منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علاء الدين بيلاوي يكتب: *ماذا تريد أمريكا من السودان*

0

حفيف الحروف

لعل المحاولات الأمريكة للتدخل في الشأن السوداني ظلت حاضرة طليت الحقب التي سبقت حكم الإنقاذ وبعد سقوطه و لم تترك منهجا لمحاولات إسقاط دولة ما أسمته بالإسلام السياسي في السودان طوال عمر الدولة السودانية الحديثة وذلك لعله نابع من الضبابية التي تكتنف علاقة أمريكا وأوروبا بالإسلام ايضا ، وتحديد ملامح هذه العلاقه عبر رؤية صراع الحضارات القديم منذ عهود فرسان الهيكل وتحكم الكنيسه في أمور الدوله واصباغ المسلحه الدينيه عليها وما تلك الحروب الصليبية ببعيدة عن الأذهان وهذه الرؤية اكدها هيوم هوران سفير امريكا لدى السودان ابان حقبة مايو في كتاباته ما الذي يريد السودان وماذا تريد امريكا

وقد أكدت هذه النظرية محاولات التدخل وديمومته من قبل أمريكا ومافعلته في السودان عبر الحقب المتواترة من خلال قوي الظل التي تتخذها كادوات لتنفيذ استراتيجتها كالمنظمات ولعل احد أدوات الحرب واستمراها كان هو مجلس الكنائس وتمويله لتلك الحرب عبر البارونا كوكس وقد حشدت دعما كبيرا تحت غطاء الحرب بين الإسلام والمسيحية فتم خنق السودان من جميع حدوده بالجوار بإشعال نيران الحرب في أطول شريط قتالي يطوق الدولة السودانية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا
فكان القوات المسلحة السودانية تقاتل في أكبر شريط حدودي لعلها نفس التجربة التي يعيشها الان السودان ولكنها تزداد ضرواة من خلال جلب المرتزقة من الأجانب واستهداف بقاء الدولة في ذاتها من خلال انتهاج سياسة الأرض المحروقة لالفراغ البلاد من شعبها ولعل ما نعيشه هو وقع الحافر على الحافر فقد ذهب نفس دعاة الديمقراطية للارتماء في أحضان الخارج في عمالة وارتزاق لا مثيل لهما وهي أسوأ من تجربة الماضي عندما ذهب الجميع بلا استثناء يسار و يمين وأحزاب ونشطاء ليلتحقوا بجيش التمرد باسمرا

وقد توجت ذلك أمريكا بحصار اقتصادي لتحبس أنفاس البلاد من خلال التجويع و العقوبات ولكن لم تنجح تلك السياسات لتتبدل المسائل في متغيرات عدة عقب اتفاق السلام ثم انه بعد الانفصال ثمت تقارب في العلاقات بدأت علامته بين البلدين ثم تلتها سياسة العصا والجزرة ثم رفع الحصر ثم تلاها التخطيط للثورة المصنوعة ثم سقوط الإنقاذ في صفقه سوف يعرف أبناء الشعب أدق تفاصيلها مستقبلا

وبعد ذهاب الإنقاذ ومرور كثير من الأحداث تحت جسر التغيير وتسمية أمريكا سفيرا لها بالخرطوم كان يمكنها الاستفادة من أخطاء الماضي بما ان السياسه الأمريكية مبنيه علي المصالح وذلك فيما أكده هيوم هوران من خلال نظرة أمريكا للإسلام ككل و كيفية مساعدة السودان لنفسه من خلال تحديد ماذا يريد كدولة وماذا يريد منه الآخرين

*حروف أخيرة…*
من هذه المنطلقات وفي ظل هشاشة الدولة السودانيه الان وحالة اللا دولة التي صنعتها الحرب المخطط يظل حديث هيوم هوران هو واقع يريدأكماله الان المبعوث الأمريكي الحالي من محاولة اقتياد الدولة من خرطومها إلى مفاوضات جنيف ومادلك الا تسوية سياسية وخارطة طريق لرسم ملامح دولة سودانية وفق الرؤية الأمريكية التي تحفظ لها جمبع مصالحها في المنطقه الأفريقية.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.