تقرير اسماعيل جبريل تيسو : / *تطور قوبل بسخرية لاذعة وانتقادات واسعة في جبال النوبة،،* *حميدتي رئيساً للحلو،، مهزلة، وتذويب للقضايا التأريخية.*
*تطور قوبل بسخرية لاذعة وانتقادات واسعة في جبال النوبة،،* *حميدتي رئيساً للحلو،، مهزلة، وتذويب للقضايا التأريخية.* *الحلو يعرِّض تأريخه النضالي للانتحار بجلوسه في الصفوف الخلفية.* *هل ناضلت الحركة من أجل المناصب، أم لرفع الظلم عن المهمشين؟.* *توقعات بثورة تصحيحية داخل الحركة الشعبية لتصحيح الوضع المُخل.* تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
*تطور قوبل بسخرية لاذعة وانتقادات واسعة في جبال النوبة،،*
*حميدتي رئيساً للحلو،، مهزلة، وتذويب للقضايا التأريخية.*
*الحلو يعرِّض تأريخه النضالي للانتحار بجلوسه في الصفوف الخلفية.*
*هل ناضلت الحركة من أجل المناصب، أم لرفع الظلم عن المهمشين؟.*
*توقعات بثورة تصحيحية داخل الحركة الشعبية لتصحيح الوضع المُخل.*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
وصفت أوساط سياسية واجتماعية من مثقفي وناشطي ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، مخرجات إعلان ما يُسمى بـ”الحكومة الموازية” التابعة لتحالف السودان التأسيسي، بالمهزلة السياسية، وأعربوا عن امتعاضهم وخيبة أملهم من وضع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال في منظومة التشكيل الذي يمثل حسب تعبيرهم أكبر المفارقات العبثية في تأريخ السياسة السودانية التي قلبت موازين النضال، وأهدرت تضحيات العقود الطويلة، وأبدوا دهشتهم البالغة بأن يكون القائد عبد العزيز الحلو بتأريخه السياسي والنضالي ضد الحكومات المركزية المتعاقبة في الخرطوم، نائباً لمحمد حمدان دقلو ” حميدتي” صاحب التجربة الضعيفة في مسرح الحياة السياسة، وميادين العمل العسكري، وزادوا في تعليقهم على تشكيل ما يُسمى بحكومة تأسيس: ” تمخَّض الجمل فولد فأراً”.
“أم جُركُم ما بتاكل خريفين”:
وكان التشكيل النهائي لما يُسمى بالحكومة الموازية لتحالف السودان التأسيسي قد جاء بقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة في دارفور والخرطوم ومناطق أخرى، رئيسًا للحكومة الموازية، في حين وُضع عبد العزيز الحلو في موقع التابع والمتلقَّي للتوجيهات والأوامر، وهو الذي قضى أكثر من 40 عاماً خارجاً على سلطة الدولة، ومتمرداً في وجه حكومات المركز، رافعاً شعارات برّاقة باسم المهمشين والمظلومين، ورأي الكثير من الناشطين في إقليم جبال النوبة، أن في الخطوة انقلاباً في معادلة السياسة، وردة في قضايا النضال، وثورةً مضادة في مجمل خطاب الهامش، قبل أن تكون ضعفاً في شخصية وكارزيما عبد العزيز الحلو الذي عرَّض تأريخه الكبير لهذه المهزلة التي تمثل انتحاراً سياسياً لقائد ارتضى لنفسه القنوع والجلوس في الصفوف الخلفية، بعد أن كان ملء السمع والبصر والفؤاد، تعرفه ميادين النضال، ومسارح العمليات في أدغال جبال النوبة، وأحراش النيل الأزرق، وغابات جنوب السودان، ولكن الواضح أن الرجل اقتنع بأن ” أم جُركُم ما بتاكل خريفين”.
انكسار هيبة الحلو:
واعتصر الألم الكثير من ناشطي ومثقفي ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ممن تحدثوا للكرامة، منددين بخطوة عبد العزيز الحلو التي تعكس انكسار الهيبة الرمزية للرجل الذي ظل لعقود طويلة أيقونةً للصمود والمواجهة، ولكنه يظهر اليوم في ثوب الحليف الثانوي الذليل في حكومة يرأسها شخص لا يفقه شيئاً في النضال الثوري للتحرر من هيمنة المركز، وتحقيق المساواة، والقضاء على الاستغلال والظلم الاجتماعي، واستعادة حقوق المناطق المهمشة، وقالوا إن موقف عبد العزيز الحلو قد أفرغ خطاب النضال من محتواه وهو يقبل بهذه الوضعية “المُهينة” ليكون تحت إمْرَة حميدتي الذي رفض الحلو نفسه أن يجلس معه قبل نحو أربع سنوات في طاولة واحدة للتفاوض في مدينة جوبا، متحججين بأن حميدتي غير مؤهل للتفاوض بشأن السلام عطفاً على ما ارتكبته ميليشياته من انتهاكات جسيمة ضد المدنيين العزل في دارفور، وتسأل البعض: كيف يمكن إقناع الجماهير في جبال النوبة بأن قادتهم ما زالوا ملتزمين بمطالب الهامش، وهم يضعون أيديهم في يد الميليشي دقلو الملطخة بدماء المهمشين؟، وأكد أخرون أن الحركة الشعبية قد خانت مبادئها حين جعلت رجلاً مثل حميدتي حاكماً عاماً على “الأراضي المحررة” في جبال النوبة والنيل الأزرق، إذ أصبح في سلطته التعيين والإقالة، واتخاذ القرارات بشأن مستقبل مناطق ظلت تحت سيطرة الحركة الشعبية لعدة عقود، متسائلين: هل كنا نحارب المركز من أجل حقوق المهمشين، أم نحاربه من أجل مناصب؟، وأضافوا ساخرين: “لقد قاتل الحلو أكثر من 40 سنةً، ليأتي في نهاية الأمر ويسلّم ” دقنو” لحميدتي!!”.
تذويب قضايا المنطقتين:
ويرى الأستاذ حذيفة عبد الله عمر، المتحدث الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، وأحد أبناء جبال النوبة الناشطين سياسياً واجتماعياً، أن عبد العزيز الحلو قد الباع الوهم لمنسوبيه في الحركة الشعبية بموافقته على هذا التشكيل الذي خرج للعلن فيما يسمى بحكومة تأسيس وسخر حذيفة في حديثه للكرامة أن تكون الحركة الشعبية بكل تأريخها النضالي مشاركة في السلطة الافتراضية في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق بنسبة 30%، فيما تحظى ميليشيا الدعم السريع بنسبة 70%، مما يعني أن مجموعة الحلو أصبحت أقلية في اتخاذ القرار السياسي في المنطقتين ناهيك عن باقي مستويات المشاركة بحسب وثيقة نيروبي الأمر الذي يعني تذويب القضايا التاريخية للمنطقتين، في مشروع أبوظبي فاقد الأهلية والمشروعية المشروعية، لتصبح قضايا الشعوب المهمشة في أيدي الميليشيات الإجرامية، وتوقع حذيفة ألا يستمر هذا الوضع المُستهجن والفضيحة طويلاً، في ظل تملل الكثير من الرفاق داخل منظومة الحركة الشعبية بحيث يمكن أن يؤدي الأمر إلى تفريخ تيارات داخل الحركة الشعبية، ترفض هذا التحالف المهين وتطالب بإعادة النظر في موقع الحركة من تحالف تأسيس، بل وربما تشهد صفوف الحركة انشقاقات جديدة، واصفاً الوضع بالمختل منذ لحظة تشكيل تحالف تأسيس غير المتجانس والذي يقوم على توازن هش، والني للنار.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فإن محصلة ما يجري داخل تحالف تأسيس، وعطفاً على مخرجات تشكيل ما يُسمى بالحكومة الموازية، ليس سوى محاولة سافرة لإعادة توظيف الشخوص على مسرح السلطة في السودان بما يخدم أجندة ميليشيا الدعم السريع وداعميها أولاً، ويمتص في المقابل حركات النضال والكفاح المسلح ضمن ترتيبات شكلية، باهظة الكلفة قدمت إهانة واضحة وفاضحة لتاريخ نضال شعوب جبال النوبة والنيل الأزرق، وعملت على تصفية سياسية لمشروع عبد العزيز الحلو من الداخل، ليبقى تصحيح هذه المهزلة التأريخية مرهوناً بصوت الشارع في المنطقتين، ووعي النخب “المستنيرة” داخل منظومة الحركة الشعبية لإعادة البوصلة، ومنع تحويل قادة الهامش إلى أدوات تُزِّين عرش حميدتي الحاكم بأمره، وهذا زمانك يا مهازل فامرحي.