انشراح اوشي تكتب :
*سفراء وطن*
▪️مشهد أول،،، رسول الله و صفيه صلوات ربي عليه يمتطي ناقته و يلتفت وراءه مخاطبا مكة (و الله لو لا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)،،، أي حب و أي بهاء،، كيف لا وقد نشأ و ترعرع في جنباتها و بين سهولها و جبالها فهي *الوطن*،،، ترى كيف كان شعوره وقتها و هو يغادره مجبرا مكرها!!!
▪️مشهد ثاني،،، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار و معه رفيقه في أوقات عصيبة و القوم يحاصرون الغار،،،( لا تخف إن الله معنا ) ،،، تجسد الأمان في كلمات و رفقة دافئة فصار كل منهما سند و متكأ للآخر رغم صعوبة المشوار
▪️مشهد ثالث،،، سيدنا رسول الله عليه افضل الصلاة يتجاوز محنة البعد عن الوطن فيقيم بعبقريته دولة الحق و الدين في مكان آخر غير الذي كان فيه ،،، فيجعل من المنفى وطن جديد بعظمته و عظمة رفقته الدافئة ،،، ثم يعود لمكة فاتحا منتصرا معليا رايات النصر و التمكين لدين الله فما أجمل العودة و ما أحلى اللقاء
▪️مشهد رابع،،، خرج السودانيون مجبرين مكرهين فانتشروا في الأقاصى و البلدان… داخل السودان و خارجه ،،، و لسان حالهم يقول و الله لولا أن المليشيا أخرجتنا منك ما خرجنا
ثم ظلوا رغم أنف الحرب و الظروف يقفون بعزة وثبات و سكينة و احتساب رغم فقدهم لكل شئ و لكنهم لم يفقدوا ثقتهم في ربهم و كأني بهم يرددون لبعضهم (لا تخف إن الله معنا )
يدركون أنها ألطاف الله في خلقه (لنبلونكم) و بشري للصابرين… إنها إبتلاءات المصير و تحدي البقاء،،،
▪️مشهد أخير ،،، لن تهزم الحرب قيمنا و أخلاقنا و حبنا للأرض و الوطن،،، سنظل رغم البعد نهتف بحبنا لترابه و نيله و أرضه و سماه ،،، و إن أفلحوا في إنتهاك حرمات بيوتنا و نهب ممتلكاتنا فلن يفلحوا في الغور في دواخلنا و حذف أيقونات الحب والجمال لهذا الوطن الأبي…. سنعود رغم المواجع بعزة و إباء وكلنا عزيمة في روعة البناء،،، و حتى ذلك الحين سنظل سفراء وطن نعكس أجمل ما فيه،،،، لا ننكسر أو نهون،،،، تعلو هاماتنا لننقل قيمنا الجميلة و نمثل شعبنا الاصيل
عزيزٌ أنت يا وطني
برغم قساوة المحنِ
برغم صعوبة المشوار
و رغم ضراوة التيار
سنعمل نحن يا وطني
لنعبر حاجز الزمنِ
**
حياتُك كلها قيمٌ
تتوج همة شماء
وكم في الدَّرب من ضحوا
وكم في الخلد من شهداء
وفينا عزمهم يصحو
وهم بالروح قد ضحوا
وأهدوها بلا ثمنِ