منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*السودان أجرى تحديثاً على شكواه بإدخال المرتزقة الكولومبيين،،* *الإمارات في مجلس الأمن،، اتهـامات جديـدة..* تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

0

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :

 

*السودان أجرى تحديثاً على شكواه بإدخال المرتزقة الكولومبيين،،*

*الإمارات في مجلس الأمن،، اتهـامات جديـدة..*

الأمم المتحدة الحارث

 

*الإمارات جنَّدت ما بين 350 إلى 380 مرتزقاً، من متقاعدي الجيش الكولومبي..*

 

*248 رحلة جوية، جرت بين نوفمبر 2024م وفبراير 2025م، لتهريب الكولومبيين إلى دارفور..*

 

*التحديثات تمنح شكوى السودان قوةً متجددة، وتعصمها من التجاهل..*

 

*تحديث الشكوى تضمَّن توثيقاً مفصَّلاً لدور المرتزقة الأجانب في الحرب..*

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

 

 

قدّمت بعثة السودان بنيويورك يوم الجمعة 5 سبتمبر تحديثاً جديداً للشكوى التي قدمتها ضد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي، في 29 مارس 2024م، والتي طالبت فيها المجلس باتخاذ إجراءات تُجبر النظام الإماراتي على وقف دعم ورعاية وإسناد ميليشيا الدعم السريع في الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023م، وتضمن التحديثات الجديدة التي تأتي في إطار المتابعة والتحيين المستمرة لكل الانتهاكات والفظائع التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، توثيقاً مفصلاً لدور المرتزقة الأجانب، وعلى وجه الخصوص المرتزقة الكولومبيين المدعومين من الإمارات والذين يقاتلون ضمن صفوف ميليشيا الدعم السريع في محاور دارفور وكردفان، ويهدف الدفع بملف المرتزقة إلى دائرة الضوء، لإبرازه باعتباره مهدداً إقليمياً ودولياً يتجاوز حدود السودان ويقوّض السلم والأمن الدوليين.

مستندات موثقة:
وحملت التحديثات الجديدة مستندات موثقة لتدخل إماراتي مباشر في الحرب من خلال تجنيد وتمويل ونشر مرتزقة كولومبيين للقتال مع الدعم السريع، وكشف رئيس بعثة السودان بنيويورك ومندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس الحارث في إفادته للكرامة عن أدلة جمعتها السلطات السودانية المختصة تُفيد بأن شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات، قامت بتجنيد ما بين 350 إلى 380 مرتزقًا، معظمهم من الجنود والضباط المتقاعدين في الجيش الكولومبي، حيث تم التعاقد معهم بشكل خادع تحت ذريعة تقديم “خدمات وأمن وحماية”، لكن في الواقع نُقلوا إلى السودان للقتال، وتشمل الشركات الأمنية التي تُجند المرتزقة “مجموعة خدمات الأمن العالمية” (GSSG) المملوكة للمواطن الإماراتي (محمد حمدان الزعابي)، إضافة إلى “الوكالة الدولية للخدمات” (A4SI) التي شارك في تأسيسها العقيد الكولومبي المتقاعد (ألفارو كويخانو) الذي يعمل من مدينة العين.

مسار وتحركات المرتزقة:
الوثائق والأدلة الدامغة التي حدّث بها المندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس الحارث، شكوى السودان ضد الإمارات كشفت أن المرتزقة الكولومبيين نُقلوا جواً من الإمارات إلى ميناء بوصاصو الصومالي، ومنه إلى بنغازي بليبيا، تحت إشراف ضباط موالين للجنرال خليفة حفتر، قبل أن يتم نقلهم عبر الصحراء الكبرى إلى السودان عن طريق تشاد ، وتشير الأدلة إلى أن 248 رحلة جوية، بإجمالي 15,268 ساعة طيران، جرت بين نوفمبر 2024م وفبراير 2025م لتهريب المرتزقة والأسلحة والمعدات العسكرية إلى مناطق مثل نيالا والفاشر بدارفور، وحمرة الشيخ بكردفان، ووفقًا للتقارير السودانية، فقد شارك المرتزقة الكولومبيون في عمليات قتالية مباشرة إلى جانب ميليشيا الدعم السريع تحت اسم تشكيل (ذئاب الصحراء)، حيث تركز نشاطهم بشكل خاص في دارفور من خلال مشاركتهم الفاعلة في حصار الفاشر ، وتنفيذ هجمات عسكرية استهدفت المدنيين والبنية التحتية ، كما قدموا تدريبات عسكرية متقدمة لمقاتلي الدعم السريع، شملت حرب المدن، وإجراء تكتيكات الميدان المفتوح، واستخدام الأسلحة الثقيلة.

خطوة استراتيجية:
ووفقاً لمراقبين فإن إصرار السودان على تحديث شكواه ضد دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي، يمثل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، تعكس التزام الخرطوم بمتابعة ملف الحرب بكل أبعاده القانونية والدبلوماسية، وتؤكد في الوقت نفسه أن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ليست مجرد أحداث عابرة، بل وقائع مستمرة تُوثَق وتُوضع أمام المجتمع الدولي، حيث إنه كلما وفَّر تكرار التحديثات معلومات جديدة، فإن ذلك يمنح شكوى الحكومة السودانية قوة متجددة، ويجعلها عصية على التجاهل أو الحفظ في الأدراج وأضابير المكاتب، مما يضع مجلس الأمن الدولي تحت ضغط متواصل لاتخاذ مواقف واضحة وصريحة تجاه الجرائم المرتكبة، خاصة وأنها موثقة بالأدلة والصور والشهادات، وينظر مراقبون إلى خطوة استمرار السودان في تحديث شكواه بعين سياسي تؤكد أن إبراز تورط الإمارات في تجنيد المرتزقة الأجانب، وعلى رأسهم الكولومبيون الذين يقاتلون في صفوف ميليشيا الدعم السريع، يشكل إدانة مباشرة لدور خارجي في إطالة أمد الحرب وتعقيد الأزمة السودانية، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام المساءلة القانونية والسياسية للدول المتورطة في دعم الميليشيا، ويضعها في مواجهة الرأي العام الدولي.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، تبقى التحديثات المستمرة للشكوى السودانية ضد الإمارات، بمثابة وسيلة ضغط سياسي ودبلوماسي قوية لإبقاء القضية حاضرة، ومتقدة داخل أروقة مجلس الأمن، فضحاً وتعريةً للأطراف التي تسعى إلى إطالة أمد الحرب على حساب استقرار السودان والإقليم بأسره، وعلى السلطات السودانية المختصة أن تواصل جهودها ومساعيها من أجل بناء تحالفات دبلوماسية مع الدول المتضررة من ظاهرة المرتزقة العابرة للحدود، لما تمثله من إرهاب خطير لا يتوقف عند حدود السودان، وإنما يهدد السلم والأمن الدوليين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.