موسى داؤود يحي يكتب :
*الفريق البرهان: ملحمة القيادة والخلود في سفر الوطن*
………..
موسى داؤود يحي
مساعد الرئيس الناطق الرسمي بإسم حركة تحرير السودان المجلس القيادي
بورتسودان
الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الشجاعة والفداء، رجل لا يعرف الانكسار، يجسد معاني البسالة والعزة، يسير بخطى واثقة في دروب النصر، يكتب التاريخ بحروف من دم وعرق، قائد تماهت روحه مع تراب الوطن، فكانت كل معركة يخوضها شهادةً على إخلاصه، وكل خطوة يخطوها طريقًا نحو التحرير، وعندما حطت طائرته على مدرج مطار الخرطوم، لم يكن مجرد هبوط، بل كان انحناءة شكر وسجود نصر، لحظة فارقة في سجل السودان، تعانقت فيها الأرض والسماء، ودوّى صدى التكبيرات في أرجاء البلاد، إنه البرهان، الرجل الذي حمل على عاتقه مسؤولية وطن، وقاد سفينته وسط أعاصير الغدر والمؤامرات، متسلحًا بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين، كان في قلب المعركة، صامدًا عند النقطة صفر، لم يخشَ المخاطر ولم يساوم على شرف القيادة، بل وقف كالطود الأشم، يقود جنوده في معركة الوجود، فكان أول المدافعين وأول المقاتلين، واستحال منزله في القيادة العامة إلى معقل للصمود، ومهدٍ لانطلاقة شرارة المقاومة، وفي لحظة كان الأعداء يظنونها حاسمة، انتفض البرهان ومن معه، قلبوا الطاولة على المخططات الجهنمية، وبددوا أوهام المرتزقة، كان يعلم أن الحرب سجال، وأن النصر صبر ساعة، فلم يتسرع، بل رسم خططه بحكمة وصبر، واستلهم من تاريخ السودان دروس البطولة، ليبهر العالم بنظرية “الحفر بالإبرة”، ذلك النهج الفريد الذي قلب الموازين العسكرية، وأربك أعتى الخبراء، ولم يكن ذلك إلا ثمرة إيمان مطلق بوطنه، وثقة في جيشه، وإدراك بأن الحرية تؤخذ ولا تُمنح، وأن العزة تُنال بالدماء لا بالمساومات، وعندما أطل من القصر الجمهوري، بعد شهور من التحدي، كان ذلك إعلانًا لزوال الغمة، وتحرير العاصمة من دنس المليشيات، كان السودان في تلك اللحظة ينهض من جديد، يداوي جراحه، ويلملم أشلاءه، ويبني على أنقاض الحرب صرح المجد، فهنيئًا للوطن بقائده، وهنيئًا للبرهان بوطنه الذي أبى إلا أن يظل حرًا أبيًا، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السودان، كقائد لم يحنِ هامته إلا لله، ولم يعرف في قاموسه إلا النصر والعزة والكرامة.
