موثوقة وموضوعية وضرورة احترام حقوق المشاركين في الدراسات والإجراءات المنهجية للبحوث نفسها تعتبر جزءاََ من المعايير العلمية..هذه الإجراءات تشمل استخدام أدوات منهجية وموضوعية مناسبة في جمع البيانات وتحليلها،للخروج بنتائج وتوصيات تعمل على تحقيق الأهداف التي من أجلها كانت خطة إعداد البحث المعين.
إن تطبيق المعايير يساعد في ضمان جودة المنتجات والخدمات ويسهل التوافق مع اللوائح في كافة المجالات، كما يساهم في تحسين الكفاءة وتقليل المخاطر.
يمكن أن يكون لعدم وجود معايير وتطبيقها أثر اقتصادي سلبي على الشركات والصناعات والخدمات، حيث قد يزيد ذلك من تكاليف الإنتاج والصادرات ويؤدي إلى فقدان الثقة لدى المستهلكين والشركات المستوردة ومن الناحية المجتمعية، عدم وجود معايير وتطبيقها يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على سلامة المستهلكين وصحتهم وقد يؤدي إلى زيادة الخطر على البيئة والمجتمع بشكل عام.
الإسلام يحث على تجويد العمل، أي أداءه بأفضل طريقة ممكنة وبأقصى قدر من الاتقان والاجتهاد، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:”وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”،(البقرة، 195)،إن مفهوم الإحسان وردت مشتقاته في القرآن الكريم مرات كثيرة، تارة بصيغة المصدر وتارة بصيغ الفاعل ولم ترد بصيغة الأمر إلا مرة واحدة مخاطباً فيها الجماعة وهو ما ورد في الآية والإحسان في اللغة، من أحسن: فعل ما هو حسن وأحسن الشئ أجاد صنعه، والإحسان بمعنى النصح في العبادة وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها وعُرّف الإحسان بأنه: “إحكام العمل وإتقانه ومقابلة الخير بأكثر منه والشر بأقل منه”،فالإحسان في العمل ذو شقين، الأول استعمال أقصى درجات المهارة والإتقان فيه وأما الشق الثاني فهو التوجه بالعمل لله عز وجل وبالإجمال فإن الإحسان يتضمن معنى التمام والإكمال وفعل الشئ الجيد وإتقان العمل وإخلاصه لله عز وجل وبذلك تكون الجودة مظهراً من مظاهر الإحسان وثمرة من ثماره،عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” (رواه الطبراني).

#منصةـاشواقـالسودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.