محفوظ عابدين يكتب: *السفير (الحاضر)، وضمير الوكالات (الغائب)*
مسارات
أتحيت لي زيارة الى سلطنة عمان في شهرسبتمبر من العام قبل الذي مضى ،وتصادف هذا مع قدوم السفير صلاح الكندو حيث إلتقيت به قبل ان يقدم أوراق اعتماده للسلطان هيثم بن طارق حفظ الله ،وكان ذلك بالنادي السوداني بمقسط مع جمع من الجالية السودانية وأسرهم وهم يحتلفون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، تجاذبت معه اطراف الحديث ،في تلك الأجواء الروحانية التي سبقها مجلس(الدلائل) مع (خدام) الجناب يتقدمهم رجل (حفه) الزهد و(زانه) صدق القول و(طيب) المعشر و(احاطه) الوقار من كل (جنب) انه ماهر العبيد العوض وكفى.
تزامنت زيارتى لبلد السلطان مع تلك الازمة التي خلقتها التأشيرة السياحية وتوافد عدد كبير من السودانيين الى أرض السلطنة من غير( هدى) ولا (كتاب) منير استغلت بعض وكالات السفر حالة البعض وغررت بآخرين و(لامست) أحلام بعض الحالمين ،ولكن كل هؤلاء دفعت بهم الى (ظلام) المجهول دون يرتد اليها (طرف) أو يؤنبها (ضمير) حيث تعرض هؤلاء المساكين الى (خديعة) كبرى ،ولم تجد السفارة والجالية الا ان تلملم جزءا من تلك (الكرامة) المهدرة نتيجة (غياب) الضمير ،مقابل (حفنة) من المال مهما كبرت لاتساوي كرامة أهل السودان التي (تبعثرت) بسبب مطامع من بني جلدتهم ووضعت السفارة والجالية في (حرج) مع السلطات في سلطنة عمان التي كانت على (قدر) المسؤولية و(اكبر) من الموقف الذي أحاط لالسفارة والجالية، عندما(عطلت) قوانين (مخالفة) الهجرة تقديرا لعلاقة امتدت لاكثر من نصف قرن من الزمان، الجالية السودانية في السلطنة كانت( عنوانا) للاحترام و(السمعة) الطيبة كانت تاج( فخار )على رؤوس أهل السودان.
تعاونت السفارة والجالية كحال أهل السودان عندنا تلم باحدهم( مشكلة) تجد الجيران في (صدارة) الموقف وترى الزملاء والاصدقاء كأن الأمر عينيهم.
ونجحت الجهود في( لملمة) المشكلة وانقشعت سحابة الازمة التي كانت ورائها عدد من الوكالات التي نظرت الى (جيبها) ولم تنظر الى ما يظهر (عيبها)،
وقبل ان يفيق السفير من تلك الازمة وتداعياتها بل واثارها ،ولم يمضي (قدما) في ترتيب سفارته بما يخدم (البلدين) والجالية ،فكانت( أزمة) السودانيين( للعابرين) الى دول الخليح وخاصة السعودية وادخلت السفارة في أزمة هي اكبر من ( اختها ) لان الأولى نطاقها محدود ،واثرها غير ممدود، ولكن الاخيرة تداخلت واتسع مداها ووجدت بعض الوكالات ضألتها لتمارس نفس( النهج) مثل سابقاتها( انا وجدنا اباءنا على امة).
ولكن (حنكة) السفير كانت حاضرة و(خبرته) كانت سابقة واستطاع ان يعالج( الازمة) على (مراحل) ولكن لم يسلم من الأذى ولسان حال يقول (واصبر على مأ أصابك ان ذلك من عزم الامور).
طبيعة العلاقات بين الشعبين السوداني والعماني ،والجالية السودانية في السلطنة كانت على أمتدادا قرن من زمان نموذجا في (التعايش) و (الاحترام) تسودها (المحبة) وتظللها (الإلفة)
وبلمسة السفير الفنان تحول( الكندو) الى خبير مكياج ليعيد( وجه )العلاقة الى جماله الطبيعي دون ان يضفي عليه قليلا من (البدرة) والمكياج ،والعلاقة بين البلدين( عميقة) و(حساسة) لا تحتمل اثار( المساحيق) ولا فهلوة (المساخيط).