المحجة البيضاء
د. طارق عبد الله يكتب :
*الموت القادم من جدة*
هب إنك من ضمن وفد الدعم السريع المفاوض بمدينة جدة وطلبت منك الوساطة كتابة شروطك لإيقاف الحرب ..ماذا ستطلب؟ على كل واحد إن يمسك بقلم وورقة ويبداء في كتابة طلبه ثم ليفكر في منطقية ماذكره ..هل في الامكان ان اطلب ابعاد البرهان والكباشي ‘ وتكوين حكومة مدنية وإبعاد اعضاء حكومة 56 من المشاركة ؛ هل منطقيا ان اطالب بمحاربة الفلول و الكيزان أو اطلب إعادة قياداتهم إلى السجن ؛ التفكير على تلك الشاكلة مهم لتوضيح إن منبر جدة قام بلا فكرة وبلا هدف ولايخرج من محاولة دول الرباعية في مواصلة السيطرة على الشان السوداني
* كانت السرعة التي تحركت بها المملكة العربية السعودية منذ بداية الحرب منطقية باعتبارها إحدى الدول التي لعبت دور الوسيط لحل الازمة السياسية في السودان , بارك الجميع تحركها ظنا بانها قد تنجح في إيجاد حلول تخفف من الاضرار الناجمة عن الحرب ومنذ البداية كان الامر واضحا ان المنبر خلق لمنع اي تدخلات دولية اخرى ومساعدة المليشيا المتمردة بفرض وجودها .. ونجحت دول الرباعية التي تتبنى المفاوضات في (دغمست) الوصف الحقيقي للازمة والوصف الصحيح للمشكلة هو تمرد إحدى وحدات الجيش على قيادتها ..تجاوزت الازمة و انزلقت في نقاشات تطيل الحرب وتمنح المليشيا المتمردة اكسجين الحياة كلما احست بموتها أو اقتراب سحقها ولذلك لم يندهش الناس ببيان وزارة الخارجية السعودية الذى كان بلسان (قحتاوي ) مبين يتضمن ما يردده (العرمانيون) من اتهامات للإسلاميين باشعال الحرب وكان مخجلا تضمين ذلك ببيان الخارجية ومن ضمن اجراءات بناء الثقة
*حسب التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية السعودية – ولاندري باي صفة -.فقد تمخضت مفاوضات جدة فولدت فارا سموه فتح مسارات إنسانية في وقت يتطاير الرصاص وتحصد المدافع الارواح و يتواصل التطهير العرقي والتشريد السكاني بولايات دارفور وبقية ماحواه البيان قضايا ثانوية ليست مثمرة وظهر منبر جدة بانه عبارة عن (جودية) تخفي في باطنها اجندتها الخاصة والحفاظ على مسلسل الموت ..هناك عشرات الادلة لتاكيد إن منبر جدة بصورته الراهنة غير مجدي ولافائدة منه ولايتطرق للمشكلة الاساسية وهي تواجد جيش داخل منازل المواطنين وداخل المستشفيات..لو ان الوسطاء جاديين لٱدانوا هذا الفعل القبيح ولن يكون منبرا محترما الا بابعاد الٱجندة الخفية والتعامل بمسئولية واولها التوصيف الدقيق للمشكلة و إدانة الجرائم التي ارتكبها المتمردين وهي جرائم ثابتة امام محكمة الجنايات الدولية والتاكيد على قدرة الوسطاء على إلزام الدعم السريع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه اثناء الجلسات
*الواقع الماثل ٱمامنا يؤكد ان الحرب تجاوزت الدعم السريع بانضمام الملايين للقتال بالخرطوم لٱسباب مختلفة حتى ان قيادة الدعم السريع فقدت السيطرة على تلك القوات التي تصول وتجول باسمها واكبر دليل فشلها في انهاء الظواهر السالبة ، و فشلها في السيطرة على الإرتكازات التي أصبحت في اماكن عديدة نقطة تجمع للمتفلتين وتغطية لٱنشطتهم الٱجرامية وانا على يقين تام بان وفد الدعم السريع المفاوض بجدة ليس في امكانه تنفيذ مايتم الاتفاق عليه لانه لايملك سلطة وإن معظم المتواجدين داخل الخرطوم خارج قبضة القيادة الحقيقية للدعم السريع و مع تلك الحقائق يبقى إن الوضع سيبقى عليه .. تعطيل للحياة العامة وعدم الاستقرار والانفلات والسير على طريق صولمة السودان والمحافظة على البلاد والشعب يتطلب تجاوز تلك المرحلة وطي منبر جدة وتوحيد الجهود في جبهة قوية قادرة على حسم الحرب