منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*شركاء في الجريمة* د. ايناس محمد احمد

0

*شركاء في الجريمة*

د. ايناس محمد احمد

تأسست منظمة العفو الدولية بطريقة عجيبة لها قصة تروي ، بدئت حينما غضب بيتر بينيسن (Peter Benenson ) وهو محامي انجليزي (ولد 21 يوليو 1921م ، في مدينة أكسفورد وتوفي في 25 فبراير 2005م )، حينما غضب لسجن طالبان برتغاليان لمدة سبعة سنوات كان ذلك في 19 نوفمبر 1960م فكتب مقالا في صحيفة( ذا اويزرفر) في 28مايو 1961م بعنوان (السجناء المنسيون ) ، واطلق حملة تفاعل معها الكثيرين بعنوان (نداء العفو ) ونتيجة لها اعيد نشر المقال في صحف كثيرة حول العالم ، فدعا الناس للتضامن من اجل العدالة والحرية فكانت الشرارة الاولي لانطلاق منظمة تعني بالدفاع عن المسجونين بسبب قناعاتهم السياسية او الدينية في يوليو 1961م ، وحددت أهدافها في بذل الجهود بطريقة قانونية وحيادية لنصرة المعتقلين لأسباب سياسية اوعقائدية او لحرية التعبير ، والتأكد من اخضاعهم لمحاكمة قانونية عادلة وعلنية ، واحترام حق اللجوء السياسي ومنع الاحتجاز لفترة طويلة دون محاكمة ورفض عقوبة الإعدام وكل اشكال التعذيب او اي انتهاك لحقوق الإنسان ، والمطالبة بايجاد نظام عالمي فعال يضمن حريةالرائ .
تقوم المنظمة بنشر تقرير سنوي و تحرص علي التنسيق مع أجهزة الإعلام لعرضه وما ورد به من معلومات وتمليكها للحكومات ايضا ، ولها حق إيفاد مراقبين لحضور المحاكمات العامة وتشارك في تعبئة الرأي العام العالمي تجاة قضية انسانية ، ولها دور استراتيجي تنفرد به ،وهو قدرتها علي التنسيق بين منظمات غير حكومية ومنظمات دولية واقليمية من اجل حماية حقوق الإنسان ، هذة المنظمة لها أعضاء وانصار في أكثر من (150) دولة بمختلف فئات المجتمع علي اختلاف معتقداتهم وافكارهم ومبادئهم يعملون بصورة تطوعية.
.
حازت المنظمة علي جائزة نوبل للسلام في عام 1977م تقديرا لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب .

هذة المنظمة أنشأت في يوليو 1961م في لندن ، كمنظمة غير حكومية .
ووثقت إنجازات ملموسة سواء في مجال الحماية او ترقية حقوق الإنسان في اوقات السلم والحرب واثناء النزاعات المسلحة .

هذة المنظمة ذكرت في تقريرا لها مطلع ديسمبر الجاري بعنوان (ملاذ مدمر) اوضحت فيه دلائل تشير الي ان المليشيا الإرهابية اقدمت علي قتل متعمد للمدنيين واحتجاز رهائن ونهب وتدمير مساجد ومدارس ومستشفيات وعيادات طبية خلال هجومها علي مخيم زمزم للنازحين ، وهو اكبر مخيم للنازحين في ولاية شمال دارفور ، يضم قرابة المليون شخص ، وقع الهجوم خلال الفترة من 11_13 أبريل 2025م ، وأن الجرائم والانتهاكات وقعت نتيجة إطلاق النار بشكل عشوائي كثيف و متعمد علي المدنيين .
ذكرت (انياس كالامار) الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية ، “ان هجوم وحشي شرس تعرض له المدنيين ،وأن الهجوم كان ضمن حملة منظمة علي قري ومخيمات المدنيين ، كما أنه( ثبت ) ان هناك شركاء دوليين يعملون علي تأجيج الحرب مثل _الإمارات _ عن طريق تزويد المليشيا بالاسلحة ،ولا سبيل لانهاء هذة الانتهاكات الا بوقف تدفق الاسلحة وتوسيع نطاق حظر الأسلحة المطبق في دارفور.
كما أشارت الي ضرورة ان يعمل الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي ومنظمة الايقاد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ،وروسيا والصين ، عليهم جميعا دعوة كل البلدان وفي مقدمتهم (الإمارات) لمنع تذويد المليشيا بالسلاح “”” ،، انتهي حديث الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية.
هذا التقرير جاء نتيجة دلائل وقرائن وصور لاقمار اصطناعية ومقاطع فيديو مصورة وافادات ضحايا فارين من مخيم زمزم وشهود عيان ، بل ان صور الأقمار الاصطناعية الواردة في التقرير تظهر انواع الاسلحة والمتفجرات التي وجهت للمدنيين .

الثابت ان إطلاق النار بصورة عشوائية انتهاك خطير للقانون الدولي الانساني ، كذلك قتل المدنيين داخل بيوتهم او أثناء بحثهم عن ملاذ أمن في المساجد او المدارس او المستشفيات أيضا انتهاك للقانون الدولي الانساني ويشكل جريمة حرب في القانون الدولي أضف الي ذلك مجموعة من جرائم الاغتصاب والنهب والتعذيب والحجز القسري والاختطاف جميعها تصنف جرائم حرب .

لا توجد جهة او منظمة اقليمية او دولية لم تجرم هذة المليشيا الإرهابية بل ان بيانات منظمة العفو الدولية تتطابق مع تقارير الامم المتحدة .
الجدير بالذكر ان صحيفة (الغارديان) البريطانية كانت قد نشرت تحقيق في أغسطس 2025 م ذكرت فيه ان مخيم زمزم تعرض لواحدة من أفظع المجازر وثاني اكبر جريمة حرب ترتكب أثناء الحرب المشتعلة في السودان ، – المدهش- ان الهجوم علي مخيم زمزم جاء قبيل المؤتمر الدولي للسلام الذي نظمته بريطانيا في لندن في 16 ابريل 2025م ، بغرض حشد الدعم للمساعدات الإنسانية ووضع خارطة لانهاء الحرب في السودان !!!!
الاكثر ادهاشا _ ان الصحيفة في ذات التقرير ذكرت ان بريطانيا تلقت انذارات متعددة من الامم المتحدة ومن مركز ابحاث جامعة (ييل) تفيد بخطر هجوم متوقع علي مخيم زمزم من قبل المليشيا خلال أيام قليلة ، الا ان بريطانيا (التزمت الصمت ) لم تفعل لا هي ولا الامم المتحدة التي (تحزر) شئ للمدنيين العزل من رجال و نساء واطفال داخل المخيم !!!!!
هذا يفسر لماذا لم تكن ردة فعل المجتمع الدولي تضاهي الكارثة الإنسانية التي وقعت ، ولا يزال المجتمع الدولي (يتعمد) اغفال تصنيف المليشيا القاتلة جماعة ارهابية ، وادانة (دويلة الشر) علنا وتحميلها مسؤولية تأجيج الحرب ودعمها للإرهاب ، مما يجعل الجميع (شركاء في الجريمة ) من عرف وسكت ومن حزر دون فعل ايجابي ومن اغفل واستمر في الصمت .

لكن التاريخ يكتب الان سيرة شعب بطل وأمة ابية وجيش باسل والنصر ات بإذن الله لا محالة .

اللهم انصر القوات المسلحة نصرا عزيزا يا الله سبحانك لا ناصر لنا الا انت.
الخميس 4 ديسمبر 2025م .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.