د.إسماعيل الحكيم يكتب : السودان بين المؤامرات الدولية وحقيقة الأمن الغذائي .
د.إسماعيل الحكيم يكتب :
السودان بين المؤامرات الدولية وحقيقة الأمن الغذائي
ظل السودان يشهد مؤامرات متتالية تحاك ضد شعبه فضلاً عن أحداث جسام وصراع محتدم بين الجيش السوداني والمليشيات المسلحة في حرب الكرامة التي تدخل شهرها العشرين..، لتبرز مؤامرات متجاوزة حدود القتال العسكري إلى الحرب النفسية والإعلامية والاقتصادية. وتأتي هذه المؤامرات في إطار تقارير مغرضة وتصريحات مُوجَّهة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وزرع الشكوك في قدرات السودان وإمكاناته ، فكان آخرها إعلان بعض الجهات الدولية أن السودان يواجه مجاعة تهدد أمنه الغذائي.
إن منظمة IPC الدولية، التي أصدرت تقريرًا زعمت فيه أن السودان يعاني من مستويات حرجة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي ، فقد واجهت رفضًا قاطعًا من الحكومة السودانية. حيث جاء هذا الرفض على خلفية افتقار التقرير إلى الدقة والموضوعية والحياد ، واعتماده على بيانات مضللة للرأي العام لا تعكس الواقع الحقيقي للسودان . بل إن السودان اتخذ خطوة جريئة بالانسحاب من المنظمة، مؤكدًا عدم خضوعه لأي إملاءات أو أجندات دولية تهدف إلى تشويه صورته أمام العالم .
إن الحديث عن مجاعة في السودان ، الذي يُعَد من أغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية والزراعية ، يكشف عن تناقض واضح في الطرح . فالسودان يمتلك أراضي زراعية شاسعة ، ونهر النيل العظيم، وموارد مائية وغذائية ومعادن نفيسة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بل وتصدير الفائض . لكن التحدي الحقيقي يكمن في إدارة هذه الموارد بفعالية في ظل الضغوط الخارجية والمؤامرات المستمرة.
ومن الواضح أن هذه التقارير ليست إلا أداة في الحرب النفسية التي تُشن ضد السودان، حيث تسعى إلى تدمير الروح المعنوية للشعب وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تلبية احتياجات مواطنيها. إضافة إلى ذلك، يتم استخدام هذه التقارير كذريعة لتدخلات أجنبية تحت ستار “المساعدات الإنسانية”، والتي غالبًا ما تكون مشروطة بأجندات سياسية تهدف إلى فرض الوصاية على القرار
أيها الشعب السوداني العظيم، إن إدراككم لحجم المؤامرة التي تُحاك ضدكم هو السلاح الأقوى في مواجهة هذه المحاولات البائسة. أنتم أهل الأرض، وأصحاب الموارد، وحماة السيادة. لا تسمحوا لأحد أن يشكك في قدراتكم أو يُملي عليكم شروطه. أنتم قادرون، بوحدتكم وإرادتكم، على مواجهة التحديات واستثمار مواردكم بما يحقق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.
إن السودان، الذي صمد أمام العواصف السياسية والاقتصادية لعقود طويلة، قادر على تجاوز هذه المرحلة الحرجة. لكن الأمر يتطلب تكاتف الجهود بين الشعب والقيادة، ورفض الانصياع لأي تقارير أو ضغوط خارجية تهدف إلى تقويض الاستقرار والسيادة. السودان يملك كل المقومات ليكون قويًا ومستقلًا، والعالم أجمع يجب أن يعلم أن الشعب السوداني لا يركع إلا لله.