عادل حسن يكتب : *مفاوضات تحت الصفر*
مساءات
في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مازالت اوراق التفاوض والاقلام الخضراء التوقيع ناصعة بيضاء لاشي عليها غير الطباعة الانيقة لمحضر وعنوان اسم المفاوضات ما بين طرفي النزاع في السودان
نعم في جدة بدات اول فكرة للمفاوضات تحت اكثر من اسم وايضا انتهت علي ذات الفكرة نعم جلس الفريق كباشي ورفقائه من الوفد السوداني حول مائدة التفاوض السعودية الدقيقة الترتيب والاهمية من الحكومة السعودية التي عرفت وتعي تماما خفايا واسرار القضية السودانية التي تمددت بالشهور
ان الفريق كباشي جنرال عميق الذكاء وله مميزات تفاوض علي شاكلة عسكرية وسياسية مما اكسب مفاوضات جدة الاخيرة خاصية الجدية والحسم بلا اهدار للوقت او النظر الي اوراق صغيرة دخلت الي قاعة التفاوض من الباب الخلقي
ان الجنرال شمس الدين كباشي وصل الي جدة ويعلم تماما بان ورقة الشعب السوداني وعيون اهل السودان هناك ينتظرونه علي كراسي القاعة الفخيمة والطلب او المطلب واحد وهو لا شي غير اخراج المتمردين ودحرهم ولا تفاوض مع لصوص ومتمردين يحتلون منازل المواطنين
نعم ان السؤال في الهواء الطلق ماهي قيمة المفاوضات بالنسبة للمواطن ان لم يعود الي دياره ووطنه من النزوح ولماذا اصلا التفاوض مع دخلاء واجانب ومرتزقة ولصوص يدمرون الخرطوم وهل من اتاك يحمل البندقية في ديارك تستقبله بالزهور قطعا لا يفني الحديد الا الحديد دعوا الجيش يواصل قتاله الشرس وبسالته المعهودة التي اذهلت العالم وهو يقاتل في اطول حروب المدن والخونة والعملاء واتركوا مفاوضات التخزيل جانبا حتي ولوجرت كل يوم في مدينة لا مانع لكن اللا تسكت بندقية الجيش السوداني العظيم الصبر والتكتيك العسكري
ان مثل هذه المفاوضات لا قيمة لها مثل نتجة المباراة الودية عند اهل الكورة والمهرجانات لانها ليست مفاوضات علي قضية وطنية لها اعتبارها من القانون والحقوق مثل مفاوضات جوزيف لاقو مع حكومة مايو التي طافت علي اكثر من عاصمة ونجحت ثم مفاوضات ابيي التي تباريح وتعود ولكن لن تكون هناك مفاوضات مكوكية مع غاصبين ومحتلين وعصابات عنصرية تدفقت من الصحاري الافريقية لطرد اهل الخرطوم والسكن علي البحر
ان شجرة النيم المر لا تثمر برتقالا افتحوا فوهات المدافع الكثيفة النيران واخرجوا هؤلاء الباشبزق والعلوج من الخرطوم ثم افتحوا الملفات القانونية في المحافل الدولية وملاحقت سفهاء قحت وبربرية ال دقلو ومن ارتهن ضميره لهم مقابل المال الامارتي المغسول
نعم هناك مفاوضات يحترمها التاريخ والعقل ونزكر كيف ذهب السادات الي كامب ديفد بعد ان اخترقت الدبابات المصرية خط بارليف وظهرت تل ابيب عارية وسط الصحراء وتدفق الجنود العرب اللذين لم ينسوا مذلة تحطم الطائرات المصرية عند الفجر ونكسة حرب 67
وها هم في رمضان 73 يستردون الثقة العسكرية
نعم نزكر ذلك لان الجيوش لاتخزل ولا تعطل باوراق التفاض واغلاق صندوق الزخيرة
ان مفاوضات جدة باردة تحت الصفر ولا شان لها بمجموعة رصاص الرشاشات التي تلعلع تحت ليل ونهار الانتصار المرتقب باذن الله