اماني البخيت تكتب : نفحات رمضان *العمل الصالح و دخول الجنه*
اماني البخيت تكتب :
نفحات رمضان
*العمل الصالح و دخول الجنه*
العمل الصالح هو كل ما يتقرب به العبد إلى الله من الأعمال الظاهره و الباطنه مثل التوكل و اليقين و التقوى و الذكر و التسبيح و الإستغفار و الصلاة و الصوم و غيرها من العبادات تكون خالصةً لوجه الله مما حث عليه الإسلام و أمر به .
و العمل الصالح وجوه على سبيل المثال لا الحصر العدل و التعاون و الكلمه الطيبه و المشي إلى الصلاة و إماطة الأذى عن الطريق و غيرها ..
و من علامات التوفيق و المحبه إنشراح الصدر و المسارعة إلى الطاعات و الحذر من السيئات .
وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ” واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة ” قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: “ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة وفضل” متفق عليه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقوله صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، لا يناقض قوله تعالى : جزاء بما كانوا يعملون {الواقعة: 24}. فإن المنفي نفى بباء المقابلة والمعاوضة، كما يقال : بعت هذا بهذا، وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سببا للجزاء؛ ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه وأنه لا يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه، فهو ضال، كما ثبت في الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” لن يدخل أحد الجنة بعمله ” ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ” ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وروي ” بمغفرته.
و يروي أن رجلاً من بني إسرائيل، قال: يارب! أريد أن أعبدك عبادة ما عبدك بها أحداً من الناس إلا الأنبياء؛ فأمره الله أن يخرج إلى جزيرة من الجزر في وسط البحر، فأتى هذا الرجل المسكين العابد فخرج إلى جزيرة وحده لا زوجة ولا ولد ولا أهل ولا قبيلة يعبد الله خمسمائة سنة، فأنبت الله له شجرة من رمّان، وكان إذا اشتهى الأكل قطف الرمانة وأكلها، وصلى وعبد الله وذكره وسبحه وتأمل في مخلوقاته، فلما عبد الله خمسمائة سنة توفاه الله وليس له ذنوب، ما أكل مال أحد، ولا اغتاب أحد، ولا أكل الربا، ولا استمع الغناء، ، ولا شهد شهادة الزور، فلما قبض الله روحه قال: ياعبدي! أتريد أن تدخل الجنة بعملك أم برحمتي؟
قال: أريد أن أدخل الجنة بعملي؛ لأنه توهم أن عبادة خمسمائة سنة تخوله وتؤهله لدخول الجنة.
قال الله: تريد الجنة بعملك أم برحمتي؟
قال: بعملي يا رب.
قال الله: نحاسبك بقدر النعم التي أعطيناك وبقدر عبادتك التي عبدتنا إياها، فتقدمت الملائكة بالميزان يحاسبونه فنشروا له الصحف، وعدّوا نعم الله عليه وعبادته، فوجدوا عبادته جميعاً لا تعدل إلا نعمة البصر، وبقية نعمة القلب والسمع والحياة، والتنفس والعقل، والهداية وغيرها، قال الله: خذوه إلى النار.
قال: يا رب! أسألك أن تدخلني الجنة برحمتك !
لذلك مهما فعلنا من أعمال الخير لا نظن بأنفسنا خيراً و لا يأخذنا الغرور و الإعجاب بما نقدمه من أعمال و لنحسن الظن بالله و رحمته التى وسعت كل شئ .
تحياتى أمانى البخيت