حماس تتعهد باستخدام “كامل قوتها” بعد تكثيف إسرائيل لعملياتها البرية في غزة
قالت حركة حماس اليوم السبت، إن مقاتليها في غزة مستعدون لمواجهة هجمات إسرائيل بكامل قوتهم، بعدما وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة.
وأعلنت حماس أن مقاتليها يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل، بعدما كثفت إسرائيل هجماتها على غزة. واستمر انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لأكثر من 10 ساعات حتى وقت مبكر اليوم السبت. وقالت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر إن الانقطاع بسبب القصف الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري في إفادة بثها التلفزيون مساء أمس الجمعة: “إضافة إلى الهجمات التي نفذت في اليومين الماضيين، توسع القوات البرية عملياتها الليلة”، مما يثير تساؤلاً بخصوص ما إن كان الاجتياح البري المرتقب منذ وقت طويل لغزة قد بدأ، وأضاف أن القوات الجوية الإسرائيلية تنفذ ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها حماس وغيرها من البنية التحتية.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في وقت متأخر أمس الجمعة، إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة وفي البريج بوسط القطاع.
وذكرت حماس في بيان في وقت مبكر اليوم السبت: “كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات”، وأضاف البيان “لن يستطيع نتانياهو وجيشه المهزوم من تحقيق أي إنجاز عسكري”.
واحتشدت القوات الإسرائيلية خارج غزة حيث تشن إسرائيل حملة قصف جوي مكثفة، منذ الهجوم الذي شنه المئات من مقاتلي حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، على مناطق سكنية إسرائيلية قريبة من القطاع. وتقول إسرائيل إن 1400 شخص قتلوا في هذا الهجوم معظمهم مدنيون، فيما أخذت حماس أكثر من 200 رهينة بعضهم أجانب أو يحملون جنسية أخرى مع الإسرائيلية.
وقالت قناة الجزيرة، التي بثت لقطات مباشرة أثناء الليل أظهرت انفجارات متكررة في غزة، إن ضربات جوية إسرائيلية قصفت مناطق محيطة بالمستشفى الرئيسي في القطاع، ولم يتسن التحقق من التقارير التي تحدثت عن الضربات الجوية قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس أمس الجمعة، باستخدام المستشفى لإخفاء أنفاقها ومراكز عملياتها وهو ما نفته حماس.
هدنة إنسانية
ومن جهتها، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة أمس الجمعة إلى هدنة إنسانية يتم تطبيقها فوراً بين إسرائيل وحماس، وطالبت بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المدنيين.
وعلى الرغم من أن القرار ليس ملزماً، لكن له أهمية سياسية كبيرة ويعكس التوجهات العالمية. وتم تمريره بموافقة 121 صوتاً وامتناع 44 عن التصويت، إلى جانب معارضة 14 منهم إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت هيئة النقل في مدينة نيويورك، إن مئات المتظاهرين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أغلقوا محطة غراند سنترال، أحد مراكز النقل الرئيسية في المدينة، ونظمت جماعة تحمل اسم “الصوت اليهودي من أجل السلام” الاحتجاج.
وبعد إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن “الولايات المتحدةإن الولايات المتحدة تدعم هدنة من النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية والوقود والكهرباء للمدنيين هناك”.
ولم يعلق كيربي على العملية البرية الموسعة. لكنه قال إن واشنطن تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأضاف “نحن لا نرسم خطوطاً حمراء لإسرائيل”، وقال كيربي أيضاً إنه إذا كان إخراج أكثر من 200 رهينة اختطفتهم حماس من غزة يتطلب هدنة مؤقتة موضعية، فإن الولايات المتحدة تؤيد ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الجمعة، إن وزير الدفاع لويد أوستن شدد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على “أهمية حماية المدنيين” خلال العمليات في غزة.
انقطاع كامل
وفي بث مباشر تلفزيوني مباشر من غزة صباح اليوم السبت، وصف مراسل قناة الجزيرة انقطاع الإنترنت واتصالات الهاتف بأنه “كارثي”، لجهود الإغاثة في أعقاب ليلة من القصف الإسرائيلي المكثف، وأضاف أن السكان اضطروا لنقل القتلى والمصابين بسياراتهم إلى المستشفى لعدم قدرتهم على التواصل مع خدمات الإسعاف.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في غزة عن “انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة”. وقالت جمعية الهلال الأحمر إنها فقدت تماماً كافة الاتصالات مع غرفة عملياتها في غزة وكذلك فرقها العاملة هناك، فيما أعلنت الحكومة التي تديرها حماس في القطاع أن فرق الإنقاذ لا تستطيع تلقي اتصالات الطوارئ.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها لم تتمكن من الوصول إلى بعض الزملاء الفلسطينيين، وأعربت عن قلقها بشكل خاص على “المرضى والطاقم الطبي وآلاف العائلات التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى”. وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن: “المنظمة لم تعد قادرة على التواصل مع موظفيها في غزة”.
وقال مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) إن: “إسرائيل بدأت الانتقام من حماس”، وأضاف “غزة ستشعر بغضبنا الليلة”، وأضاف لشبكة فوكس نيوز “سيستمرون في تلقي ضرباتنا العسكرية حتى نقوم بتفكيك آلتهم العسكرية، وحل بنيتهم السياسية في غزة. عندما ينتهي هذا، ستكون غزة مختلفة تماماً”.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني. وتزايدت المخاوف بشأن خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط في الأيام القليلة الماضية، مع قيام الولايات المتحدة بإرسال المزيد من الأصول العسكرية إلى المنطقة في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل أهدافاً في غزة وأنصار حماس في لبنان وسوريا.
ودمر القصف الإسرائيلي جزءاً كبيراً من البنية التحتية في غزة، التي تعيش تحت الحصار منذ عام 2007، وقال الفلسطينيون إنهم تلقوا تحذيرات عسكرية إسرائيلية جديدة بالتحرك من شمال غزة إلى الجنوب لتجنب الساحة الأكثر دموية في الحرب.
وقال سكان في غزة إن الرحيل نحو الجنوب لا يزال محفوفاً بمخاطر شديدة، وسط الضربات الجوية وقصف المناطق الجنوبية أيضاً، ورفضت العديد من العائلات المغادرة، خوفاً من تكرار تجربة الحروب السابقة مع إسرائيل، عندما لم يتمكن الفلسطينيون الذين تركوا منازلهم وأراضيهم من العودة أبداً.